نجحت عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة بني ادرار الحدودية الواقعة على بعد 21 كلم شمال مدينة وجدة، حوالي الساعة السابعة والنصف من صباح يوم الأحد 15 يناير 2015، في اعتقال مواطن جزائري ينتمي لتنظيم جند الخلافة الإرهابي، تسلل إلى التراب المغربي من منطقة" جوج بغال" الحدودية، ودخل مقهى النسيم المسماة" الدغموس" ببني درار ليتناول فطور الصباح، غير أن يقظة أعوان المنطقة الحدودية، والتحريات التي تقودها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كانت له بالمرصاد، فباغتته عناصر أمنية، وأحاطت به داخل المقهى، وأخضعته بها لاستنطاق وتحقيق داما قرابة ساعة ونصف، بتدخل عناصر من الشرطة العلمية والتقنية، انتزعت منه اعترافات، تمّ بناء عليها تحديد هويته الإرهابية، واقتيد بعد هذه التحقيقات الأولية إلى غابة الكربوز( الكربوز عبارة عن منعرجات طرقية جبلية تربط بين مدينة بني درار ومدينة أحفير تشق فضاء غابيا)، وبالغابة دلّ الإرهابي الموقوف عناصر الأمن على مخبإ به نوع من الأسلحة، وكميات من مواد متفجرة، ورسم بياني، ثم أجهزة مواصلات... وحسب أخبار مسربة، فالجزائري المعتقل كان برفقته شخص آخر يجري البحث عنه بناء على تمشيط للمنطقة تتداخل فيه جهات مختلفة لمكافحة الإرهاب. ارتباطا بالموضوع، ورغم أن مدينة بني درار حدودية، ومن دواويرها دوار الشراكة الذي هو أقرب دوار حدودي محاذ لدوار البخّاتة الجزائري، إذ يقع على" الشَّرْطَه"، أي على الخط الفاصل بين الترابين المغربي والجزائري، بمعنى أنهما دواران متقابلان على بعد أقل من 10 أمتار، فهي أيْ بني درار مدينة لا يوجد فيها مركز أمني، ولا أثر لرجال الأمن بها، وحسب مصدر جمعوي، فالسبب أن رئاسة البلدية، ومستشاريها، يرفضون ذلك لأنهم ينصاعون لأوامر وتهديدات المهربين الذي يصرون على أن تبقى المدينة فارغة من البوليس تجنبا للمضايقة والمتابعة، ولأنهم أيضا أوراق انتخابية مؤثرة قويا... مع الإشارة يضيف المصدر الجمعوي أن ممثلين للمجتمع المدني طلبوا من والي الجهة الشرقية الارتقاء بالمدينة إلى وسط حضري، وإحداث مركز أو مفوضية شرطة بها، فأحالهم على رئيس الجماعة القروية ليدرج المطلب للمصادقة ضمن إحدى دوراته، إلا أن ضغط المهربين يبقى هو المتحكم... نسجل كذلك أن من بين العناصر ذات الدور الخطير بهاته المنطقة الحدودية، هم أعوان المراقبة الحدودية الذين لا تفوتهم أبسط الماجريات على الحدود، غير أن وسائل عملهم كما صرح للجريدة أحد المتتبعين من أبناء المدينة تبقى جد ضعيفة، لا تساير حجم الأهداف الأمنية التي يصر المغرب على تحقيقها، ولهذا وجب دعمهم بما يتيح لهم القيام بمهامهم بالشكل الأنجع... الحدود الشرقية: محمد عثماني