تقع منطقة الأنشطة الاقتصادية لأيت قمرة على مساحة تفوق 41 هكتار، على بعد 20 كلمتر من مدينة الحسيمة، وبالقرب من المدار المتوسطي بجانب أهم المحاور الطرقية التي تربط المنطقة بالعديد من الأقاليم، في موقع استراتيجي قريب من ميناء الحسيمة ومن مطار الشريف الادريسي ( 16 كلم )، يجعله دعامة أساسية لنجاح هذا المشروع الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، خلال زيارته الميمونة لإقليم الحسيمة في شهر يوليوز 2009 في إطار التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى الدفع باقتصاد المنطقة، في أفق جعلها قطبا للتنمية مندمجا في الاقتصاد الوطني كما أكد على ذلك الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالته يوم 25 مارس 2004 بمدينة الحسيمة، والذي بدأت معالم إرسائه تظهر على أرض الواقع من خلال إنجاز العديد من المشاريع والأوراش التنموية التي تعرفها المنطقة. وينجز هذا المشروع الذي تجاوزت نسبة الأشغال فيه 50 بالمئة، من طرف شركة ميدزيد MED- Z إحدى فروع صندوق الإيداع والتدبير للتنمية، بتكلفة إجمالية تفوق 170 مليون درهم، وذلك في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الاقتصادي ولاسيما ما يتعلق منه ببلورة برنامج لإنجاز مناطق للأنشطة الاقتصادية وتأهيل المناطق الصناعية لضمان المواكبة والدعم اللوجيستيكي للمشاريع الإقتصادية التي ستنجز بالمنطقة استجابة لانتظارات المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين، وهو ما حذا بالمركز الجهوي للإستثمار وبالتنسيق مع مصالح ولاية جهة تازةالحسيمة تاونات، ليبادر إلى إنجاز دراسات لخلق منطقة الأنشطة الاقتصادية بأيت قمرة ذات الاختصاصات المتعددة والتي تشيد اعتمادا على الموارد الطبيعية والبشرية التي يزخر بها الإقليم لتضم قطاعين رئيسيين وهما: قطاع التصنيع الغذائي والذي يضم أساسا منتوجات محلية، القطاني، الصيد البحري والزراعات المائية. قطاع تصنيع مواد البناء والنجارة والذي يضم أساسا الرخام، مواد البناء، النجارة بمختلف أنواعها والنقش المرتبط بالبناء. وذلك تحقيقا لأهداف أساسية يمكن تلخيصها في: تثمين الموارد والمنتوجات المحلية. تعزيز البنية التحتية للنسيج الإقتصادي إقليميا وجهويا. خلق قطب لاحتضان الأنشطة المرتبطة بالصناعة والصناعة التقليدية والخدمات وتكنولوجيا المعلوميات. المساهمة في تعزيز القدرات التنافسية للمجال. خلق رواج إقتصادي بجماعة آيت قمرة والجماعات القروية المجاورة. المساهمة في تحسين المؤشرات الاقتصادية بالمنطقة وتطوير المنتوج المحلي. المساهمة في التخفيف من حدة المشاكل التي يعرفها المستثمرون في مجال العقار عن طريق خلق فضاء ملائم لاحتضان مشاريعهم وفق المواصفات والمعايير المطلوبة. التشجيع على خلق المقاولات وتوفير فرص الشغل. الاستجابة لانتظارات وتطلعات حاملي أفكار مشاريع والمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين وعموم الساكنة. كما ينتظر من هذا المشروع أن يوفر مايقارب 2000 منصب شغل قار ومباشر و1000 منصب شغل غير مباشر، مما سيساعد على امتصاص نسبة هامة من البطالة على مستوى الإقليم ويجعل من هذا المشروع رافعة للتنمية إقليميا وجهويا. واعتبارا للأهمية الإقتصادية والاجتماعية التي تكتسيها منطقة الأنشطة الإقتصادية لأيت قمرة، فقد شارك في انجازها وتقديم الدعم التقني والمالي لها كل من شركة ميدزيد MED –Z التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، والدولة ممثلة في كل من وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال، ولاية الجهة، مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات، المجلس الإقليمي والمركز الجهوي للإستثمار لجهة تازةالحسيمة تاونات.