لازالت تتفاعل ردود المغاربة إزاء الموقف العدائي لإسبانيا والمعادي لحقوق المغرب السيادية والتاريخية المشروعة على خلفية أحداث تفكيك مخيم إكديم الزيك بالعيون فبعد إدانة البرلمان الإسباني للتدخل الأمني المغربي لتفكيك مخيم إكديم الزيك وطلب مجلس النواب المغربي من الحكومة بإعادة النظر في العلاقات المغربية الإسبانية سجلت تحركات جدية للعديد من الفعاليات السياسية والشبيبية والنقابية والإعلامية تحركات رصدها مجهر برنامج وجهات نظر بالإذاعة الوطنية الذي يعده ويقدمه الزميل محمد العوني في حلقة بعنوان : " العلاقات المغربية الإسبانية عقب موقف البرلمان الإسباني من أحداث العيون وردود الفعل المغربية " اعتبارا لكون العلاقات المغربية الإسبانية من أعقد العلاقات إذ ظلت تعرف فترات من المد والجزر مقارنة مع العلاقات المغربية الفرنسية فماهي حدود العوامل المؤثرة سلبا على هذه العلاقات ؟ وماهي آفاق تأثير التوابث الإيجابية في العلاقات ؟ هل ستتأثر المصالح المشتركة ؟ أسئلة استهل بها محمد العوني حلقة برنامجه السياسي بحضور كل من عبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال والكاتب العام للشبيبة الإستقلالية وعبد السلام بنبراهيم نيابة عن الدكتور عبد المجيد بوزوبع أمين عام الحزب الإشتراكي والباحث المتخصص في تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية عبد الواحد أكمير بينما تعذر حضور البرلمانية لطيفة بناني سميرس بسبب مشاركتها ضمن لجنة تقصي الحقائق في أحداث العيون . في مستهل مداخلته في الموضوع صرح عبد القادر الكيحل مجيبا عن سؤال لمحمد العوني بخصوص مسؤولية الأحزاب السياسية المغربية في التأثير على الرأي العام الإسباني قال إن المغرب يعرف ما أسماه " ردة ديمقراطية " بسبب هيمنة الحزب الواحد في الساحة السياسية مشيرا الى أن علاقة حزب الإستقلال بالحزب الشعبي الإسباني تنحصر في إطار الأممية الوسطية نافيا وجود أي تلاقي إديولوجي أو سياسي مع هذا الحزب الإسباني . من جانبه دعا عبد الواحد أكمير الدبلوماسية المغربية الى ضرورة التوجه الى امريكا الجنوبية التي تضم 19 دولة ساكنة تقدر ب 900 مليون نسمة مشيرا الى ان التركيز على هذه المنطقة يحمل تأثيرا أقوى بكثير من أي تأثير محتمل على اسبانيا مشيرا في مداخلته الى أنه وقف خلال زيارته للمنطقة على غياب أي عمل دبلوماسي يخدم القضايا المصيرية للمغرب كما دعا الى ضرورة إيلاء اهتمام خاص لملف سبتة ومليلية والجزر الجعفرية باعتبارها من آخر المستعمرات في إفريقيا حيث سبق للمغاربة أن حاصرو منذ القرن 16 مليلية 14 مرة و سبتة 11 مرة أملا في تحريرها وضمها الى التراب الوطني ، وطالب بضرورة بناء إعلام مغربي قوي بما في ذلك إعلام ناطق باللغة الإسبانية للتأثير على الرأي العام الإسباني الذي لايدرك جوهر قضية الوحدة الترابية للمغرب ويتأثر بما يقدمه الخصوم بالبلدان الغربية ( الجزائر والبوليساريو ) . مداخلة عبد السلام بنبراهيم ركزت على أهمية الإصلاح السياسي والدستوري كمدخل أساسي لمواجهة خصوم المغرب كما تطرق لأهمية تقوية الديمقراطية بالمغرب كأساس لحل مشكل الوحدة الترابية والعودة الى المرحلة الإنتقالية للديمقراطية التي جمدت وبدء التراجع عنها – يضيف بنبراهيم - كما دعا أيضا الدولة المغربية الى طرح القضية وفق منظور استراتيجي وليس ظرفي ودعم الدبلوماسية الموازية ، مشيرا الى ان للدولة المغربية مسؤولية فيما وقع ( في إشارة الى ملف الوحدة الترابية ) داعيا الى رص الجبهة الداخلية وإشراك الفعاليات السياسية والمدنية والنقابية في تدبير الملف . من جانبه اعترف محمد العوني معد ومقدم وجهات نظر بالإذاعة الوطنية بضعف في أداء الإعلام المغربي في طرح الملفات الساخنة من قبيل ملف الصحراء المغربية وملف سبتة ومليلية بالعمق الضروري والآنية المطلوبة وهو ما يجعل المتلقي يضطر الى التوجه الى الإعلام الأجنبي والعربي للتزود بالمعطيات والمستجدات مرجعا هذا الضعف الى غياب الوعي لدى الدولة والمجتمع معا بأهمية سلاح الإعلام في هذا الوقت الذي أصبح فيه الإعلام هو السلطة الأولى في البلدان المتقدمة بالإضافة الى عدم تأهيل وسائل الإعلام المغربية ماديا واجتماعيا وتكنلوجيا لتقوم بالوظائف المنوطة بها ، ناهيك عن ضعف المهنية وطغيان الوصاية ، ومثل هذه الملفات – يضيف العوني – تحتاج الى وسائل إعلام مستقلة وذات مصداقية تدعم مهنيتها وتجعلها ناجعة في تحقيق أهدافها . تدخلات مستمعي وجهات نظر ركزت على الأداء الباهت للدبلوماسية المغربية والتي اتضحت بشكل جلي إبان أحداث احتجاجات الشبان المغاربة ضد التهميش بمليلية المحتلة ، والتقصير الكبير للسفارات والقنصليات المغربية بالخارج والتي لازالت منشغلة بملفات جوازات السفر على حساب القضايا الوطنية ، كما انتقد بعض المستمعين الأداء الباهت للإعلام العمومي وغياب برامج وثائقية للتعريف بملف احتلال سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وعدم تخليد ذكرى احتلال الثغرين السليبين مطالبين بضرورة التعامل بالندية المطلوبة مع الجارة الإسبانية فيما يخص الملفات والقضايا المصيرية مثل ملف الصيد البحري والرفض الإسباني للمشروع النووي السلمي المغربي ، بينما سجل البعض الآخر عدم استثمار الدبلوماسية الرسمية أو الشعبية لقوة المهاجرين المغاربة بإسبانيا باعتبارهم أول جالية عربية بالجارة الشمالية .