احتضنت قاعة الشهيد أحمد ياسين بمقر حركة التوحيد والإصلاح بوجدة الملتقى الشبيبي الثالث لمنظمة التجديدي الطلابي بالمدينة وذلك يومي السبت والأحد 09-10 ماي. هذا الملتقى السنوي يجمع بين طلبة الفصيل وتلامذة الثانوي التأهيلي ويهدف حسب المنظمين إلى مد جسور التواصل بين الطالب والتلميذ والمساهمة في التكوين والتأطير والتوجيه الدراسي ودعم التفوق. دورة "التجديد " لهذه السنة تميزت بكلمة الأستاذ عبد العزيز أفتاتي بعنوان "زائر لغزة" نقل الحضور من خلالها إلى أجواء الحصار والمقاومة من خلال ما عاينه خلال رحلته القصيرة إلى عين المكان في إطار قافلة الحياة برئاسة النائب كلاوي. هذه الشهادة الحية للنائب البرلماني لحزب العدالة والتنمية خلصت إلى استنتاج مجموعة من الدروس في فن المقاومة وصناعة الحياة ومن المعنويات العالية لشباب غزة وقادتها الميدانيين الذين صنعوا ملحمة غير مسبوقة وهم شباب أعزل ومحاصر ويقاوم في مكان ضيق ومكشوف. وأكد الأستاذ المتدخل أن سبب النصر الذي تحقق كان بعد توفيق الله تعالى نتيجة الإيمان القوي بالقضية ونتيجة التربية على الصمود والوفاء والاستقامة والجد وهي قيم تكتسب في الصغر. "إن ما يجري الآن هو حدث مفصلي لصالح القضية الفلسطينية ولصالح الأمة " يضيف أفتاتي، لأنه قطع مع 30 سنة من خرافة مسار السلام الخادع ، مشيرا إلى أ، من الزعماء العرب حاليا من يؤمن بإسرائيل كما نؤمن نحن برب العالمين، مع العلم أن الله تعالي أخبرنا بأن دولة اليهود إلى زوال. ومن جهته، ألقى الأستاذ عبد الله نهاري عرضا بعنوان "إنهم فتية آمنوا بربهم" ، تطرق فيه إلى مفهوم الفتوة في القرآن الكريم مستشهدا بقصة فتية الكهف واستنكارهم للمنكر والفساد وفرارهم بدينهم رغم أنهم كانوا من الطبقة المترفة التي تعيش في القصور والملذات. مؤكدا أن أهم درس من القصص الأربعة الواردة في سورة الكهف هو عدم الاستعجال لقطف الثمرة لأن الوقت جزء من العلاج ولأن الإصلاح لا يتأتى بالطفرة أو بالانقلاب على الواقع بل بالصمود والتدافع السلمي والمخالطة الإيجابية وتجديد وسائل الإقناع وأساليب العمل لتغيير النفوس والقناعات. وعرج فضيلته على شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي: العلم والعمل والرفق. أما حصة التكوين ، فقد أسندت للدكتور محمد غوردو وهو أستاذ بالمركز التربوي الجهوي وكانت عبارة عن ورشة في مهارات التواصل وفن الإلقاء، مبرزا أهمية العمل الجماعي المنظم في إنجاح المشاريع الإصلاحية و معززا خطابه بصور معبرة من عالمي الطبيعة والحيوان. كما عرفت الجلسة الافتتاحية كلمة توجيهية للدكتور عبد الرحيم زيات مسؤول منطقة وجدة ذكر فيها برؤية الحركة ورسالتها واختيارها منهج الوسطية الذي لا يعني الركون والاستسلام لواقع الفساد والانحلال بل يستدعي من الأعضاء جهدا مضاعفا لمواجهة التحديات الكبرى و اقتراح البدائل النوعية في مجالات الأدب والفن والمسرح والموسيقى وغيرها، كما تناول الكلمة المسؤول التلمذي أكد على ضرورة التفوق الدراسي والتميز الأخلاقي والتزام العمل المؤسساتي منوها بانخراط العديد من التلاميذ وأطر التعليم وأطر الصحة والفاعلين الجمعويين في حملة العفة التي حققت أرقاما قياسية في نسبة المستفيدين ووعد المشاركين في مسابقة الإبداع بجوائز تشجيعية خلال الحفل الختامي في نهاية الشهر. واختتم الملتقى بلقاء مع طلبة المعاهد لعرض تجاربهم والإجابة عن استفسارات تلاميذ الباكلوريا ثم استمتع الجميع ببعض الإبداعات الفنية للشباب وتم تكريم الطلبة والتلاميذ المتفوقين .