بحضور رئيسة المجلس البلدي لمدينة الحسيمة والنواب الإقليميين للجهة وممثل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وفعاليات المجتمع المدني، أشرفت الوحدة الإدارية الجهوية لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية بمدينة الحسيمة مؤخرا على تقديم منح الاستحقاق لفائدة التلاميذ المتفوقين، الحاملين لشهادة البكالوريا أبناء الأسرة التعليمية تكريما للمجهودات التي بذلوها طيلة السنة الدراسية، وتحفيزا لهم للمضي قدما نحو تحصيل علامات جيدة في مسارهم الجامعي. افتتحت فعاليات هذا الحفل التكريمي بتلاوة الفاتحة على روح الفقيد مستشار جلالة الملك مزيان بلفقيه، الذي أسهم، بشكل كبير، في رسم ملامح الخريطة التعليمية ببلادنا، وتقلد في سيرته الحياتية مناصب تربوية كبيرة، وأسندت له مهمة تتبع البرامج الإصلاحية المرتبطة بالمنظومة التربوية ببلادنا، وكان رحمه الله "المهندس" الأول لميثاق التربية والتكوين. وأكدت ممثلة المؤسسة في كلمتها الافتتاحية أن المؤسسة تتوخى من وراء هذه الخطوة تشجيع الطلبة على مواصلة مشوارهم الدراسي خلال دراساتهم العليا، وتروم كذلك إلى الدفع بالعملية التربوية بالمنطقة نحو الأمام وجعلها قاطرة أساسية تساهم في تثبيت أركان التنمية. وفي ذات السياق، أبرز ممثل الأكاديمية الجهوية أن تقديم الدعم للتلاميذ المتفوقين هو من أبرز المقررات التي نص عليها البرنامج الاستعجالي، وبالتالي فإن الأكاديمية يردف- ستنخرط في هذا المشروع بهدف الرقي بالمنظومة التعليمية بمنطقتنا. إلى ذلك، أشاد ممثل الأكاديمية بخصال الفقيد مزيان بلفقيه الذي وافته المنية خلال السنة الجارية، وقال إن الراحل حمل على عاتقه انتشال المدرسة المغربية من أزماتها، وساهم في بلورة "خريطة الطريق" لإصلاحها ولعل مقولة "الإصلاح معقد وصعب ولكنه ليست مستحيل" تؤكد صحة هذا الطرح. هذا وأكد الطلبة المستفيدون من هذه المنح في السنوات الماضية أنها-أي المنح- ساهمت في التخفيف من الأعباء المادية على أسرهم، وأنها تمثل دعما معنويا كبيرا يساعدهم على التحصيل الجيد في ظروف مادية جيدة. وتميزت مداخلة إدريس بولحجل، لاعب فريق شباب الريف الحسيمي سابقا ومساعد مدرب الفريق حاليا، بالتذكير بمسيرته الكروية المليئة بالصعوبات والمثبطات، إذ أكد أن بداياته مع الفريق اتسمت بالصعوبة البالغة في ظل انعدام الموارد المادية، لكن بالرغم من ذلك - يستطرد بولحجل بنبرة يعلوها التأثر- فقد أمنت بمؤهلاتي وحققت مع فريقي حلم الصعود إلى قسم الأضواء الذي كان فيما مضى حلما يراود أبناء هذه المنطقة برمتها. ودعا إدريس في الأخير إلى الاستفادة من تجربته الشخصية وتوظيفها في الميدان المعرفي. إثر ذلك، قدم الأستاذ حكيم لمعلم، مدير مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية بالحسيمة، عرضا أبرز من خلاله أهم الشروط التي تسمح بالاستفادة من منحتي الاستحقاق الوطنية والجهوية، مؤكدا أن تقديم هذه المنح يعد الركيزة الأساسية التي تتأسس عليها فلسفة المؤسسة. وأوضح لمعلم أن اختيار الملفات يخضع لدراسة دقيقة تقوم بها لجنة محايدة متكونة من فعاليات تشمل كل المتدخلين في العملية التربوية. وفي هذا المنحى بالذات، شدد السيد لمعلم في معرض حديثه عن الحيثيات المتصلة بمنح الاستحقاق أن المؤسسة تسعى دائما إلى زيادة عدد المستفيدين، إيمانا منها بالدور الفعال الذي تضطلع به في تحفيز الطلبة لإكمال دراساتهم الجامعية، مذكرا أن جهة- تازة-الحسيمة- تاونات حصلت هذه السنة على 9 منح، منها واحدة وطنية و 8 جهوية. ودعا لمعلم في ختام عرضه إلى المثابرة والجد للحصول على عدد أكبر من المنح لجهتنا، مما سيسمح في تقديره في تبوء الجهة المكانة اللائقة بها في النسيج التربوي الوطني. بعد ذلك، تسلم التلاميذ المتفوقون الشهادات التقديرية تكريما لهم على عطائهم المتميز وتحفيزا لهم لأجل الاستمرار على نفس وتيرة المثابرة والاجتهاد