ما الذي سيستهوي السائح أمام واقع الموقع حاليا؟.. هل هي أسواره التي لا ترى بسبب المحلات التجارية القصديرية، أم هذه المحلات نفسها التي يزاحمهم فيها اللصوص؟ عندما بدأت أشغال تهيئة مدينة وجدة استبشر المواطنون خيرا وبدأت مخيلات البعض ترسم المدينة النموذجية أو" ستراسبورغ المغرب" الموعودة التي وعد بها والي جهة الشرق/ عامل وجدة أنكاد. وعود وآمال سرعان ما اصطدمت بواقع لتهيئة لم ترق العديد من المتتبعين( تغييرات في تصاميم بعض الساحات عوض تصاميمها الأصلية، أو التي كانت ستقام، وأخرى لم ترق إلى المستوى الجمالي الموعود، والتخبط الذي لزم بعض النافورات التي شملها التأهيل لعدة مرات، إلى غير ذلك من الانتقادات الموجهة لبرنامج التهيئة). بعض الساحات التي هيئت، تحولت في غضون أشهر من تهيئتها إلى وكر للمتشردين والسكارى، نتيجة إنعدام الحراسة فيها، وأخرى كأنها لم تهيأ أبدا بسبب إنعدام النظافة، وتكسر" الزليج" بها. إنه واقع يتعايش معه المواطنون بالمدينة بشكل يومي، ولم يعد خافيا على أحد. برنامج تهيئة باب سيدي عبد الوهاب، المشروع / الحلم الذي قال فيه والي الجهة الشرقية " في رأيي هذا المشروع سيكون من أهم وأكبر وأجمل مشروع في مدينة وجدة؛ لأنها كما قلت سابقا لديها حمولة تاريخية، ولابد من إبرازها، وقد حاولنا ذلك بتحسين وإعادة بناء أسوار المدينة، أو جزء كبير منها، وعبر فتح ساحة باب الغربي التي كانت مع الأسف مخنوقة بوجود كشك، وبعض الأشياء التي لاتساعدها على إبراز ما تجسده الباب من دلالات تاريخية وتراثية للمدينة". إنه أكبر وأجمل مشروع على الإطلاق ستعرفه المدينة حسب الوالي.. وفي الحقيقة، أشاركه الرأي بأن هذا المشروع عبارة عن حلم وردي جميل، ويحمل أكثر من دلالة، لكن إلى متى السيد الوالي المحترم؟ منذ ما يزيد عن 3 سنوات ونحن نسمع ونقرأ عن تهيئة باب سيدي عبد الوهاب. لا شك أن المواطنين بدأوا يسأموا من طول الانتظار، ومن تراكم المشاكل والفوضى التي تتسببها العشوائية التجارية بمحيط باب سيدي عبد الوهاب، بل حتى هؤلاء التجار يعيشون حالة من الترقب المصاحب للتوجس، فالكثير منهم ما زال لم يتقبل فكرة انتقاله من مكانه إلى حيث يتم تشييد المراكز التجارية الجديدة، وإن كنت من الذين يساندون هذا" الترحيل" خدمة لجمالية المدينة، فإني أعتبر بأن هذا التماطل الذي لحق تنفيذ المشروع، يوفر المبرر لهؤلاء التجار للتشكيك في مصداقية المشروع. والي الجهة يعترف بأن" الأسواق المتمركزة اليوم بعين المكان بطريقة عشوائية، هي مدن من القصدير، لابد من إزالتها في أقرب وقت( التصريح الصحفي منذ سنة ونصف تقريبا) ممكن، حيث لا يمكن أن يخطط الإنسان لمدينة وجدة، دون تخفيف العبء عن ذلك المكان التاريخي، ودون أن يهيكل تلك الأسواق، ولذلك فمشروع تهيئة ذلك الفضاء، هو مشروع قوي تفوق كلفته 130 مليون درهم. إذاً، الإسراع في عملية التهيئة، أمر لابد منه، وفي أقرب وقت، وحتى لو تجاوزنا الاعتبارات التي تحدث عنها والي الجهة، فهناك اعتبار مهم يجب على الوالي ان يستحضره كفاعل في اقتصاد المدينة، إنه العامل السياحي.. فخلال الصيف المنصرم، عرفت المدينة توافدا ملحوظا للسياح، ولا أعتقد أن السيد الوالي كان غافلا على المسارات التي كان يسلكها هؤلاء السياح الذين قدموا من شتى أرجاء أوربا خلال تجوالهم بمركز المدينة، ولا أعتقد بأن الحالة التي يعيش عليها باب سيدي عبد الوهاب، هي حالة ملائمة لزيارات السياح الأجانب... فما الذي سيستهوي السائح أمام واقع الموقع حاليا؟.. هل هي أسواره التي لا ترى بسبب المحلات التجارية القصديرية، أم هذه المحلات نفسها التي يزاحمهم فيها اللصوص؟