بدون شك أن تحطم الطائرة العسكرية المغربية صباح يوم الثلاثاء 26يوليوز2011،بمنطقة تييرت شرق مدينة كَلميم، كان صدمة قوية و خسارة كبيرة للمغرب لأنه فقد فيها أحسن الضباط من المتخرجين الجدد والقدماء في رحلة جوية إلى جنوب المغرب اختير لها أحسن طاقم طيران عسكري، لكن شاءت الأقدار أن تتوقف هذه الرحلة نهائيا على بعد 10كليومترات من مدينة كَلميم التي عرفت صباح ذلك اليوم ضبابا كثيفا وغيوما كثيرة صاحبتها تساقطات مطرية. وكان من بين الضباط العسكريين المغاربة الجدد الذين لقوا حتفهم في حادثة تحطم الطائرة العسكرية سي130 التابعة للقوات المسلحة الملكية، الملازم فيصل نواس(مساعد الربان)الذي يعد أصغر ضابط متخرج يقوم بأول رحلة جوية إلى جنوب المغرب بعدما سبق له أن قام برحلات تدريبية بشمال المغرب. فهومن مواليد 1985،درس تعليمه الابتدائي والإعدادي ببنسركَاو، وتلقى 11سنة من التعليم التقني والهندسي بالمدرسة العسكرية الجوية بمراكش ثم القنيطرة، وذلك بداية من سنة 1999،حينما حصل على شهادة الدروس بإعدادية ابن طفيل بحي بنسركَاو بأكَادير، ولما حصل على الباكلوريا درس سنتين بالأقسام التحضيرية بالمدرسة الملكية الجوية بمراكش ثم ثلاث سنوات في تخصص الهندسة للطيران، ثم سنة في الدراسات العليا وسنة في الطيران بالقنيطرة. وحين تخرج سنة 2010 بميزة حسن جدا، شغل مساعد طيران من بداية سنة 2011،وشارك في عدة رحلات جوية بشمال المغرب في إطار التدريب الميداني المكثف إلى أن تلقت عائلته القاطنة بالتجزئة العسكرية ببنسركَاو بأكَادير،الخبر/الفاجعة الذي نزل عليها كالصاعقة حيث أصيبت أمه بغيبوبة من هول الحدث الذي ذهب بأعز فلذات كبدها، وانخرط أبوه (العسكري)وشقيقه (الأصغر منه)وشقيقاته الثلاث في جو جنائزي ومأتم حقيقي عنوانه البارز البكاء والعويل من جراء هذه الحادثة الأليمة. ومنذ تلك اللحظة عرف منزل الضحية فيصل نواس كباقي ضحايا تحطم الطائرة المنحدرين من أكَادير وأيت ملول والبالغ عددهم خمسة، توافد الأصدقاء والجيران والأقرباء لتقديم التعازي إلى الأسرة المكلومة، وفي هذا الإطار قدم أعضاء المجلس البلدي لأكَادير يتقدمهم رئيس المجلس طارق القباج التعازي لأسرة المرحوم لمواساتها في هذا المصاب الجلل. هذا ويمكن القول إن الذين التقيناهم بمنزل المرحوم وخارجه يجمعون على دماثة خلقه وتربيته الحسنة وحسن معاشرته لأصدقائه، كما يشهد له أساتذته الذين جاؤوا لتقديم التعازي عن انضباطه واجتهاده وتفوقه الدراسي، بحيث كان يحصل على ميزات عديدة في كل مشواره الدراسي، فرحمة الله عليه وعلى جميع ضحايا حادثة تحطم الطائرة البالغ عددهم 80شخصا:9 من أفراد الطاقم، و 59 ضابطا عسكريا من مختلف الرتب و12مدنيا.