رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    جرسيف .. نجاح كبير للنسخة الرابعة للألعاب الوطنية للمجندين    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    زاكورة تحتضن الدورة الثامنة لملتقى درعة للمسرح    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك        بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    روسيا تمنع دخول شحنة طماطم مغربية بسبب "أمراض فيروسية خطيرة"    نادي المغرب التطواني يقيل المدرب عزيز العامري من مهامه    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    "التقدم والاشتراكية": الحكومة تسعى لترسيخ التطبيع مع تضارب المصالح والفضاء الانتخابي خاضع لسلطة المال    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تثمينا لروح اتفاق الصخيرات الذي رعته المملكة قبل تسع سنوات    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    قضايا المغرب الكبير وأفريقيا: المغرب بين البناء والتقدم.. والجزائر حبيسة سياسات عدائية عقيمة    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    دورية جزائرية تدخل الأراضي الموريتانية دون إشعار السلطات ومنقبون ينددون    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025        مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باراك أوباما "المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلال بلادي"
نشر في الوجدية يوم 23 - 08 - 2011


أكثر من 225 سنة صداقة مغربية أمريكية
فشلت الجزائر في التشويش عليها

وأوباما يصف المغرب
في تهنئة عيد العرش
بالصديق والشريك والحليف "منذ أمد بعيد"
- الجزء السادس -

- الجزء السادس -
- "وتضيء أنوار الأسواق ظلام الليل في مدن كثيرة امتدادا من الرباط إلى جاكارتا"
أوباما يهنئ المسلمين بأميركا والعالم لحلول رمضان الكريم/2011
- مصطفى الزموري"إستيبانيكو"نموذج "العبقرية المغربية"بأمريكا
- تعيين أول قنصل أمريكي بالمغرب في عهد مولاي سليمان
ومولاي عبد الحفيظ يرسل أول سفارة مغربية إلى أمريكا
- باراك أوباما "المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلال بلادي"
- كابلان:المغرب بلد التسامح وحليف استراتيجي للولايات المتحدة
- معاهدة تحمل في طياتها دروسا لاتزال صالحة إلى اليوم
- زغبي:الجالية المغربية إحدى الجاليات الأكثر دينامية في الولايات المتحدة
- وكالة الأنباء الجزائرية تحاول التشويش على العلاقات المغربية الأمريكية
- زمهوط:حبك المؤامرات ونفث السموم الحاقدة بسبب فقرة من خطاب أوباما

- الجزء السادس -
باراك أوباما "المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلال بلادي"
صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما،في أول خطاب له يوجهه إلى العالم العربي والإسلامي،أن المغرب كان أول بلد اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.وقال الرئيس أوباما،الذي كان يخاطب في 4 يونيو 2009 العالم العربي والإسلامي من جامعة القاهرة،إن "المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلال بلادي".
فقد اعترف السلطان سيدي محمد بن عبد الله في 20 فبراير1778 باستقلال الولايات المتحدة، وثماني سنوات بعد ذلك، أي في23 يونيو 1786،وقع البلدان بمدينة مراكش "معاهدة الصداقة،والملاحة والتجارة".وتجسدت هذه المعاهدة،التي وقعها كل من السلطان سيدي محمد بن عبد الله وقنصل الولايات المتحدة الامريكية في باريس،طوماس باردي سنة1797،حينما تم تنصيب أول قنصل أمريكي في طنجة.وعرفت هذه المعاهدة الأولى تحيينا سنة 1836 في مكناس،في عهد السلطان مولاي عبد الرحمان.وفي نهاية القرن19،أعلنت الولايات المتحدة رسميا وعلى رؤوس الاشهاد،تضامنها مع المغرب في مواجهة الأطماع الإستعمارية لبعض الدول الأوروبية.وقام الرئيس الامريكي ثيودور روزفلت حينها بالعديد من الخطوات في هذا الاتجاه،حيث رفض الاعتراف بالحماية الفرنسية.وبذلك حافظت الولايات المتحدة على الإمتيازات الخاصة التي كانت تحظى بها بموجب معاهدة 1836 الموقعة مع المغرب.
وفي سنة1943 انعقد مؤتمر تاريخي في الدار البيضاء (مؤتمر أنفا) الذي جمع الرئيس فرانكلين روزفلت والوزير الأول البريطاني تشرشل والجنرال الفرنسي هنري جيرو وجلالة المغفور له محمد الخامس.وفي سنة1953 أعلنت الولايات المتحدة رسميا من على منبر الأمم المتحدة دعوتها إلى استقلال المغرب.وأكد سفير الولايات المتحدة كادو لودج حينها أمام منظمة الأمم المتحدة أن "ما نريده هنا،هو الإعراب عن الأمل في أن تتجه كل من فرنسا والمغرب نحو تحقيق تطلعات الشعب المغربي".وهي التطلعات التي تحققت بالفعل سنة 1955 مع حصول المغرب على الاستقلال.
................................................................
- الجزء الأول –
- "إن المغرب صديق وشريك وحليف للولايات المتحدة منذ أمد بعيد"
كلينتون تهنئ الملك والشعب بمناسبة عيد العرش
لقد ظل المغرب على الدوام حاضرا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية،منذ استقلالها،حيث يعد أول دولة اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية،ليدخل بالتالي إلى الحوليات التاريخية الأمريكية،خصوصا بعد عقد اتفاقية الصداقة والسلم بين البلدين الموقعة في العام 1786.
وروابط الصداقة المغربية الأمريكية تجسدت في التوقيع على عدد من اتفاقيات الشراكة في قطاعات متنوعة وكذا في الدعم المقدم من قبل الوكالة الأمريكية للتنمة الدولية ومشروع تحدي الألفية للعديد من المشاريع التنموية بالمغرب،واتفاق التبادل الحر الذي أبرم بين البلدين جاء ليوطد دينامية التعاون بين المملكة والولايات المتحدة.وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري،أن العلاقات المغربية الأمريكية شهدت " قفزة نوعية هامة" خلال السنوات الأخيرة بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس التي تقوم على تنويع الشراكة وتوسيع الحوار السياسي خاصة مع دولة هامة كالولايات المتحدة الأمريكية.وأشار إلى أن نظرة الولايات المتحدة الأمريكية للتجربة المغربية تحت القيادة"الحكيمة" للعاهل المغربي الملك محمد السادس "إيجابية جدا"،مبرزا أن هيلاري كلينتون "تعرف المغرب وتقدر كل السياسات التي ينهجها جلالة الملك على مستوى الانفتاح والحريات والتنمية وخاصة التنمية البشرية".من جهة أخرى،سجلت المبادلات التجارية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية،اللذين يربطهما اتفاق للتبادل الحر دخل حيز التنفيذ منذ سنة 2006،نموا مضطردا خلال السنوات الأخيرة،مواصلة بذلك فتح آفاق تطويرها لترقى لمستوى العلاقات التاريخية الممتازة القائمة بين الرباط وواشنطن.
وبالفعل،فإن اتفاق التبادل الحر مع المغرب،وهو الوحيد الذي وقعته الولايات المتحدة في القارة الإفريقية،يساهم بشكل ملحوظ،في تقوية العلاقات التجارية بين البلدين،كما يدل على ذلك حجم المبادلات التي ارتفعت بما يناهز 150 في المائة،حيث انتقلت من 970 مليون دولار سنة 2005 إلى 2.4 مليار في 2008،ما مكن من توسيع وتنويع تدفق الاستثمارات في ضفتي المحيط الأطلسي.وحسب أرقام لوزارة التجارة الأمريكية،فإن الصادرات المغربية نحو الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 99 في المائة طيلة الفترة ذاتها،حيث انتقلت من 442 مليونا إلى 879 مليونا،فيما الصادرات الأمريكية نحو المملكة المغربية،التي كانت قيمتها تقدر ب521 مليونا،ارتفعت بدورها إلى 188 في المائة،لتبلغ بذلك حوالي 1.5 مليار دولار في سنة 2005.
- الجزء الثاني -
"إن المغرب صديق وشريك وحليف للولايات المتحدة منذ أمد بعيد"
كلينتون تهنئ الملك والشعب بمناسبة عيد العرش
نيابة عن الرئيس أوباما والشعب الأميركي،أتقدم بأحر التمنيات للملك محمد السادس وللشعب المغربي بمناسبة اليوم الوطني لبلدكم الذي يصادف يوم 30 يوليوز.إن الولايات المتحدة،في هذا الوقت الذي يشهد تغييرا جذريا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تؤيد جهودكم الرامية إلى تعزيز حكم القانون وحقوق الإنسان والحكم الرشيد.وإنني أهنئ الملك محمد السادس والشعب المغربي على الاستفتاء الدستوري السلمي الذي تم في 1 يوليوز وأرحب به كخطوة هامة نحو الإصلاح الديمقراطي.
إن المغرب صديق وشريك وحليف للولايات المتحدة منذ أمد بعيد.ولتعلموا أينما احتفلتم بهذا اليوم الخاص أن الولايات المتحدة تقف معكم.وأنا أتطلع قدما إلى الاستمرار في تعزيز هذه الشراكة فيما نعمل معا نحو تحقيق أهدافنا المشتركة.
- الجزء الثالث -
"وتضيء أنوار الأسواق ظلام الليل في مدن كثيرة امتدادا من الرباط إلى جاكارتا"
أوباما يهنئ المسلمين بأميركا والعالم لحلول رمضان الكريم/2011
"إننا، ميشال وأنا،بمناسبة إطلالة شهر رمضان نود أن نتوجه بأطيب تمنياتنا إلى المجتمعات الإسلامية في الولايات المتحدة وحول العالم.فرمضان شهر بهيج ينتظره المسلمون شهورا في كل مكان؛تتشارك فيه الأسر والمجتمعات فرحة الاجتماع معا على الإفطار وللصلاة.وتضيء أنوار الأسواق ظلام الليل في مدن كثيرة امتدادا من الرباط إلى جاكارتا.وهنا في الولايات المتحدة يتشارك المسلمون الأميركيون في إحياء التقاليد الرمضانية مع جيرانهم وزملائهم الطلاب وزملاء العمل.
ورمضان بالنسبة للملايين العديدة من المسلمين حول العالم شهر للتفكر العميق والتضحية. وكما هو الحال في الأديان الأخرى، يستفاد من الصوم في تنمية الروحانية والانضباط وزيادة الوعي برحمة الله. وهو أيضا تذكرة بأهمية التواصل مع أولئك الذين هم أقل حظا. فالأنباء التي تتألم لها القلوب عن فقدان الأرواح ومشاهد العائلات والأطفال في القرن الأفريقي يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة تذكرنا بإنسانيتنا المشتركة وتلزمنا بالعمل. فالآن هو أوان التقاء الدول والشعوب على العمل لتجنب كارثة أسوأ بكثير بتقديم الدعم والمساعدة لجهود الإغاثة الجارية.
إن مثل هذه الأوقات تذكرنا بالدرس الذي تُعلّمه جميع الأديان العظيمة، بما فيها الإسلام – أن نفعل للآخرين ما نود أن يفعلوه لنا. وبهذه الروح أتمنى للمسلمين في كل أنحاء العالم شهرا مباركا وأتطلع مرة أخرى إلى استضافة حفل إفطار هنا في البيت الأبيض.ورمضان كريم"
- الجزء الرابع -
مصطفى الزموري"إستيبانيكو"نموذج "العبقرية المغربية"بأمريكا
يجسد مسار حياة مصطفى الزموري،المزداد حوالي سنة 1503 بأزمور،عندما كان هذا الجزء من المغرب لا يزال قابعا تحت الاحتلال البرتغالي،والمتوفي بولاية تكساس سنة 1539،وجها آخر ظل غائبا عن كتب التأريخ للعلاقات المغربية-الأمريكية في امتدادها المتوغل في عمق التاريخ.
واجه مصطفى الزموري،المعروف باسم "إستيبانيكو"،حياة الرق حين شاءت الأقدار أن يباع لأحد النبلاء الإسبان الذي اصطحبه في رحلة بحرية كانت تهدف إلى احتلال فلوريدا،في محاولة باءت بالفشل وأجبرت هذا الشاب المغربي على قضاء بقية حياته بولاية تكساس.
فمن خلال قراءة توخت الاستنباط المنطقي،تم التشكيك في أن يكون مسار حياة مصطفى الزموري حالة فريدة أو استثنائية خلال هذه الحقبة التاريخية،حيث كان عدد مهم من أبناء شبه الجزيرة الإيبيرية (منطلق الرحلات البحرية نحو مختلف البقاع وخاصة العالم الجديد) من ذوي أصول مغربية،بالرغم من سقوط غرناطة.
وانطلاقا من هذه الملاحظة،كان التساؤل حول إن كان من المنطقي أن لا يتمكن جزء من هذه الساكنة، التي يحتكم جزء كبير من أفرادها إلى ثقافة ومهارة بحرية مشهود لهم بها،في إيجاد طريقه بيسر إلى العالم الجديد،في وقت كان فيه كريستوفر كولومبوس يبحث عن ذوي المهارات البحرية لمساعدته على تجاوز ما كانت تقدمه خرائط العالم الأكثر تحيينا آنذاك.وقد كان ل"المورو"،كما تشهد على ذلك كتب التاريخ،مهارة عالية في استعمال الأسطرلاب وقراءة الخرائط والتحكم في طرق الإبحار في أعالي البحار مستعينين بالنجوم إلى جانب أدوات ووسائل الإبحار الأكثر تقدما آنذاك.
وتساءل العديد من الباحثين إن كان من المعقول أن لا تكون هذه الشعوب ضمن التدفقات الأولى للهجرة نحو العالم الجديد،حاثين المؤرخين في هذا السياق على القيام بتسليط الضوء على هذا الجزء من تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية وجعله ميسرا ومعروفا لدى العموم.وشددوا على أن يتضمن مشروعا تأريخيا من هذا النوع مساهمة مختلف الفئات العمرية للمهاجرين المغاربة في جميع مناحي الحياة بالولايات المتحدة الأمريكية،وذلك من خلال تسليط الضوء على نجاح عدد من المغاربة،الذين يوجد من بينهم اليوم باحثون بوكالة الأبحاث الفضائية الأمريكية وبالمختبر الوطني بلاس آلامو،وكذا بوول استريت وبالعديد من المقاولات الأمريكية ذات الصيت الدولي.وأكدوا على أن الانخراط في مجالات البحث التاريخي هاته من شأنها أن تساعد 150 ألف مغربي مقيم بالولايات المتحدة على معرفة هذه الحقبة التاريخية من أجل التوجه بشكل أفضل نحو المستقبل والانخراط في الحلم الأمريكي مع بقائهم أوفياء للتراث المغربي.واعتبروا أنه بفضل غنى وتنوع الثقافة المغربية، فإن "العبقرية المغربية" قادرة على الانخراط بل وتحقيق الإضافة النوعية ضمن العصب الإنتاجي والإبداعي الأمريكي وثقافته الشعبية،خاصة من خلال إدخال منتوجات مغربية إلى السوق الأمريكي،يكون لفرادتها وتميزها أن تحفر وجودها داخل ذاكرة المعيش اليومي الأمريكي،إلى جانب رموز ك"ماكدونالدز" ومنتجات هوليود.وأشاروا إلى أنه بمقدور العبقرية المغربية أن تترك بصمتها في السوق والثقافة الأمريكيتين بالنظر للجاذبية التي يتمتع بها المغرب في المتخيل والذاكرة الجماعية الأمريكية،منذ اعترافه بجمهورية الولايات المتحدة، مرورا بالمكانة التي تحظى بها مدن كالدار البيضاء في المخيلة الفنية الأمريكية بفضل الفيلم الذي حمل اسم المدينة،وأيضا مدينة طنجة التي تحتضن الممثلية الأمريكية،التراث الأمريكي الوحيد خارج تراب الولايات المتحدة وكذا مدينة الصويرة التي خلدها أورسين ويلز من خلال تقمصه لدور أوطيلو.وأن "الثقافة المغربية مؤهلة بشكل طبيعي لتنخرط ضمن التيار الأمريكي الرئيسي، بفضل الحيوية والتنوع والعمق الثقافي للجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة".
- الجزء الخامس –
تعيين أول قنصل أمريكي بالمغرب في عهد مولاي سليمان
ومولاي عبد الحفيظ يرسل أول سفارة مغربية إلى أمريكا
تشير مجموعة من الوثائق أن المغرب ساهم بشكل غير مباشر في الحرب الأهلية الأمريكية (1851-1856)،وفي الحرب الأمريكية الإسبانية في العام 1898،ولعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان شمال إفريقيا،كما ظل المغرب حاضرا في الذاكرة التاريخية الأمريكية بسبب مسألة الرهائن الأمريكيين لدى الريسوني عام 1904.
لقد كان المغرب حاضرا في العلاقات الأمريكية الأوربية خلال الحرب العالمية الثاني،حيث شكل منطقة إنزال لإحدى أكبر العمليات العسكرية التي قام بها الحلفاء ضد دول المحور والتي سميت بعمليات طورش.والموقف الأمريكي من عقد الحماية على المغرب،ظل ملتزما ومحايدا، بحيث أنها لم تعترف بالحماية الفرنسية على المغرب،ولم توقع أي ميثاق مع فرنسا بشأن المغرب، بالرغم من المحاولات الفرنسية.مما أبقى مسألة الاعتراف الأمريكي الحماية الفرنسية على المغرب موضوعا معلقا حتى حصول المغرب على استقلاله في أواخر عام 1955.
البدايات الأولى للوجود الأمريكي في حوض البحر الأبيض المتوسط،منذ كانت مستعمرة بريطانية إلى أن عقدت أول اتفاقية مع المغرب في 28 يونيو 1786،ودور السلطان سيدي محمد بن عبد الله في فتح المجال للسفن الأمريكية للرسو بالمراسي على عهد السلطان مولاي سليمان،الذي عرفت مرحلة حكمه تعيين أول قنصل أمريكي بالمغرب، لتشهد العلاقات المغربية الأمريكية توترا بسب الحرب الليبية الأمريكية ما بين 1801-1805.ثم العلاقات الأمريكية مع باقي بلدان شمال إفريقيا،خصوصا وأن علاقاتها مع تلك البلدان قد شهدت توترا بعد التهديد الأمريكي لتونس والجزائر وحصار ليبيا،أمر دفع بالمغرب إلى التضامن مع الليبيين،ودخل حينها المغرب في صراع واصطدام مع الولايات المتحدة الأمريكية،بعد أن أظهرت السياسة الأمريكية بالبحر الأبيض المتوسط مدى رغبتها في السيطرة على هذا الحوض..كالتخطيط الأمريكي لغزو تونس،حصار ليبيا وتنظيم حملة برية على مصر،تشكيل حلف مع الدول الأوربية،في إطار التنسيق الأمريكي الأوربي،مما أفضى إلى ضرب الجزائر وإنهاء القرصنة في حوض البحر الأبيض المتوسط في العام 1816.
ومن خصوصيات ومميزات الحضور المغربي في السياسة الخارجية الأمريكية في الربع الأول من القرن التاسع عشر،تطبيق بالمغرب أول مبادئ السياسة الخارجية الأمريكية المتمثل في مبدأ مونرو،في وقت عرفت فيه المغرب تكالب القوى الأجنبية عليه،مما جعل الدور الأمريكي خلال تلك المرحلة سلبيا،بالرغم من اتفاقية الصداقة المبرمة بين البلدين،على العكس من ذلك فإن موقف المغرب كان إيجابيا في مختلف القضايا التي كانت تهم الولايات المتحدة الأمريكية،خصوصا اسر كل سفن الكنفدراليين الأمريكيين،الذين كانت سفنهم ترسو بالموانئ المغربية.
شكلت مسألة الحماية القنصلية والمشاكل المترتبة عنها بعد مؤتمر مدريد،وتورط قناصل أمريكيين في تلبس العديد من المغاربة بالحماية الأمريكية،كاتصال بعض الأمريكيين بالسلطان مولاي عبد العزيز لإقامة مشاريع اقتصادية بالمغرب،فضلا عن الصراع الأمريكي الإسباني بالمغرب ودعوة الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب للمشاركة في المعرض الدولي بسان لوي.و العلاقات المغربية الأمريكية بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء،خصوصا في مرحلة السلطان مولاي عبد الحفيظ،الذي عرفت فترة حكمه بإرسال أول سفارة مغربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك إشكالية معرفية حول عدم استفادة المغرب من علاقاته الخارجية، خصوصا ضمن علاقته الأمريكية،والذي اعتبر أن المغرب كان أكثر الدول العربية حضورا في التاريخ الأمريكي،وأن استفادته كانت ضئيلة على كل المستويات،ولم ترق إلى الحجم الذي ساهم به المغرب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
إعداد:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.