اعتبرت شبكة «نساء من أجل النساء» أن وصول 3428 امرأة إلى المجالس المحلية في الانتخابات، التي جرت في الصيف الماضي، وإن كانت نسبة مهمة فهي لا ترقى إلى نسبة 30 بالمائة التي تطالب بها مختلف الفعاليات النسائية، مشيرة إلى أن المغرب لازال بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عملية لتمكين المرأة من الوصول إلى المجالس التمثيلية الوطنية ومنها والمحلية. ودعت الشبكة، خلال ندوة صحافية لتقييم أدائها في مجال تكوين النساء للرفع من تمثيليتهن السياسية، إلى ضرورة الإعداد للانتخابات في وقت مبكر والاستفادة من التجارب الناجحة والنقاط السلبية التي رافقت العمليات الانتخابية السابقة، ووضع أجندة واضحة تنفذ على مراحل حسب الأولويات، وكذا إلى توحيد جهود الحركة النسائية بجميع أطيافها وتنظيماتها في إطار هيئات للضغط، سواء على مستوى الأحزاب أو السلطة المركزية، والاستعانة بمختلف وسائل الإعلام لتغيير الصورة النمطية للمرأة وتسليط الضوء على النساء كمواطنات فاعلات، صاحبات رؤية وتفكير وقادرات على الفعل والتغيير. وأشارت منسقة الشبكة نزهة العلوي إلى أن الشبكة تعتزم تنظيم دورات تكوينية لفائدة 1200 مستشارة جماعية وجهوية، معتبرة أن برنامج الشبكة يرمي إلى تشجيع النساء على مشاركة سياسية فاعلة وتقوية قدراتهن من أجل تمثيلية وازنة في المؤسسات والمجالس المنتخبة، وتطوير أدائهن، وهو ما يتطلب ضرورة وجود مقاربة تشاركية بين كل الفاعلين العاملين في مجال دعم المشاركة النسائية وفي اتخاذ القرارات. واعتبرت نزهة العلوي، في تصريحها ل«المساء»، أن مسؤولية الرفع من التمثيلية النسائية تتحملها الجهات الرسمية والأحزاب والمجتمع المدني على حد سواء، مشيرة إلى أن «كوطا» 12 بالمائة غير مرضية ولا بد من إعادة النظر فيها، داعية إلى مأسسة مثل هذه «الكوطا» وجعل الدستور ينص عليها، مؤكدة في السياق ذاتها أن على الأحزاب أن تعيد النظر في معايير اختيار مرشحيها ومرشحاتها لخوض الانتخابات، لأن وحدها المعايير الموضوعية هي القادرة على مشاركة نسائية فعالة ومساهمتها في تخليق المشهد السياسي وتفعيل سياسة القرب. وقدمت الشبكة خلال الندوة الصحافية نفسها دراسة حول تكوينها للنساء والفتيات في إطار إعدادهن لخوض الانتخابات السابقة، ومن بين ما جاء في الدراسة أن المشرفين عليها وضعوا سؤالا يتعلق بنية النساء للترشح للانتخابات، فكانت الإجابة على ثلاثة مستويات من خلال نعم، لا، ثم لم أقرر بعد. وكشفت المعطيات أن التردد طال فئة عريضة من المستفيدات من التكوين باستثناء بعض المدن كمراكش التي شكلت نسبة التردد بها 29 بالمائة، وسطات 31 بالمائة ، في حين وصل التردد في بعض المدن إلى 56 بالمائة كما حصل بالحسيمة، و49 بالمائة بالرشيدية، وهو ما يدل على أن اهتمام المشاركات بالتكوين لم يكن بدافع المشاركة في الانتخابات فقط، ولكن لمعرفتهن أن التكوين هو الأداة الأساسية لفهم الحياة السياسية والحضور بقوة داخل المشهد السياسي المغربي. وتعتبر جمعية «نساء من أجل النساء» شبكة ممتدة على كل التراب الوطني بواسطة عدد من الجمعيات التي تعمل في إطار مشترك بينها. وتهدف الجمعية إلى تشكيل «لوبي» من النساء والرجال لتجاوز حالة الشتات التي تطبع عمل هذه الجمعيات النسائية من أجل إقرار تمثيلية فعلية ووازنة للنساء في المؤسسات المنتخبة في أفق تحقيق مكسب المناصفة في كل مدارات صنع القرار، وتقوية قدرات النساء والفتيات في المجال السياسي. ولتحقيق هذه الأهداف، فإن الجمعية تتبنى مقاربة تشاركية في عملها وفي اتخاذ قراراتها عبر الترافع أمام كل الفاعلين السياسيين وتكوين شبكات محلية وجهوية وعقد منتديات للحوار مع النساء والشباب وتنظيم دورات تكوينية لفائدة المرشحات لخوض مختلف الاستحقاقات الوطنية.