بعد التأثر الكبير بالدراما المصرية واستعمال معظم المفردات المشرقية في التحدث في البيت وفي الشارع خاصة من طرف النسوة، راحت بعض الفتيات لاسيما المراهقات إلى إقحام بعض المفردات المستعملة في ترجمة الدراما التركية بالنظر إلى الهوس الكبير بتلك المسلسلات، ولم يعد يقتصر التأثير على اللباس أو طريقة التفكير في ربط علاقات رومانسية اقتداء بأبطال المسلسلات التركية، وإنما راح إلى أبعد من ذلك بإدخال تلك المفردات قاموس «الدارجة» المغربية، وصار التحدث بها يتم بصورة واسعة في أغلب البيوت على الرغم من عدم انسجام تلك الكلمات مع اللهجة العامية المغربية، إلا أن بعض المهووسات أبين إلا إدخال تلك المفردات وتقليد الأتراك في هيأتهم ومشيهم ولباسهم وراحت العدوى حتى إلى استعمال بعض مفردات الأفلام التركية التي تعود أصلا إلى اللهجة المشرقية وبالذات السورية أو اللبنانية لاسيما وأن الدراسات أكدت أن اللهجة السورية أو اللبنانية«الخفيفة» هي الأقرب للهجة التركية. فبعد غزو الأسماء المستعملة في دبلجة تلك الأفلام على غرار «نور» و«لميس» و«عمر» إلى غيرها من أسماء الأبطال التي استحوذت على قاموس الأسماء المغربية بدون منازع، راح البعض حتى إلى التحدث باستعمال تلك الكلمات المستعملة بكثرة في الدراما التركية والتي تعود في الأصل إلى لهجات مشرقية محضة على غرار «خانو»،«زلامي»،أباظاي» إلى غيرها من المفردات الأخرى التي سكنت خاصة عقول المراهقات وذواتهن بدليل استعمالها في اتصالهن مع الغير. وبذلك استبدلت المفردات المصرية التي كانت تستعمل كثيرا من طرف النسوة من مختلف الأعمار نتيجة إدمانهن على المسلسلات المصرية في وقت مضى، وأصبحت تنافسها في الوقت الحالي المسلسلات التركية التي ملأت الفضائيات وكذلك البيوت المغربية، وأضحت كل عائلة تذهب إلى متابعة عدد من المسلسلات دفعة واحدة مع اختلاف الفضائيات، وكذا أوقات البث طبعا حتى صارت أجهزة التلفزيون محتكرة من طرف النسوة في كل بيت، الأمر الذي لم يتقبله بعض الرجال والإخوة خاصة وأن هناك مسلسلات تؤدي إلى «إفساد» الطباع لاسيما مسلسل «العشق الممنوع» الذي لم تتقبله الكثيرُ من العائلات وصنع الحدث في وقت مضى.. تقول السيدة (فاطمة) إنها بالفعل اصطدمت بابنتها البالغة من العمر 17 عاما وهي تتحدث بتلك اللهجة المستعملة في دبلجة الأفلام التركية بالنظر إلى عشقها لتلك الأفلام إلى درجة استعصى عليها فيها عد المسلسلات التركية التي تتابعها في اليوم الواحد، وتدهش لعدم إصابتها بالأرق بالنظر إلى طول حلقاتها التي تفوق المائة حلقة في أغلب الأحيان، ومن الألفاظ التي تستعملها «تسلمو»»وبيلبألك» و»خانو» وهي التي تتردد بكثرة في المسلسلات التركية، وقالت إنها تضحك كثيرا كلما استعملت ابنتها تلك الألفاظ بدون أدنى عقدة. أما السيدة (فيروز) فقالت إن العدوى لم تلحق ببناتها فقط، بل هي نفسها، حيث راحت تستعمل بعض تلك المفردات المستعملة في الدراما التركية والتي تعود إلى اللهجة اللبنانية وكذا السورية، فبعد إدمانها على المسلسلات المصرية في وقت مضى واستعمالها للكثير من المفردات من دون شعور، بدأت تتأثر في الوقت الحالي بالدراما التركية ولا بأس بالتذكير ببعض المفردات لكي لا يخفى معناها عن من يستعملنها ف«خانو» المستعملة كثيرا في المسلسلات التركية لفظ فارسي - تركي معناه «سيدة» من باب التقدير والاحترام، و«بيلبقلك» أو التي تنطق «بيلبألك» فأصلها «يليق بك»، وهي أقرب من «تليق لك»، أما «تسلمو» بمعنى الشكر والاعتزاز، و«أباضاي» (رجل شجاع) و «زلمي» (رجل)...