تسجيل حالة إجهاض ومحاولات للانتحار في صفوف المعتصمين عبد الرحمان تمزارتي الكاتب العام للسكرتارية الوطنية للمتعاقدين: لا ترغموننا على إضرام النار في أجسادنا حتى تلتفتوا إلى وضعيتنا.. من أجل تقريب قرائها، من الاعتصام المفتوح الذي يخوضه عشرات من متعاقدي التكوين المهني المتخلى عنهم، منذ يوم الأربعاء سادس يوليوز الجاري، أمام مقر الإدارة العامة للتكوين المهني بالدار البيضاء. قامت بيان اليوم بزيارة للمعتصمين، كانت مناسبة لتسليط الضوء على أسباب هذا الاعتصام وكذا للوقوف على معاناة المعتصمين ومطالبهم. يواصل متعاقدو التكوين المهني المتخلى عنهم، المنضوون تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل، اعتصامهم المفتوح أمام مقر الإدارة العامة للتكوين المهني بالدار البيضاء، منذ يوم الأربعاء سادس يوليوز الجاري، في ظروف لاإنسانية، يبيتون في العراء، ويلتحفون السماء في انتظار تدخل الجهات المسؤولة، لوضع حد لمعاناتهم، والاستجابة لمطلبهم الوحيد المتمثل في الرجوع الفوري واللامشروط والإدماج المباشرإسوة بباقي المتعاقدين الذين تم إدماجهم، مع التعويض عن الأضرار التي لحقت بهم. ويوما بعد يوم، يزداد إصرار المعتصمين في التحدي لبلوغ هدفهم، حيث يلتحق بهم آخرون، بل إن بعض أفراد عائلات المعتصمين، التحقوا بمكان المعتصم، ليشاركوا إما أبنائهم أو آبائهم محنتهم. وكان هؤلاء الأساتذة المعتصمون ضمنهم نساء، بعضهن حامل، قد اشتغلوا كمكونين متعاقدين، لعدة سنوات داخل مؤسسة التكوين المهني، بعقد كانت تجدد كل سنة، قبل أن يطالبوا بشكل مفاجئ باجتياز امتحان الكفاءة في شهر يوليوز 2010، من أجل العمل بعقد شغل جديدة، تمتد على مدى ثلاث سنوات. لكن هذا الامتحان، يقول أحد المعتصمين، «شابته عدة خروقات وتجاوزات، مما دفع الإدارة إلى تنظيم امتحان ثان في شهر أكتوبر من نفس السنة، لم يخل بدوره من الخروقات»، والنتيجة، يضيف نفس المصدر، «إقصاء عشرات بل مئات من أسماء الأساتذة المكونين، وبالتالي طردهم، بشكل تعسفي، بل إن بعض الأسماء التي تجاوزت الامتحان بامتياز، لم تجد لها مكانا للعمل في مراكز التكوين المهني، وطلب منها الانتظار إلى حين إيجاد منصب شاغر». شارع باحماد يتحول إلى ملاذ للمعتصمين تحول جزء من شارع باحماد الذي تتواجد به الإدارة العامة للتكوين المهني على امتداد أيام الاعتصام، إلى فضاء يستغله المعتصمون ليلا ونهارا، من أجل إسماع صوتهم إلى كل المسؤولين، فرغم ارتفاع نسبة الحرارة، يظل المعتصمون يسندون ظهورهم لجدار مقر الإدارة، وهم يرددون شعارات متعددة، من قبيل، «مامفاكينش مامفاكينش..»صامدون صامدون هاهنا قاعدون..»لازم لازم لازم الكفاح.» «لقد وصلنا إلى مرحلة اللاعودة.. عاهدنا العائلات.. إما الرجوع أو الممات». والملاحظ، أن هناك مشاركة لأبناء المعتصمين، كما هو الحال للطفل صهيب ذي الثلاث سنوات الذي لايفارق أمه، إضافة إلى بعض الفعاليات الجمعوية. إجهاض وتسجيل عدة محاولات انتحار سجلت خلال أيام الاعتصام عدة محاولات للانتحار، تعبيرا من أصحابها على اليأس الذي ذب في نفوسهم من جهة، ومن جهة أخرى، توجيه رسائل إلى كل المسؤولين، مفادها، أن المعتصمين مستعدون للتضحية بأنفسهم دفاعا عن حقهم في الشغل وضدا على طردهم . وفي هذا الصدد، أقدمت إحدى المعتصمات في اليوم السابع من الاعتصام، على رمي نفسها في قارعة الطريق، قبل أن يتدخل زملاؤها لإنقاذها، قبل دهسها من طرف إحدى السيارات، مما تسبب لها في كدمات في عدة أنحاء من جسمها. وحالة المعتصمة(ن)، من مدينة خريبكة لم تكن أوفر حظا من زميلتها التي حاولت الانتحار، حيث تم نقلها إلى المستشفى لتجهض جنينها وهي في شهرها الرابع من الحمل، نتيجة نزيف حاد، بسبب الإجهاد، ناهيك عن تفاقم الحالة الصحية لبعض المعتصمين الذين يعانون من أمراض مزمنة، كمصطفى بن رقية أستاذ التجارة الدولية، الذي يعاني من مرض «الروماتيزم». ويوم الاثنين الماضي، قام أحد المعتصمين بمحاولة انتحار برمي نفسه على قارعة الطريق بشارع ابن تاشفين محاولا بذلك وضع حد لحياته، قبل أن يتدخل زملاؤه لتوقيف حركة السير تفاديا لدهسه من طرف إحدى السيارات، مما تسبب في فوضى عارمة بالشارع المذكور. لكن إصرار نفس الشخص على التضحية بحياته، جعله في غفلة من زملائه ينزع أنبوب قارورة غاز يستغلها المعتصمون في الطهي، ويحاول إضرام النار في جسمه. وقد أثار هذا الفعل الذي يشكل تصعيدا خطيرا في احتجاج المعتصمين ذهول الجميع من سلطات محلية وأمنية وعشرات من المواطنين، بعضهم اغرورقت عيناه بالدموع، خوفا من أن يضع المعني بالأمر حدا لحياته. وبمشقة الأنفس، نجح زملاؤه في تهدئته، وإقناعه بالتراجع عن قتل نفسه، وقد تم نقله مباشرة إلى مستشفى محمد الخامس بعد أن أغمي عليه. إدارة التكوين المهني ترفض تسوية وضعية المعتصمين أمام سياسة الباب المسدود التي تنهجها إدارة التكوين المهني، في شخص مديرها العربي بن الشيخ، الذي رفض إلى حدود الساعة، فتح حوار مع المعتصمين. قام هؤلاء بمراسلة عدة وزارات، ضمنها وزارة التشغيل، المالية، الداخلية، الاتصال، وجهات أخرى، كالمجلس الوطني للحقوق الإنسان، بالإضافة لعدة جمعيات حقوقية، ورغم كل هذه المبادرات، لم يتوصل المعتصمون الذين أكملوا أسبوعين من الاعتصام ، أي رد، حسب عبد الرحمان تمزارتي، الكاتب العام للسكرتارية الوطنية لمتعاقدي التكوين المهني المتخلى عنهم، بالرغم من طرح ملفهم داخل قبة البرلمان في مناسبتين. وعلى مستوى آخر، وحسب الكاتب العام ، فالمعتصمون يعيشون ظروفا اجتماعية قاهرة، وأن استمرارهم في الاعتصام سيظل قائما ومفتوحا، إلى حين إيجاد حل لوضعيتهم، خصوصا وأن مئات من زملائهم تمت تسوية وضعيتهم مؤخرا، في حين تم رفض تسوية وضعيتنا بتدخل من مدير التكوين المهني، رغم أن وزارة المالية أبدت تفهما لوضعيتهم. تصريحات بعض الأساتذة المعتصمين بن رقية مصطفى: المباراة كانت شكلية من أجل إقصائنا اشتغلنا كمكونين متعاقدين مع التكوين المهني، على أساس عقد للشغل، مدته سنة، وكان يتم تجديده سنويا، قبل أن نطالب باجتياز مباراة للكفاءة، بدعوى، أن العقد الجديد سيمتد على ثلاث سنوات، للأسف،المباراة كانت شكلية، والهدف هوإقصاء العديد من المكونين والمكونات، والتخلي عنهم بعد أن أمضوا سنوات عديدة في خدمة المؤسسة. الخطابي سميرة: امتحان الكفاءة مسرحية أريد به باطل لقد اشتغلت في مؤسسة التكوين المهني لمدة ثلاثة سنوات في ظروف قاسية، حيث كنت أعمل كملحقة بإحدى المؤسسات السجنية. وكان جزائي الطرد. أما امتحان الكفاءة، فأعتبره مسرحية أريد به باطل. ومشاركتي في هذا الاعتصام هو تعبير عن إرادتي في أن الحق ينزع ولا يعطى. عبد الرحمان التمزارتي: إقطاعية المدير تشرد المكونين بعد أن تعرضنا لطرد تعسفي، قمنا بتأسيس سكرتارية الوطنية لمتعاقدي التكوين المهني للمطالبة بالرجوع الفوري واللامشروط والإدماج المباشرإسوة بباقي المتعاقدين الذين تم إدماجهم، مع التعويض عن الأضرار التي لحقت بنا من أجل استرداد حقوقنا. إن مانتعرض إليه اليوم يرجع بالدرجة الأولى إلى السياسة الإقطاعية لمدير التكوين المهني العربي بن الشيخ الذي يتبجح بكونه يتوفر على وسام ملكي، ويعتبر نفسه فوق الجميع والقانون.