يحتضن رواق الفنون في ساحة زيري بن عطية بوجدة حاليا معرضا للصور الفوتوغرافية القديمة الموثقة لجزء هام من التاريخ القديم للعاصمة الشرقية. ويشكل هذا المعرض، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 31 غشت الجاري والمنظم بمبادرة من الأستاذ الباحث بدر المقري تحت إشراف مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، فرصة لمشاهدة مئات الصور الفوتوغرافية (1886 -1966) ذات قيمة تاريخية هامة تسلط الضوء على تنوع وغنى التراث الثقافي اللامادي لمدينة وجدة. وعلى الرغم من أنه لا يغطي سوى فترة قصيرة نسبيا من تاريخ المدينة العتيقة، فإن هذا المعرض الذي يشد الرحال إلى عوالم الزمن الجميل بالنسبة للبعض، وكذا إلى عالم الاكتشاف بالنسبة للبعض الآخر، فإنه يلفت الانتباه أيضا إلى ضرورة الحفاظ على الذاكرة الجماعية والتراث الوطني ونقله إلى الأجيال المقبلة. وبالنسبة لبدر المقري، فإن المعرض "قد لا يبدو أكثر من مجرد حدث عارض، لكن الأهم أن هذه المبادرة لايمكن تثمينها إلا باستحضار هدفين رئيسين يتمثلان في هزم النسيان والحفاظ على الذاكرة". وتعتبر الآثار التاريخية والهندسة المعمارية الأصيلة والأزياء التقليدية والثقافة والفنون الجميلة والأسواق والإبداع والحرف والتعليم والذاكرة الرياضية من جملة المواضيع التي أثيرت في سياق الشهادات بالصور عن حقبة راسخة من تاريخ مدينة وجدة.