مازال متعاقدو التكوين المهني المطرودون يحتمون من أشعة الشمس الحارقة، يقطعون الكارطون ويفترشون الرصيف أمام الإدارة العامة للتكوين المهني مرددين شتى الشعارات المنددة بالخروقات والتجاوزات التي طالتهم وأسرهم ليصبحوا عرضة للتشرد، فأصواتهم التي بحت لم تجد لحد الآن مجيبا لدعواتهم و نداءاتهم و لإنصافهم و إرجاع حقهم المغتصب، فقد أضحت وضعية أغلبهم جد مزرية، حيث لا يمضي شكل من الأشكال النضالية التي مازال يخوضونها إلا و كانت سيارة الإسعاف زائرة لهم مرتين أحيانا في اليوم. وقد انضم لقافلة مكوني التكوين المعني المطرودين المكونات الحوامل و المرضعات بل تعدى الأمر إلى مشاركة فلذات أكبادهن لعلهم يجدون آذانا لم يصبها الصمم بعد.. فقد جاءت الرياح بما لا تشتهيه السفن حين أحضر حراس أمن الإدارة العامة الكلاب المدربة (كلاب بوليسية) لتخويف و تفريق المناضلين من أجل حقهم المهدور و المشروع و المتمثل في حقهم في العمل، لكن الخوف غادر هذه الفئة إلى غير رجعة. و قد عرف اليوم الاول من الاعتصام حالة إغماء واحدة. أما اليوم الثاني من الاعتصام فقد عرف حالتي إغماء وسط طريق شارع با احماد، حيث قطع نصف الطريق مما عرقل حركة السير. هذا و قد قام المتعاقدون بتكبيل أياديهم و أعناقهم بسلاسل حديدية طيلة الاعتصام تعبيرا عن سخطهم و تذمرهم من سياسة التجاهل و اللامبالاة التي تنهجها الإدارة. وعلم بأن منتدى الكرامة لحقوق الإنسان ممثلا بالأستاذ المحامي الغلمي مسعود كان قد قام بزيارة لعين الموقع يوم الأربعاء 29 يونيو صباحا و ذلك تضامنا مع الملف المطلبي للمعتصمين و مؤازرة لهم ، كما حضر الاستاذ المحامي عبد المالك زعزاع رئيس هيئة المحامين بالدارالبيضاء صباح يوم الخميس مساندا و متضامنا مع المعتصمين، و على غرار خطوتهما فقد حضرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوم الأربعاء 29 يونيو 2011 ليلا لعين المكان تضامنا معهم و الممثلة في شخص الأستاذ عبد اللطيف الدشيش و البعض من زملائه. ترى ماهي الخطوة المقبلة لإدارة التكوين المهني للإجهاز على حق المعتصمين في الاحتجاج بعد ما عمد متعاقدو التكوين المهني المتخلى عنهم إلى الرفع من وتيرة نضالاتهم، مقررين خوض اعتصا مفتوح أمام الإدارة العامة للتكوين المهني ؟