يوم الثاني عشر من الاعتصام كان يوما مختلفا في ملف الأساتذة المتخلى عنهم بالبيضاء. إغلاق كلي لشارعين، ومحاولة انتحار، بواسطة قنينة غاز. مشاهد طبعت احتجاجات هذه الفئة أمام مقرالإدارة العامة للتكوين المهني غير بعيد عن محطة القطار المسافرين . ففي صبيحة يوم أمس الاثنين وابتداء من الساعة التاسعة صباحا اضطر عدد من المارة والسائقين الذين كانوا يعبرون بسياراتهم وحافلاتهم بشارع بن تاشفين، وباحماد إلى السير بحذر، بل وتغيير وجهتهم تفاديا للاصطدام بعدد من الأساتذة المتخلى عنهم وسط الطريق . المحتجون الذين كانوا بالعشرات بينهم نساء شكلوا في البداية حاجزا بشريا أمام باب الإدارة. « أمام صمت المسؤولين، قررنا أن نوصل رسالتنا بشكل مختلف، وطريقة جديدة، بموازاة مع توقيت الدخول إلى العمل» يقول أحد المحتجين. الموظفون الذين التحقوا بعملهم فوجؤوا بجدار من الأجساد عند البوابة الرئيسية، مما دفعهم إلى تغيير وجهتهم والدخول من أحد الأبواب الخلفية. لكن و بعد لحظات قليلة سينسل أحد الأساتذة من الجموع، ليتوجه مباشرة إلى زواية بنفس الفضاء، كانت بها قنينة غاز تستعمل في الطهي من طرف المعتصمين. هذا الأخير وفي لحظة حيأس هدد باضرام النار في نفسه. ومما زاد من تأجيج الوضع بعد ثنيه من طرف زملائه، ارتماؤه أمام حافلة للنقل العمومي كانت تهم بالدخول إلى شارع باحماد، الأمر الذي دفع باقي المعتصمين إلى الالتحاق به، وإغلاق المحور الطرقي كليا. أعين الأمن كانت تتابع الوضع بحذر. وأمام إصرار المحتجين على البقاء وسط الشارع، قامت بوضع حواجز، لتفادي أي اصطدام بهم. خطوة أمس قال عنها حلمي العضو بسكرتارية الأساتذة المتخلى عنهم بالبيضاء في تصريح للجريدة « إنها تأتي في الوقت الذي استنفد فيه أزيد من250 من الأساتذة الأمل في التعاطي الجدي مع مطالبهم ، خاصة بعد مضي أثنا عشر يوما أمام الإدارة المسؤولة». المتخلى عنهم، وجدوا أنفسهم في مواجهة سياسة الصمت، اتجاه مطلب رئيسي. رجوعهم الفوري واللا مشروط إلى مراكز عملهم، وادماجهم المباشر و الفوري . حليمي أكد أن عامل الصخور السوداء، كان قد أخبر المعنين في لقاء سابق عن قرب فتح حوار حول مطالبهم مع إدارة التكوين المهني إلا انتظار المعنيين طال دون أن يتحقق ذلك.