أجساد متعبة، وعيون ظلت تبحث وسط اللامبالاة عن كوة أمل وفرحة العيد بين المارة، وسكان الحي.. هكذا بدا المكونون المتخلى عنهم صبيحة يوم أول أمس الاثنين، بشارع باحماد، في الزاوية المجاورة للإدارة العامة للتكوين المهني بالبيضاء. « أمر لايطاق، كيف يعقل، وبعد مرور كل هذه المدة من الاحتجاج،غياب أي تجاوب مع مطالبنا من طرف الإدارة» يتساءل لحسن بقلق، وهو يتابع مشهد زملائه، الذين كانوا يتأهبون للاحتفال بالعيد. المكونون وعلى غير عادتهم، قرروا عدم إخلاء المكان والعودة إلى مدنهم، والاحتفال بالمناسبة بطريقتهم الخاصة، أما رقم 128 الذي يشير إلى مدة اعتصامهم، فقد كان يوما مختلفا في حياة المجموعة بعد أن أصر أعضاؤها قضاء مناسبة عيد الأضحى في معتصمهم المفتوح، بعيدا عن دفء الأهل والأقارب، كشكل احتجاجي على أوضاعهم « بعد أربعة أشهر من تواجدنا بمكان الاعتصام، كان الأمل يحذونا في التوصل إلى اتفاق قبل حلول العيد مع الإدارة العامة بخصوص ملفنا المطلبي، لكن خيبتنا كانت كبيرة» يعلق لحسن أسكا، وهو من المكونين في معرض تعليقه على وضعية هذه الفئة، التي وجدت نفسها في مواجهة سياسة الصمت اتجاه مطالبها. أحد المحسنين يقول لحسن أساكا، وللتخفيف من معاناتنا خلال هذه المناسبة الدينية «بادر وفي خطوة تضامنية إلى اقتناء كبش العيد للمجموعة، قبل يومين من المناسبة، في حين تطوع جيراننا بالحي، وقاموا بتزويدنا بكل مستلزمات العيد، في مشهد انساني لم ينقطع مع المجموعة منذ يومنا الأول بالمعتصم» . بعد مرور وقت قصير على أداء صلاة العيد استقدم المكونون، أضحيتهم من أصطبل غير بعيد مكان اعتصامهم، وفي غمرة احساس بالتفاؤل الكببر قاموا بنحره في الرصيف المجاور لمقر الإدارة العامة. احتجاجات هذه الفئة، تخللتها عدة حوارات، يضيف لحسن « للأسف الحوار الأخير مع الإدارة يعود إلى شهر رمضان، وتم خلاله وضع المباراة أو امتحان الكفاءة كشرط لعودتنا للعمل، الأمر الذي اعتبرته المجموعة بمثابة حيف، في حق أفرادها بعد كل هذه المدة من الاحتجاج». المتخلى عنهم لازالوا يترقبون تجاوبا مع مطلب رئيسي، رجوعهم الفوري واللا مشروط إلى مراكز عملهم، وادماجهم المباشر و الفوري . أساكا أكد أن بقاء المجموعة في المعتصم سيستمر، مالم يتم إنصاف أفرادها الذين قضى العديد منهم مايزيد عن عشرة سنوات من العمل ليجدوا أنفسهم في آخر المطاف بالشارع.