قام عبد النبي بعيوي،رئيس مجلس جهة الشرق رفقة حيكم بنشماش رئيس مجلس المستشارين بزيارة إلى دولة اليابان في إطار تعزيز وتقوية علاقات التعاون والصداقة المتميزة القائمة بين المملكة المغربية واليابان، وبحث السبل الكفيلة بتوسيع آفاق الشراكة بين الجانبين، وترسيخ آليات التشاور والتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وحظي رئيس مجلس جهة الشرق ورئيس مجلس المستشارين والوفد المغربي المرافق،يوم الاثنين 15 ماي الجاري،باستقبال من طرف رئيس الوزراء الياباني بمقر الوزارة الأولى بالعاصمة اليابانيةطوكيو،وكذا من طرف رئيس مجلس المستشارين الياباني،ولقاءات أخرى مع رجال أعمال يابانين.وصف الوزير الأول الياباني،مستوى العلاقات التي تجمع بلده والمملكة المغربية ب"المتميزة"،وأشاد بالعلاقة الطيبة التي تربط بين العائلتين الإمبراطورية والملكية باليابان والمغرب.وثمّن رئيس الوزراء الياباني الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في محيطه الإقليمي من أجل استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة،مشيرا إلى "مساهمة المغرب الهامة في الدفع بالتنمية الاقتصادية في القارة الإفريقية التي من شأنها أن تساعد في إرساء علاقات متميزة بين المغرب واليابان على مستوى القارة السمراء"،وفق تعبيره. وعمل كعادته عبد النبي بعيوي رئيس مجلس جهة الشرق،خلال لقاءاته مع مجموعة من المسؤولين ورجال الأعمال اليابانيين على التعريف بالإمكانيات والمؤهلات التي تزخر بها جهة الشرق،وكذا فرص الاستثمار المتاحة بها خصوصا بمشروع ميناء الناظور غرب المتوسط.كما وجه رئيس جهة الشرق دعوة رسيمة لمسؤولي إحدى الجهات في اليابان وكذا مجموعة من رجال الأعمال اليابانيين من أجل زيارة جهة الشرق،وهي الدعوة التي حظيت بالقبول من طرف الجانب الياباني الذين عبروا عن رغبتهم الأكيدة في زيارة المنطقة وبحث سبل الاستثمار بها. وتأتي هذه الزيارة التي يقوم بها رئيس مجلس جهة الشرق رفقة رئيس مجلس المستشارين والوفد المغربي المرافق الى اليابان (محمد الرزمة رئيس لجنة العلاقات الخارجية والحدود والدفاع الوطني والمناطق المغربية المحتلة رئيس مجموعة الصداقة المغربية اليابانية بمجلس المستشارين،عبد الصمد سكال رئيس جهة الرباطسلاالقنيطرة)،في إطار تفعيل البعد الجهوي في الدبلوماسية البرلمانية، وتنزيل التوصيات الصادرة عن "الملتقى البرلماني للجهات" الذي انعقد يوم 6 يونيو 2016 بمجلس المستشارين،باعتبار المجلس امتدادا للجماعات الترابية وفاعلا مركزيا يسعى إلى أن يكون رافعة مؤسساتية في الجهوية المتقدمة كورش استراتيجي بالمملكة. وفي نفس السياق،أكد رئيس جهة الشرق،أن العلاقات التي تربط المغرب واليابان "استثنائية" مبنية على المصداقية والتعاون المتبادل.والتي تميزت دائما بالصداقة والتفاهم المتبادل المعزز بالعلاقات المتميزة التي تجمع العائلة الملكية المغربية والعائلة الإمبراطورية اليابانية.وأضاف أن البلدين تجمعهما الكثير من القيم المشتركة،مسجلا أن ذلك يشجعهما على العمل على تعزيز علاقاتهما الثنائية.كما سجل عبد النبي بعيوي،أن هذا العام يصادف الذكرى ال61 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب واليابان.مذكرا،بزيارة جلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى اليابان نونبر عام 2005،والآفاق الواعدة التي فتحتها في مسار هذه العلاقات،وهي الزيارة الأولى التي قام بها ملك مغربي لهذا البلد. وسبق وجاء جوابا على سؤال حول تقييم العلاقات بين المغرب واليابان بعد خمسين عاما من إرساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين،المنشور في نص الحديث الصحفي الذي خص به صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليومية الاقتصادية اليابانية ( نيهون كيزايي شيمبون) التابعة لمجموعة (نيكون)،بمناسبة الزيارة الرسمية الملكية السامية إلى اليابان بدعوة من جلالة الإمبراطور أكي هيتو،نهاية عام 2005،ما قال صاحب الجلالة نصره الله : "إن ما يجمعنا لا يقتصر على تبادل السفراء قبل خمسين سنة.إن التقاليد العريقة لبلدينا تعطي لعلاقاتنا عمقا تاريخيا فريدا من نوعه على الساحة الدولية.وبقدر ما طورنا،كل من جانبه،إرثنا الحضاري بقدر ما كان طموحنا نحو الانفتاح على باقي العالم.لقد كانت انشغالاتنا واحدة.فعلى سبيل المثال،في القرن ال19 كان جدي مولاي الحسن الأول،وعيا منه برهانات الثورة الصناعية،قد أوفد عدة بعثات لتلقي تكوين في أوربا على المفاهيم الجديدة للإنتاج في تلك المرحلة.وفي الوقت ذاته قام الإمبراطور مايجي بنفس الخطوة تحذوه الرغبة ذاتها.وكما ترون فإنه رغم البعد الجغرافي،فإننا نقتسم نفس الطموحات بالنسبة لبلدينا،وكذلك نفس قيم الحوار والاعتدال والانفتاح دون أن نتخلى قط عن هويتنا الخاصة.وأعتقد أن هذه النقط المشتركة،في عالم مضطرب جدا كالذي نعيش فيه اليوم،لها أهمية قصوى أكثر من أي مؤشرات نقيم من خلالها عادة وضعية العلاقات بين دولتين.".