ذ.سعيد هادف (شاعر جزائري مقيم في المغرب) فجر الفاتح من أكتوبر 2008 عيد سعيد وكل عيد والجزائر والمغرب شقيقان
سور الصين شاهد على أنفاس عرفت كيف تؤاخي بين التاريخ والجغرافيا الإنجاز الذي يشبه الحلم الواقع الملموس الأكثر فرجة من الأسطورة هل تسمح أيها الشيخ لاوتسو بشيء من الحكمة من كتاب الطاو؟ شكرا تحياتي إلى كونفوشيوس عفوا.. هل سمعت بجدار بغلين جدار برلين أدولف هيتلر، هل صفيت حسابك أيها المستشار المخدوع؟ لعلك قرأت خطأ غضب نيتشه.. أو ربما ..من أوحى لك بكتابك المقدس (كفاحي)، هو عدوك ذاته، حتى يعبر على جثمانك الافتراضي إلى يالطة.. هي ذي برلين تتدفأ على نارالحرب الباردة، حرب رباعية الدفع. الجدار المسلح بالأيديولوجيا، يعزل برلين عن برلين، يحرس التاريخ من الانفلات. والعابرون السريون يكادون لا يقوون على تأجيل قهقهاتهم على إريك هونيكر وهو يشيع تاريخا من الأحاجي والرماد إلى مثواه الأخير.. تلك سنوات خلت: سقط جدار برلين ولم يسقط جدار بغلين ثمة جدارات أخرى...، جدار بلفاست بين البروتيستان والكاثوليك والخط الأزرق بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين نهر نيرتفا العازل بين البوسنيين والكروات غير أنه لم يأت في أخبار الأولين شيء عن جدار بغلين، و لا أظن في أخبار الآخرين حائط المبكى حائط للنواح والأنين حائط تتبرك به عيون مثقلة بأشواق غامضة، عيون تذرف دموعا قابلة للتحول إلى ذهب والأمر مع ذلك ليس مدعاة للاستغراب خصوصا، إزاء جدار بغلين خطّا شال وموريس شال وموريس خطّان من إنجاز العبقرية الفرنسية، العبقرية الممجدة للأخوة والحرية والمساواة خطان متوحشان، شاءت الأقدار أن يكونا من وحي موريس وموريس آندري موريس وشارل موريس، خطان لعزل الجزائر عن المغرب وعن تونس مئات الكيلومترات من الأشواك المعدنية والكهرباء والألغام تلك سنوات خلت...، غير أن الأمر يصبح لا شيء أمام جدار بغلين جدار ليس من الأسلاك الشائكة ولا من الألغام ليس من الإسمنت المسلح ولا من الماء جدار من الجهل المسلح بالسياسة، ومن السياسة المسلحة بالجهل باختصار شديد، اسمه الحقيقي هو اسمه المستعار: