في جنازات مهيبة بعدد من المدن ودع المغاربة الاثنين الماضي شهداء الواجب ، ضحايا الطائرة العسكرية المنكوبة التي تحطمت قرب كلميم ، ومن الضباط الدركيين المغاربة الذين لقوا حتفهم في الحادث الملازم أول إلياس الشراطي الذي يعد أصغر ضابط دركي كان يرافق زملاءه في الرحلة، فهو من من مواليد سنة 1986 بمديونة ناحية البيضاء، حيث كان تعليمه الإعدادي والثانوي بالمدرسة العسكرية بالقنيطرة ليلتحق بعد ذلك بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس حيث تخرج برتبة ملازم بدبلوم إجازة تخصص العلاقات الدولية ليتم بعد ذلك اختباره ضمن 30 متخرجا من المتفوقين للالتحاق بسلك عناصر الدرك الملكي ليتم التحاقه بمدرسة الدرك الملكي بعين حروده بالبيضاء سنة 2009 حيث تمت ترقيته الى ملازم أول، إذ عرف عدة رحلات جوية في إطار التدريب المكثف الى أن تلقت عائلته القاطنة بجماعة المجاطية أولاد الطالب إقليم مديونة الخبر الذي نزل عليها كالصاعقة، فأصيبت بذهول من هول الحدث الذي ذهب بأعز أبنائها لتدخل بعد ذلك في جو جنائزي الذي دام سبعة أيام الى حين تسلم جنازة ابنها زوال يوم الاثنين فاتح غشت بعدما تم تشكيل موكب جنائزي أدت فيها تشكيلة من أفراد عناصر الدرك الملكي التحية العسكرية بعدها تلقت العائلة العزاء من عامل الاقليم ونقيب سرية الدرك الملكي لعين السبع الذي أشرف على الترتيبات ليتم بعد ذلك نقل جثمان الفقيد ليوارى التراب بمقبرة مديونة في موكب جنائزي حضرته السلطات المحلية وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية بالإضافة الى آلاف المواطنين وعدد من رفاقه الضباط العسكرية .. في أكادير ، وفي موكب مهيب ومراسيم رسمية حضرتها القيادات الجهوية للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات العمومية والأمنية والمنتخبين بالمدينة وعدد كبير من المدنيين والعسكريين، وعائلات الضحايا، تم زوال الإثنين ، دفن جثامين الضباط العسكريين الخمسة بمقبرة الشهداء ببنسركَاو بأكَادير، ضحايا تحطم الطائرة العسكرية سي 130 بالقرب من مدينة كَلميم. وانطلق الموكب من حي تالبرجت حيث أدى المصلون صلاة الجنازة على الشهداء الخمسة بمسجد محمد الخامس بعد صلاة العصر ،ليقطع مسافة تسعة كيلومترات نحو المقبرة حيث ووريت جثامين الضباط الخمسة القاطنين بأكَادير، وهم: العقيد للقوات المساعدة حكيم بصير، والعقيد عبد العزيزالمجدوبي والملازم فيصل نواس، والرقيب سعيد أبركان والرقيب بالدرك الملكي إبراهيم مجوطي. هذا وبعد مراسيم الدفن قرأ الجميع الفاتحة بالمقبرة ترحما على هؤلاء الشهداء الذين لقوا حتفهم في الحادث المروع إلى جانب ضباط ومدنيين آخرين يبلغ عددهم إجمالا 80 ضابطا عسكريا من بينهم 12 شخصا مدنيا، كما قدم الحاضرون التعازي لعائلات الضحايا وأسرهم وأبنائهم. كما سبق أن تسلمت، صباح ذات اليوم، عائلات الضباط رفاتهم في مراسيم عسكرية خاصة قدمت من خلالها التحية العسكرية لهؤلاء الشهداء، حيث ولجت الصناديق الحاملة لرفات وجثامين الضحايا منازل عائلاتهم قبل أن يُصلى عليها صلاة الجنازة في عصر ذات اليوم بمسجد محمد الخامس. ساكنة العاصمة الإسماعيلية ودعت بدورها الملازمين قيد حياتهما (عبداللطيف بوطلحة وإدريس حاجي . وبعد تقديم التعازي لأسرتي الفقيدين من لدن الوفد الرسمي أقيمت صلاة الجنازة بمسجد بني امحمد لينتقل الموكب الجنائزي مشيا على الأقدام إلى مقبرة سيدي عياد بحي الزيتون حيث ووريا الثرى. وقبل ذلك قام الوفد الرسمي بتقديم التعازي لأسرة الفقيد عبدالنبي الضيافي بجماعة بوفكران بعمالة مكناس وتشييع جنازته إلى مثواه الأخير. وللإشارة فإن الفقيد خلف وراءه زوجة أسرة تتكون من زوجته بشرى بنعبلة ثلاثة أبناء (موسى 17 سنة وابتسام 13 سنة ومريم 8 سنوات) كلهم يتابعون دراستهم ببوفكران. وكانت جثامين الضحايا قد حطت بمطار فاس سايس عبر طائرة تابعة للقوات الحوية الملكية حيث نظم حفل تأبين لهما ولباقي ضحايا الحادث الأليم. وقد حضر مراسيم جنازة الفقيدين والي جهة مكناس تافيلالت محمد فوزي ورئيس جهة مكناس تافيلالت سعيد اشباعتو ووالي الأمن بالجهة، والكولونيل ماجور القائد المنتدب للحامية العسكرية بمكناس والقائد الجهوي للدرك الملكي والقائد الجهوي للقوات المساعدة والقائد الجهوي للوقاية المدنية، وضباط سامون بالقوات الملكية الجوية والقوات المسلحة الملكية وأسر الضحايا بالإضافة إلى شخصيات أخرى. وعلمت الجريدة أن المديرية العامة للأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، ومؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين هي التي تكفلت بمراسيم الدفن وتقديم التعازي لأسرتي الشهيدين. وبمنزل الفقيد التقت بتواركة جريدتنا بكل من كريمة بنطالب التي مع وقع صدمة فقدان زوجها المرحوم عبداللطيف بوطلحة، لم تتمكن من النطق بكلمة واحدة، لكن كلمات الابن معاد ذي السادسة عشرة ، كان لها الأثر البليغ على أفراد الأسرة الذين كانوا محاطين به حيث قال: كنت عند خالتي ولما هممت بالخروج قال لي عمي بأن والدي رحمة الله عليه مريض ولابد من رؤيته فتوجهنا جميعا إلى منزلنا بمكناس. ومباشرة بعد وصولنا قبض ابن خالتي على يدي وقال لي بأن أبي قد مات. لم أصدق وكانت الصدمة قوية بالنسبة لي خصوصا أنه كان - رحمه الله - يلتحق بي بقاعة الرياضة التي كنت أزاول بها ويقوم بتصويري ويحثني على الصلاة والدراسة على الرغم من كوني قمت بأفعال لم تكن ترقه. أسأل الله عز وجل أن يرحمه. أما الأخ الأكبر للفقيد فقال بأن هذا مصاب جلل وفاجعة كبيرة لكنه قضاء وقدر من الله سبحانه وتعالى ونيابة عن الأسرة أتوجه بالشكر الجزيل لصاحب الجلالة على عنايته الخاصة كما أشكر السلطات المحلية وعلى رأسها والي الجهة وكل الأحباب والأصدقاء الذين واسونا في هذا المصاب. تجدر الإشارة إلى أن المرحوم عبد اللطيف بوطلحة من مواليد 1966 بمدينة مكناس، أخ لثمانية إخوان (أحمد، علال، محمد، عزيز، حورية، حجيبة، فتيحة، ونجوى) وخلف من وراءه أسرة تتكون من زوجته كريمة بنطالب وأربعة أبناء (معاد 16 سنة يتابع دراسته بالجدع مشترك تكنولوجي وطه 10 سنوات وياسين 8 سنوات وياسين ذو السنة ونصف) أما بمنزل المرحوم إدريس حاجي فلم نتمكن من لقاء زوجة الفقيد التي من كثرة الإرهاق والتعب طيلة الخمسة أيام من انتظار وصول جثمان زوجها فإنها تنام بمنزلها رفقة أبنائها كما أدلى بذلك أخ المرحوم لجريدتنا وطلب منا العودة في اليوم الموالي لملاقاتها. وأدلى بشهادة في حق أخيه المرحوم إدريس حاجي : لقد لمست فيه الوطنية الصادقة، والتواضع والوفاء والصبر والإخلاص في العمل وحب الله والوطن والملك. أما بالنسبة لغيبة أخي فإننا نتقبلها بصدر رحب بحكم أننا قبل كل شيء مسلمون نومن بالأجل ونشكر جلالة الملك والقوات المسلحة الملكية وكل من ساهم في مواساتنا واقتسام الضرر الذي لحقنا بفقدان عزيزعنا وإلا الفاجعة كانت تكاد تدمر الجميع وما نطالب به وبكل جرأة وغيرة على ملكنا نصره الله ووطننا الحبيب وعلى جيشنا أن نتمكن من معرفة أسباب سقوط الطائرة. أما أخت الفقيد، وهي بالمناسبة رئيس جمعية النساء المهاجرات بالأندلس وعضو فاعل في جمعية الصحراء مغربية، فاعتبرت أخاها شهيدا لوطنه، لأنه ومنذ ولوجه سلك الجندية وهو يدافع عن حوزته ضمن القوات المسلحة الملكية في الجبهة وجها لوجه مع أعداء الوحدة الترابية، كما أستحضر روح والدي الذي شربنا جميعا معنى الوطنية، إذ كان مقاوما ضد المستعمر وجنديا ضمن الجيش الملكي. رحم الله الجميع. كمادعت مدينة تازة جثامين ضحايا سقوط الطائرة العسكرية ، حيث سلم جثمان أحد الضحايا وهو شليق مصطفى بمدينة تاهلة إلى ذويه، وهو ينحدر من آيت عبد الحميد قيادة مغراوة، فيما تم تسليم جثمان الرقيب الأول عبد الكثير الهواري بدوار لخلالقة بجماعة مكناسةالشرقية، فيما تم تسليم جثمان الملازم الأول بن عثمان محمد لذويه بمقر سكناه بحي الجامع الكبير بتازة العليا عصر نفس اليوم في محفل رهيب بعدما ألقت زوجته وابنه وإخوانه وأخواته نظرة أخيرة على صندوق جثمانه الملفوف بالعلم الوطني، حيث تمت صلاة الجنازة بالمسجد الأعظم حضرها والي جهة الحسيمةتازة تاونات جرسيف وعامل إقليمتازة وقائد الحامية العسكرية والمنتخبين وفعاليات مدنية وسياسية، إذ توجه الموكب الجنائزي صوب مقبرة حي امسيلة، حيث ووري الثرى بها .