مقالات في قضايا التربية والتكوين بالجهة الشرقية (7) محمد السباعي لن أقدم في هذا المقال تغطية صحفية عن أشغال المجلس الإداري لأكاديمية لجهة الشرقية في دورة يوليوز2010، فقد كفانا الزملاء في مكتب الاتصال عناء صياغة التقرير الذي أشار إلى المنجزات والإخفاقات و الذي نشر في أغلب الصحف بشكل كلي أو جزئي أو بتصرف. ولكنني سأسرد بعض الملاحظات النقدية المنهجية من وجهة نظر شخصية، إسهاما منا في ترشيد عمل المجلس مستقبلا. 1- يمكن للملاحظ أن يسجل مفارقة كبيرة بين خطاب اللجن وخطاب الإدارة، فقد استهلت منسقة اللجنة المالية تقريرها بتسجيل مجموعة من الانتقادات لإدارة الأكاديمية والنيابات الإقليمية التابعة لها. ذلك أن كل اللقاءات المبرمجة مع المسؤولين قصد تتبع سير الأشغال والبرامج على أرض الواقع لم تتم لأن السادة النواب يعتبرون هذه المساءلة "افتحاصا" وهو خارج اختصاص اللجنة المالية . وبالتالي ستظل مسألة التدبير المالي وتنفيذ الميزانيات خارج أية محاسبة أو مساءلة من طرف اللجنة المنبثقة عن المجلس وبالأحرى السلطة الرابعة وهي الصحافة. 2- تدخل السيدة الوزيرة لتوقيف منسقة اللجنة المالية بدعوى طلب الاختصار واحترام الوقت لم يكن صائبا ما دام الوقت غير محدد مسبقا و المسؤولة عن ذلك هي السيدة الوزيرة نفسها باعتبارها مسيرة الجلسة. المفروض في أعضاء اللجنة مناقشة تقرير مدير الأكاديمية في العمق وإبراز المنجزات والنقائص وليس الحضور الشكلي البارد ثم التصويت برفع الأيدي في نهاية الأشغال. 3- مداخلة ممثل جمعيات الآباء كانت مرتجلة و "خارج السياق" ، فهو كمسؤول يمثل طرفا مهما في المنظومة التربوية كان عليه أن يحضر بكلمة مكتوبة ومصطلحات مضبوطة ولا يرتجل كلاما يطغى عليه الشعر والمدح والعواطف ، بل و الدعاء الصالح لشخص الوزيرة (بلغي سلامنا للسيد الوزير، غادي ندعيوا معك في صلاة الفجر !! ...) وكأنها تتصدق عليه من جيبها. وهنا كان على السيدة الوزيرة أن تتدخل بصرامة لتوجه المداخلة وتطالب جميع المتدخلين بالدخول في الموضوع مباشرة دون تهريج. جمعيات الآباء يجب أن تغتنم فرصة التقييم هاته للحديث عن مشاكل التلاميذ وعن التوجيه الدراسي وتسائل الوزارة عن والآفاق وتتابع تنفيذ التوصيات. 4- مداخلات ممثلي الأساتذة وهيئة التفتيش كانت في عمومها متوازنة ودقيقة. وقد أصاب ممثل أساتذة الإعدادي حين صحح نسبة النجاح : فهي في الحقيقة 20% إذا اقتصرنا على إحصاء الحاصلين على معدل 10 فما فوق في الإعدادي. 5- السيد مدير الأكاديمية كان بارعا في فن الخطاب و البوليميك ، ولكن ردوده على تساؤلات اللجن لم تكن مقنعة أحيانا. وهذا مثال على مؤاخذات اللجنة المالية التي أشرنا أليها: " اللجنة المالية لا تطلب لقاءا مع مدير الأكاديمية، اللجنة المالية تعقد لقاءا ثم تطلب تستدعي مدير الأكاديمية ليقدم لها التوضيحات اللازمة" ! 6- كرر مدير الأكاديمية مسألة توفير الحواسيب المحمولة والربط بالأنترنت والطابعة بالنسبة للمفتشين وكأن مطلب هذه الفئة تم اختزاله في توفير وسائل الاشتغال فقط، في حين أصل المشكل كما يعلم الجميع هو الإقصاء وعدم الإشراك وإسناد المناصب بطرق مطعون في مصداقيتها. 7- مقترحات عملية: لتفادي هاته الهفوات ، وجب إذن صياغة قانون داخلي منظم لأشغال المجلس حتى لا يبقى محطة لإلقاء الخطب الرنانة والتسيير العشوائي والارتجال في عمل اللجن. كما يمكن لجميع الأطراف تقديم مقترحات وتوصيات مكتوبة لمقرر الجلسة وفتح باب المشاركة فيها لممثلي وسائل الإعلام الذين راكموا خبرة مهمة من خلال المتابعة المتكررة لأشغال المجلس.