يرجع بعض المتتبعين للحقل الاجتماعي جذور العمل النقابي بمدينة بوعرفة الى سنوات الستينيات من القرن الماضي؛ لكن ونظرا لعدم وجود دراسات في الموضوع، وكذلك غياب الوثائق والفاعلين الأساسيين خلال هده المرحلة؛ فهدا يجعل التوثيق لهده المرحلة صعبا. لدا سأكتفي بالمرحلة الحالية والتي عرفت ميلادها في بداية التسعينات في خضم المد النضالي الذي عرفه المغرب، والدي واكبه توسع تنظيمي لبعض الإطارات التقدمية هده الفترة ميل النقابة الوطنية للتعليم كانت النواة الاولى لهيكلة جل القطاعات المكونة للاتحاد المحلي بالمدينة، والتي بلغ عدد قطاعاتها 17 ينتمي جلها للقطاع العام والتي تتفاوت من حيث الأداء. فرغم الهزات التنظيمية التي عرفتها الكونفدرالية الديموقراطية للشغل وطنيا، والتي أدت في مرحلة أولى إلى ميلاد الفيدرالية الديموقراطية، ثم المنظمة الديموقراطية للشغل في مرحلة ثانية، استطاعت النقابة محليا الحفاظ على وحدتها، بل استطاعت أن تعزز وجودها بهيكلة مجموعة من القطاعات الاخرى خاصة في القطاع الخاص. تعتبر الكونفدرالية الديموقراطية للشغل المؤسس الفعلي للتنسيقية المحلية لمحاربة غلاء الأسعار والدفاع عن الخدمات العمومية، والتي تضم في صفوفها عدة تنظيمات حقوقية ومدنية؛ والتي استطاعت وعلى خلاف مجموعة من التسيقيات على المستوى الوطني أن تستمر في أدائها وان تنتزع عدة مكتسبات مادية ومعنوية: مقاطعة أداء فواتير الماء الصالح للشرب للسنة الثالثة، انتزاع بعض الحقوق... بادرت الكونفدرالية الديموقراطية للشغل ببوعرفة إلى تأسيس اللجنة المحلية لمساندة كفاح الشعبين الفلسطيني والعراقي والتي نظمت مسيرات تضامنية عديدة. كما ساهم منا ضلو ال ك. د. ش. في تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والتي ساهمت بشكل ملحوظ في ارتفاع الوعي الحقوقي لدى الساكنة. وعلى غرار ما تتعرض له الك. د. ش. من مؤامرات من جهات متعددة، فان التجربة المحلية واجهت عراقيل كبيرة كادت تعصف بالعمل النقابي في بعض القطاعات؛ والكل يتدكر كيف عمل مندوب الصحة السابق على خلق إطارات نقابية لإضعاف الفرع المحلي للنقابة الوطنية للصحة، والدي كان في مواجهة عنيفة معه؛ وكذلك الضغوطات التي تعرضت لها بعض القطاعات للانسحاب من ال ك. د. ش: البريد، المالية... لكن كل هدا لم ينل من عزيمة المناضلين الكونفدراليين التي لم تزدهم هده الممارسات الا صمودا. ويتضح دلك جليا في النسب المتدنية 12.40‰ التي حصلت عليها 04 نقابات في إضراب 29/10/2009 لكن وكأي تجربة، لابد ان تكتنفها بعض النواقص والتي يتداخل فيها الداتي بالموضوعي: انتقالات متكررة للكفاءات، غياب الإمكانيات، البعد الجغرافي للمدينة... لكن، ولتحصين هده التجربة، لابد من ايلاء التكوين النظري الأهمية التي يستحقها في صفوف أبناء البلدة، خاصة أن المدينة تعرف انتقالات مستمرة في صفوف الأطر النقابية .