قالت الدكتورة إلهام بوراس المحامية بهيئة وجدة أن نسبة مشاركة المرأة المغربية في الحياة السياسية لازالت جد ضعيفة ، إذ لم تبلغ نسبة المرشحات في انتخابات 2002 إلا 4 % ونسبة وكيلات اللائحة لم تتعد 2 % ورغم التحسن الملحوظ في انتخابات 2007 إلا أن المشاركة النسائية لم تتجاوز 10 %. نفس الملاحظة تنسحب على حضور المرأة في الجماعات المحلية والمجالس المنتخبة وفي الحكومات المتعاقبة رغم أن المغرب جد متقدم مقارنة مع بلدان عربية أخرى. وخلال الندوة الفكرية التي احتضنتها قاعة نداء السلام بكلية الآداب بوجدة يوم الخميس 14 ماي ، قدمت السيدة المحاضرة مجموعة من النصوص القانونية التي توفر الغطاء القانوني للمشاركة السياسية للمرأة والذي لا نجد لها صدى كبيرا على أرض الواقع. الدكتورة أمينة الهدار من جهتها تطرقت إلى "تأصيل العمل السياسي للمرأة في الكتاب والسنة" واستشهدت بنماذج نسائية قرآنية ونماذج لصحابيات شاركن في صناعة القرار السياسي أو في تصويب مواقف صانعي القرار. هذا الوعي المبكر للمشاركة السياسية للمرأة المسلمة تمثل في بيعة القائد الشرعي للأمة وفي تضحية المرأة بمالها وبنفسها من أجل إقامة الدين وقدمت أمثلة على ذلك. إلى ذلك ، قدمت الدكتورة مليكة حثيري عن "وحدة الأسرة" مجموعة من الاجتهادات الفقهية المتعلقة بمشاركة المرأة في تدبير الشأن العام قديما وحديثا ورجحت الرأي المؤيد للمشاركة لاعتبارات اجتماعية وسياسية ، منبهة إلى ضرورة التوفيق بين هذه المسؤولية وأعباء الأسرة. أما الأستاذ خالد شيات من كلية الحقوق ، فقد عرج على مراتب المشاركة في الحياة السياسية وهي الاهتمام والتفاعل والمشاركة الفعلية، قبل أن يحلل بعض الأسباب التي تجعل المواطن يميل إلى العزوف عن المشاركة السياسية انتخابا أو ترشيحا كالتزوير والعقلية الذكورية. مضيفا أن مشاركة المرأة يمكن أن تضمن نوعا من التوازن في شرائح المجتمع وتقلص نسبة الغير مهتمين أو المتطرفين. وأكد أن عدم الاهتمام مرده إلى ضعف التواصل بين المنتظم السياسي والمواطن. وبهذه المناسبة، قدمت الأستاذة بلقاسم عتيقة ورقة تعريفية بمنتدى الزهراء باعتباره هيئة نسائية مركزية مستقلة ذات طابع حقوقي ثقافي تنموي، تشتغل على قضايا المرأة والأسرة، انطلاقا من القيم الأصيلة للمجتمع المغربي، وتنفتح على التجارب النسائية العالمية، مستفيدة من إيجابياتها، وتتعاون مع الجمعيات النسائية ذات الأهداف المشتركة. ويتكون منتدى الزهراء من شبكة نسائية تظم 35 جمعية نسائية مغربية تشتغل بمختلف جهات المملكة المغربية في إطار برامج تنموية حقوقية نسائية.( - تمدرس الفتاة بالعالم القروي-مراكز الاستماع والإرشاد الأسري- مشاريع صغرى مدرة للدخل- مراكز تنمية قدرات المرأة ومهاراتها...). يعتمد المنتدى التنسيق و الشراكة و المناولة مع الجمعيات و الهيئات ذات الأهداف المشتركة، وقد استطاع أن يؤسس شبكة نسائية تظم 35 جمعية نسائية مغربية تشتغل بمختلف جهات المملكة المغربية في إطار برامج تنموية حقوقية نسائية.( - تمدرس الفتاة بالعالم القروي-مراكز الاستماع والإرشاد الأسري- مشاريع صغرى مدرة للدخل- مراكز تنمية قدرات المرأة ومهاراتها...). وحسب الدكتورة نزيهة معاريج رئيسة جمعية حوار النسائية بوجدة، فإن " قافلة الزهراء لتعزيز مشاركة المرأة المغربية في الحياة السياسية" تهدف إلى التصدي لظاهرة العزوف عن المشاركة السياسية لدى الشباب، و تمكين النساء من آليات ووسائل تعزز مشاركتهن القوية في الانتخابات الجماعية كمرشحات وناخبات والتواصل معهن لإقناعهن بأهمية وضرورة مشاركتهن في الانتخابات الجماعية المقبلة من أجل بناء مغرب التنمية والديمقراطية. وتتضمن فعاليات القافلة عروضا موجهة للشباب في الجامعات و نصب خيم تواصلية في بعض الجماعات القروية و دورات تكوينية لفائدة المرشحات المحتملات وكذا ندوات و أنشطة متنوعة لفائدة عموم النساء بمختلف مناطق المغرب، كما أن القافلة ستعتمد على مجموعة وسائط تواصلية (أقراص مدمجة، أشرطة، مطويات) أنتجت في إطار المشروع المعتمد و سيتم توزيعها بمختلف محطات القافلة.