"وجدة ترجمان الأشواق" هكذا اختار الأستاذ الباحث بدر المقري أن يعنون معرضه للصور الفوتوغرافية التاريخية الذي افتتح يوم الإثنين 16 غشت 2010 برواق الفنون باستور." المعرض ليس هدفا في حد ذاته، وإنما القصد منه الجمع بين الذاكرة والهوية" يقول الأستاذ المقري من جامعة محمد الأول، مضيفا أن الذاكرة لها بعد ديني مصداقا لقوله تعالي "وذكر، فإن الذكرى تنفع المومنين".وركز المعرض في هذه السنة على المعالم المرينية لمدينة وجدة وخاصة الجامع الكبير والمدرسة المرينية والحمام والتي يعود تاريخها إلى 1296 م. كما أشار صاحب المعرض إلى الخصوصيات العمرانية للمساجد التي كان عددها 14 في سنة 1904 ولم يكن عدد السكان وقتها يتجاوز 6 ألاف. مؤكدا أن المسجد كان يمثل محور الحي ويقوم بدور علمي واقتصادي. المعرض –يضيف صاحبه- يبرز كذلك الطابع المعماري الكولنيالي للمدينة. ذلك أن أول قرار للمارشال ليوطي لما احتل وجدة عام 1907 كان يقضي بهدم أسوار المدينة. الشيء الذي أدى إلى تشويه القصبة المرينية. ومن مقاصد المعرض كذلك، إبراز التعدد العرقي في وجدة، ففي سنة 1907 كان عدد اليهود يفوق عدد المسلمين حسب الباحث، كما عاش في وجدة عدد لا بأس به من المسيحيين. حضر حفل افتتاح المعرض ثلة من رموز الفن والثقافة بالمدينة لاكتشاف مجموعة من التحف النادرة حول مدينة الألف سنة. وهو يغطي المرحلة ما بين 1866 و 1966 و سيستمر إلى غاية 31 غشت. يذكر أن مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة هو الذي يحتضن هذا النشاط للأستاذ المقري المعروف باهتمامه بتاريخ وجدة و صاحب برنامج إذاعي خاص حول الخصوصيات الثقافية والفنية والمعمارية للمنطقة الشرقية. ومهما قيل أو كتب عن التاريخ، تبقى الصورة أفضل وأصدق وأغنى تعبير، ولذلك قال الصينيون"صورة واحدة أبلغ من ألف كلمة".