بعد صلاتي العصر والجنازة في مسجد «الكتبية» في مراكش، جرت أول أمس الاثنين مراسيم دفن الجثامين الثلاثة للضحايا الذين قضوا في حادث تحطم الطائرة العسكرية بالقرب من كلميم في مقبرة «باب غمات»، بحضور والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، محمد مهيدية، وقائد قاعدة مدارس القوات الملكية الجوية، الجنرال أحمد السايحي، وقائد الحامية العسكرية في مراكش، الكولونيل ماجور محمد وادي، وأفراد من أسر الضحايا، بالإضافة إلى شخصيات أخرى، مدنية وعسكرية. وقد جرى تأبين الضحايا بعد نقل جثامين اثني عشر ضحية، من بينهم ثلاثة مدنيين، جوا إلى مدينة مراكش، على متن طائرة عسكرية من نوع «سي 130»، ويتعلق الأمر بخمس ضحايا من مراكش، من ضمنهم ثلاثة مدنيين واثنان من ورزازات وثلاثة من مدينة بني ملال واثنين من قلعة السراغنة. وقد تم دفن الضحيتين الآخرين في الجماعة القروية أولاد دليم، التابعة لعمالة مراكش. وقد تم صباح أول أمس الاثنين استقبال الضحايا في مطار مراكش -المنارة الدولي، بحضور مسؤولين كبار، قبل أن يتم أداء صلاة الجنازة عليهم وتشييعهم. تجدر الإشارة إلى أن حفلا تأبينيا للضحايا الذين قضوا في حادث تحطم الطائرة العسكرية بالقرب من كلميم، كان قد أقيم ، قبل ذلك، في قاعدة مدارس القوات الملكية الجوية في مراكش. ويذكر أن طائرة عسكرية من طراز «سي 130»، تابعة للقوات الملكية الجوية، كانت قد تحطمت يوم الثلاثاء ما قبل الماضي إثر اصطدامها بأحد الجبال القريبة من كلميم، مخلفة 81 قتيلا، معظمهم من أفراد القوات المسلحة الملكية. وإثر هذا الحادث المفجع، بعث الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، رسائل تعزية ومواساة إلى أسر الضحايا الأبرياء. كما أصدر الملك محمد السادس تعليماته إلى كافة السلطات الحكومية والعمومية والعسكرية والصحية المختصة أن تقوم بتسخير جهودها وإمكاناتها في عين المكان، من أجل الدعم الضروري وتقديم كل أشكال المساعدة والمساندة اللازمة لأسر الضحايا، للتخفيف من معاناتها وشد أزرها. وفي نفس السياق، تم تشييع جثامين خمسة من الضحايا الذين قضوا في حادث تحطم الطائرة العسكرية بالقرب من كلميم مباشرة بعد صلاة عصر أول أمس الاثنين، حيث أقيمت صلاة الجنازة على الضحايا الخمسة في مسجد محمد الخامس في قلب مدينة أكادير وتم نقلهم، في جنازة مهيبة، إلى مقبرة الشهداء في «بنسركاو»، بالقرب من المطار العسكري إنزكان. وقد تمت مواراة جثامينهم الثرى بحضور وفد رسمي، يتقدمه الجنرال دوديفيزيون حميدو العنيكري، مفتش القوات المساعدة في المنطقة الجنوبية، ومحمد بوسعيد، والي جهة سوس ماسة درعة، إضافة إلى عائلات الضحايا، فضلا على عدد كبير من الشخصيات العسكرية والمدنية. ويتعلق الأمر بكل من الكولونيل حكيم بصيري، القائد الجهوي للقوات المساعدة لجهة سوس ماسة درعة، وهو من مواليد 16 شتنبر 1964، والملازم فيصل نواس، أصغر ضابط متخرج يقوم بأول رحلة جوية إلى جنوب المغرب، بعدما سبق له أن قام برحلات تدريبية بشمال المغرب، وهو من مواليد 1985. والكولونيل عبد العزيز المجذوبي والرقيب الأول سعيد أبركان والرقيب في الدرك الملكي إبراهيم المجوطي. وكانت جثامين الضحايا الخمسة قد وصلت صباح يوم الاثنين إلى مطار أكادير -إنزكان على متن طائرة تابعة للقوات المسلحة الملكية. وقد وري، أول أمس الاثنين، جثمان الملازم الشاب إلياس الشراطي (24 سنة) في مقبرة مديونة، مسقط رأس الوالد بوشعيب الشراطي، الذي اختار أن يتم دفن ابنه الذي لقي حتفه في حادث تحطم طائرة «هرقل سي 130»، التابعة للقوات الملكية المسلحة في كلميم، في المنطقة التي يتحدر منها، عوض مدينة تمارة، حيث تستقر الأسرة. وقد حضر عامل إقليم مديونة، بوشعيب الرميل ومختلف مسؤولي السلطات المحلية وعدد كبير من رجال الدرك الملكي مراسيم الدفن، حيث تم نقل الجثمان من منزل الأسرة في دوار «الشراردة -مجاطية -أولاد الطالب» إلى مديونة، حيث تمت صلاة الجنازة عليه ودفنه. وما زالت الأسرة المكلومة تعيش على وقع الصدمة إثر حادث تحطم الطائرة، الذي حصد روح ابنها البارّ، الذي كان مثالا للتفوق والأخلاق والتواضع وكان معروفا بين أقرانه وزملائه في العمل بطيبوبته وبخصاله العالية.