نظمت شبكة نساء من اجل النساء أخيرا بالرباط، ندوة صحفية لعرض تقرير تقييمي لتجربتها حول الانتخابات الجماعية2009،ولتحديد آفاق العمل المستقبلية لها في أفق الانتخابات البرلمانية 2012.. وفي كلمة ألقتها نزهة العلوي منسقة الشبكة، أكدت فيها على أهمية المشاركة النسائية في الحياة السياسية، ونوهت بالحماس الذي أظهرته النساء عبر اغلب المناطق التي قامت فيها الشبكة بإعطاء سلسلة من الدروس التكوينية ، وذلك في إطار التهيئ للانتخابات الجماعية2009، وذكرت بضرورة الاستعداد المبكر لانتخابات 2012، حتى لا تحدث انتكاسة في التقدم الهام الذي أحرزته المرأة في انتخابات 2009كما حصل في انتخابات 2003، إذ اعتبرت أن الانتقال من نسبة 0،56% إلى 12%هي نتيجة مهمة، يجب تطويرها للوصول إلى المناصفة في كل مدارات صنع القرار، وذلك بتقوية قدرات النساء والفتيات في المجال السياسي..بعد ذلك قامت نزهة العلوي بتقديم ملخص للتقرير المكون من 50 صفحة والذي اشرف عليه الخبير علي بولحسن.. ومن النقط الرئيسية التي جات فيه : تقييم عملية تكوين المرشحات للانتخابات الجماعية 2009 : يلاحظ التقرير انه بالنظر إلى خريطة المشاركات يوجد تفاوت بين المدن اذ سجلت مدينة طنجة أعلى نسبة من المشاركة، بعدد يقدر ب 66 مستفيدة أي ما يعادل 8% من مجموع المستفيدات من التكوين، في حين سجلت مدينة الناظور أدنى مستوى من المشاركة ب 29 مستفيدة فقط، أي بنسبة تقدر ب 3%. و التكوين يضيف التقرير لم يعكس حجم المدن المشاركة، إذ أن مدينة آسفي استفادت فيها حوالي 58 امرأة من التكوين، أي بنسبة تقدر 7%، في حين أن مدينة الدارالبيضاء الكبرى لم يتعد فيها عدد المشاركات 45 مستفيدة بنسبة تقدر 5%، ويعزى هذا إلى كون مدينة كالدار البيضاء، تتاح لها العديد من الفرص من أجل الاستفادة من التكوينات التي تقوم بها العديد من الهيئات والمؤسسات، سواء الرسمية أو غير الرسمية، في حين أن المدن الأخرى قليلا ما تتاح لها هذه الفرصة. وعن التفسير الذي يبرر به تقلص المشاركة في بعض المدن كالناظور وبني ملال ووجدة والحسيمة بالمقارنة مع مدينة كطنجة،جاء في التقرير انه لابد من التذكير بالخصوصية السوسيوثقافية للمرأة في تلك المناطق التي تعتبر جد محافظة بالمقارنة مع وضعية المرأة في المدن الأخرى. ومن اهداف الشبكة تجاوز وضعية الشتات، وذلك بتشكيل لوبي من النساء والرجال من أجل إقرار تمثيلية فعلية ووازنة للنساء في المؤسسات المنتخبة في أفق المناصفة في كل مدارات صنع القرار.وكذا تشجيع النساء والفتيات على المشاركة الواسعة في انتخابات يونيو 2009 واستحقاقات 2012 ، ثم تقوية قدرات النساء والفتيات في المجال السياسي ،ومنالمهام المسطرة،الترافع أمام كل الفاعلين السياسيين ، و تكوين شبكات محلية وجهوية إضافة إلى عقد منتديات للحوار مع النساء والشباب ،وأيضا تنظيم دورات تكوينية لفائدة المرشحات المحتملات، واعتبر التقريرايضا التكوين دعامة أساسية للتمكين السياسي، الذي لن يتأتى بمجرد الترافع أمام صناع القرار، ولا بانتزاع اعتراف هنا أو هناك يخلق تعاطفا مع القضايا الحيوية للمطلب النسائي .بل الح على ضرورة تأهيل النساء ليصبحن قادرات على رفع التحديات من أجل إنتاج قيم مضافة للفعل السياسي، وبخصوص إستراتيجية التكوين، فقد شملت مختلف مكونات الشبكة ، حيث تم تنظيم ورشات تكوين لعضوات الهيئة من أجل الارتقاء بقدراتهن على التأطير، سواء مركزيا أو على الصعيد المحلي ( تكوين المكونين)،وأيضا تنظيم ورشات لتأطير المرشحات للانتخابات المحلية باختلاف مشاربهن السياسية ، من منطلق تأهيلهن وتحفيزهن على خوض غمار المعركة الانتخاب ( التواصل، تقنيات خوض الحملة الانتخابية ...) ( القانون الانتخابي، الطعون الانتخابية...). وأفاد التقريرايضا انه في ختام كل دورة تكوينية كانت المستفيدات تجبن على مجموعة من الأسئلة ضمن استمارة تقييمية، حول سؤال يتعلق بنيتهن للترشح للانتخابات وكانت الإجابة على ثلاث مستويات من خلال نعم، لا، ثم لم أقرر بعد. وقد أظهرت النتائج المعطيات التالية: -أن التردد طال فئة عريضة من المستفيدات باستثناء بعض المدن كمراكش وسطات التي شكلت نسبة التردد 29% و31% على التوالي. في حين أن التردد وصل في بعض المدن إلى 56% في الحسيمة و49% في الراشيدية، وهذا يدل على أن اهتمام المشاركات بالتكوين لم يكن بدافع المشاركة في الانتخابات فقط، ولكن لمعرفتهن أن التكوين هو الأداة الأساسية لفهم الحياة السياسية والحضور بقوة داخل المشهد السياسي المغربي. وحول سؤال يتعلق بسبق ترشحهن لانتخابات سابقة جاءت النتائج على الشكل التالي: - أن مدينتي سطاتوالحسيمة لم توجد بينهن ولو مرشحة سابقة للانتخابات وبالتالي فهن حديثات عهد بمسألة تسيير الشأن المحلي. انعكس ذلك على التعليقات التي تم الإدلاء بها من طرفهن في الاستمارة التي ملأنها. فمدينة سطات مثلا لم تتعد التعليقات كلمة واحدة: جيدة، حسنة، ممتازة، مفيدة ، دون إبداء أية ملاحظات لا من حيث الموضوع ولا من حيث احتياجاتهن لتكوينات لاحقة. يعزى ذلك بالأساس إلى كون هذه أولى البدايات ، وأغلبهن لا زلن في أول الطريق، مما يصعب عليهن تحديد الحاجيات والتحديات التي لا يمكن معرفتها إلا من خلال الممارسة الفعلية. - في حين أن ثلاث مدن وهي آسفي، فاس، والدارالبيضاء سجل فيها أعلى عدد من المشاركات اللواتي سبق لهن الترشح ب 9 نساء لكل مدينة. أهم الملاحظات التي تم الإدلاء بها من طرف هؤلاء النساء، سواء في آسفي أو فاس انصبت على التأكيد على أهمية التكوين لتحسين قدراتهن في حين وصلت الملاحظات في مدينة كالدار البيضاء إلى المطالبة بإنشاء حزب نسائي خاص يشارك في الانتخابات ويساهم في تخليق الحياة العامة. وتحدث التقرير أيضا عن التوصيات التي خرج بها الملتقى الوطني للشبكة، الذي انعقد في 19 دجنبر2009 بالرباط، والتي حثت على تكوين1200 مستشارة جماعية وجهوية، وتقوية قدراتهن في مجال العمل السياسي، إضافة إلى إنشاء خلية تفكير حول مراجعة نمط الاقتراع وكل القوانين الانتخابية وتوسيع مجالات اهتمام الشبكة لتشمل كل مواقع القرار ثم إشراك الإعلام في الشبكة والاهتمام بالمرأة في العالم القروي . وشملت الأسئلة التي انبرت للإجابة عنها كل من الأستاذتين نزهة العلوي ووفاء بنفضول مسؤولة التكوين في "شبكة نساء من أجل النساء"الاستعداد لانتخابات 2012 وتجاوب الأحزاب مع الشبكة بخصوص تاطير النساء وإشراكهن في عملية التكوين الخاصة بالانتخابات، وغيرها من الأسئلة... وقد اعتبرت وفاء بنفضول ان النساء كن اكبر ضحية لانتخابات 2009 الامر الذ يتطلب تغيير نمط الاقتراع، وذلك من اجل الانخراط الفعلي في العملية الانتخابية خلال 2012.. يشار إلى أن شبكة " نساء من أجل النساء " كانت بدايتها مع انعقاد المنتدى الذي نظمه اتحاد العمل النسائي بالرباط يوم الجمعة11 يوليوز 2008 تحت شعار:" من أجل تمثيلية فعلية وازنة للنساء في المجالس المنتخبة في أفق المناصفة ".وذلك في إطار التحضير للانتخابات الجماعية 2009.