انعقد مجلس إدارة أكاديمية التربية والتكوين لسوس ماسة درعة يوم 23/07/2010 بمدينة اكادير، إذ أورد بلاغ صحفي مجريات هذا الاجتماع وتناول كلمات كل من كاتبة الدولة ووالي جهة سوس ماسة درعة وأخيرا مدير الأكاديمية. إلا أن المشترك بين تلك الكلمات وما تضمنته من سرد للمنجزات ومقاربات جديدة لمواجهة ما استعصي من قضايا الإصلاح، هو إيمانها القوي بان الإصلاح جار لا رجعة فيه، وان القضية قضية وقت حتى يستوعب الشركاء الرئيسيين أدوارهم في هذا الإصلاح. يسجل البلاغ الصحفي الحصيلة الايجابية لموسم 2009/2010 بارتياح كبير، كما يسجل عزم السلطات التربوية على مواصلة الجهود حتى يتجسد البرنامج الاستعجالي على ارض الواقع، ولو اقتضى الأمر تفعيل ادوار الاستشارة، باعتبارها أدوارا اعتبارية، لشركاء أساسيين لمنظومة التربية والتكوين، النقابات وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ. وإذا نحن عدنا إلى خطاب كلا الشريكين وأفرزنا مضمونيهما لأصبح لدينا مضمونا واحدا عن رغبة جامحة في المشاركة في عملية إصلاح منظومة التربية والتكوين الذي تقدم به ميثاق التربية والتكوين. فالحرب الفوقية التي خاضتها القيادات النقابية التعليمية الجهوية بجهة سوس ماسة درعة ركزت على الاختلالات الحاصلة أثناء تنفيذ مشاريع المخطط الاستعجالي الذي وقع عليه الإجماع. أما الإشكال المطروح بالنسبة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ أو فيدراليتها فهو الإحساس بعدم الإشراك فيما تنتجه الإدارة التربوية من إجراءات وتدابير، رغم ما سطره ميثاق العلاقة الإطار بين الطرفين، والذي يرسم لعلاقة تبعية بشكل ملتو يلح على استقلالية الجمعية في نفس الوقت الذي يغتالها فيه. إن تقرير فيدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ الصادر على اثر انتهاء أشغال المجلس الإداري لأكاديمية سوس ماسة درعة الذي عرف بعض التوتر فجره ممثل جمعيات أمهات وآباء، الذي ضمن نقطة نظامه منع ممثلي النقابات من الحضور وما تعرفه الجهة من اختلالات بسبب سوء التدبير، يشي بذلك الإحساس ويأخذ على السلطة التربوية عدم استثمار ” صبيب مالي غير مسبوق ” استثمارا جيدا يخدم الإصلاح. هكذا يتضح بان صراع الأطراف الثلاثة هو صراع ثانوي وليس رئيسيا يضع السياسة التعليمية المتبعة في المحك، الأمر الذي يضع تلك الأطراف خارج اهتمامات الشغيلة التعليمية والأسر المغربية التي تطالب بحق أبناءها في تعليم جيد ومجاني. لقد شاهدت جهة سوس ماسة درعة الموسم الدراسي المنصرم وقبله، انبعاث نضالات نقابية حقيقية للشغيلة التعليمية خصوصا بإقليم زاكورة. نضالات تريد إعادة عقارب الساعة النقابية إلى مسارها الصحيح ومن اجل مدرسة عمومية تقدم تعليما جيدا ومجانيا. نضالات توصلت بشكل ديمقراطي وكفاحي بان ما يسمونه بالإصلاح ليس سوى هجوما يستهدف الشغيلة التعليمية والتلاميذ المغاربة. كما أن أشكال الاحتجاج العفوي لأمهات وآباء وأولياء التلاميذ عند أبواب المدارس هي المعبرة الحقيقية عن معاناة الأسر المغربية التي لا تستطيع شراء خدمة التعليم لابناءها، مع واقع أبنائهم التعليمي. إن كراسي الاستشارة ولا حتى جلسات التفاوض السيزيفي لن يحل الإشكال التعليمي بالمغرب، بل بالعكس سيعمل على شرعنة ” الإصلاح / الهجوم “، ونظرا لما دشنه ذلك الهجوم من كوارث تعليمية وتربوية، يريد الإعلام الرسمي تحويلها إلى منجزات، فانه لا مفر من تشكل جبهة عريضة للدفاع عن المدرسة العمومية والمطالبة بتأهيلها حتى تكون في مستوى تطلعات الأجيال المتمدرسة المغاربة. بقلم الأستاذ احسين