اختتمت يوم الأحد بمراكش فعاليات المؤتمر الدولي للمساحين، والمؤتمر الوطني السادس للهيئة الوطنية للمساحين الطبوغرافيين، بعد أن نجح المنظمون في عقد هذه التظاهرة الدولية الأولى من نوعها على الصعيد الإفريقي، والتي اختارت لها شعار «مد الجسور بين الثقافات». وقد تميزت هذه التظاهرة التي استقطبت أكثر من 2000 مشارك من القارات الخمس، بتنظيم محكم، اللهم بعض النقائص المتعلقة بالتواصل مع الصحفيين ، حيث لوحظ غياب مصلحة خاصة بتقديم المعطيات والمعلومات لفائدة الصحفيين وهو الأمر الذي جرت العادة أن يتم التركيز عليه في مثل هذه التظاهرات. وكان هذا اللقاء الدولي الذي استمرت أشغاله طيلة أسبوع كامل قد عرف حضور خبراء وباحثين وطنيين ودوليين تداولوا النقاش في ثلاث جلسات عامة ركزت على مواضيع المعرفة والتكنولوجية الحديثة، والإشكاليات البيئية والتنمية المستدامة، والحكامة والجهوية. وفي أول لقاء له مع الصحافة خلال هذه التظاهرة، أكد عزيز هلالي رئيس الهيئة الوطنية للمساحين الطبوغرافيين أن هذا المؤتمر جعل مراكش محط أنظار العالم بأسره باعتبار الحضور القوي والوازن لعدد كبير من الخبراء والشخصيات المشهود لها بالكفاءة والتجربة على الصعيد الدولي. وقال هيلالي في إجاباته على أسئلة الصحفيين إن الهيئة الوطنية للمهندسين الطبوغرافيين استطاعت أن تحقق ربحا كبيرا للمغرب عبر تنظيم هذه التظاهرة خصوصا في ظل الظرفية العالمية المتسمة بالأزمة بكل تحولاتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية، مبرزا أن النجاح الذي حققته هذه التظاهرة سيعطي للهيئة نفسا جديد لتعزيز ديناميتها في العمل على مختلف الواجهات ومراكبة الحراك الاجتماعي الذي يعرفه المجتمع المغربي من أجل مواصلة أوراش الإصلاح وصيانة المكتسبات، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة لها آثار إيجابية على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي والسياسي دون إغفال جانب التكوين وتعزيز القدرات المهنية، حيث إن المؤتمر عرف تنظيم العشرات من الورشات وحلقات النقاش العلمي الرفيع. وأوضح هيلالي أن المهندس الطبوغرافي موجود في صلب المشروع الجديد للجهوية باعتبار الدور الكبير الذي يلعبه على مستوى توفير المعلومة الجغرافية والمجالية، مشيراً إلى أن مشاركة المهندس في اتخاذ القرار الجهوي يعتبر عاملا حاسماً في ضمان شروط نجاح التدبير المحلي وترسيخ الحكامة الجهوية. وأشاد رئيس الهيئة الوطنية للمساحين الطبوغرافيين بالدعم الذي قدمته قطاعات الحكومة. وذكر هيلالي أن الكلفة الاجمالية لهذا المؤتمر تتراوح مابين 8 و10 مليون درهم ساهم في تغطيتها شركاء الهيئة الوطنية للمساحين الطبوغرافيين على الصعيد الوطني والدولي بالإضافة إلى دعم الفيدرالية الدولية للمساحين الذي بلغت قيمته حوالي 20% من هذه الكلفة، ومساهمة المشاركين للتسجيل في المؤتمر التي بلغت قيمتها حوالي 40 % من الكلفة الاجمالية.