إنشاء نواة للفوتوغرافيين العرب بوجدة عبد القادر كترة " أخذت إدارة المهرجان على عاتقها مسؤولية ثقافة نشر الصورة وتمكين الجمهور من الأدوات الضرورية لتؤويل ونقد الصورة وتجنب الآثار الجانبية لهذا السلاح ذي الحدّين، كما أخذ على عاتقه كذلك أن يتخذ موضع قدم بين المهرجانات العملاقة التي تولد بإمكانيات ضخمة"يقول باهي رحال مدير المهرجان الدولي للفن الفوتوغرافي في الكلمة الإختتامية للمهرجان. وأرجع نجاح هذا المهرجان إلى الفنانين المغاربة المحليين والوطنيين والدوليين وإلى مشاركتهم بشكل مباشر في تدبير شؤون المهرجان، وبقيامهم بالدعاية له عبر وسائل الإعلام الوطنية والدولية. واختتمت مساء يوم الأحد 24 ماي الجاري فعاليات هذا المهرجان الدولي الأول للفن الفوتوغرافي الذي أقيم تحت شعار "الصورة بين المعلومة والإثارة" بمدينة وجدة بمشاركة 150 فنانا فوتوغرافيا عارضا يمثلون 20 دولة من ربع قارات، من العالم العربي (تونس وليبيا ومصر والسعودية والبحيرين والإمارات والعراق سوريا والأردن وفلسطين) ومن إفريقيا (السينغال والكامرون) ومن آسيا (اليابان) وأوربا (بلجيكافرنسا وأنجلتيرا وصيربيا) وأميركا (غواتيمالا والأرجنتين)، ب300 عرض فني وحضور 50 فنانا. وتُوّج المهرجان بتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية على مختلف الفنانين المشاركين،جائزة أحسن صورة فوتوغرافية تاريخية أصيلة لمدينة وجدة، وأحسن صورة صحفية وأحسن صورة فنية. وحول أهداف جمعية فوتوغرافيار بالرباط المشرفة على المهرجان يقول حميد أنوار رئيس الجمعية "من بين أهداف الجمعية هو المساهمة في الحقل الثقافي بالدفع به إلى الأمام وبالخصوص بكل ما يتعلق بالصورة، لأن الثقافة في المغرب ينقصها الجانب المرئي، وهذا هو كذلك دور هذا المهرجان ". وأشار الفنان الفوتوغرافي الفرنسي باتريس لوبون إلى أن حضوره في هذا المهرجان جاء لتنشيط إحدى الورشات في كيفية تسيير رواق للفنون،وتقديم الجديد للمساهمة في تطوير الصورة الفوتوغرافية بالمغرب خاصة على المستوى التجاري، وفتح أسواق للصورة الفوتوغرافية. واحتضنت الفضاءات الفنية بالمدينة الألفية برواق الفنون المعاصرة ورواق الفنون بالمدينة العتيقة وقاعات العروض والمحاضرات ببعض المؤسسات الثقافية والساحات العمومية وجامعة محمد الأول والمعهد الفرنسي بالجهة الشرقية ومؤسسة مولاي سليمان للمدن العتيقة، ما بين 21 و24 ماي الجاري، العديد من الأنشطة تمثلت في إقامة معارض للصور الفوتوغرافية ومحترفات فنية وندوات تمحوت حول مواضيع "قوانين الصورة، والحق في الصورة والحق في الإعلام والحق في الصورة أمام المحمكة الأوروبية لحقوق الإنسان" و"الصورة المتسامية" و"أهمية الصورة ودورها في مجال الإعلام"، نشطها عدد من الفنانين والباحثين في المجال الفني الفوتوغرافي، إضافة إلى عروض ليلية على الشاشات العمومية بساحات المدينة وجولات سياحية للتصوير داخل المدينة القديمة بوجدة وزيارة لواحة كافايت بإقليم جرادة... ووعد سمير بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة بإصدار كتاب فني باسم مدينة وجدة يضم جميع الصور التي تم عرضها خلال المهرجان إضافة إلى صور المدينة الألفية، وأعلن عن ترسيم تنظيم المهرجان كل سنتين بصفة دائمة، وإنجاز رواق دائم للعرض تابع للمركز. ونظمت هذه التظاهرة الفنية، وهي الأولى من نوعها بمدينة وجدة، والتي أشرفت عليها جمعية فوتوغرافيار للفوتوغرافيين المغاربة، بشراكة مع كل من مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة وبمساهمة وزارة الثقافة وولاية الجهة الشرقية والمعهد الفرنسي للجهة الشرقية، والتي حددت أهدافها في نشر ثقافة الصورة عند جمهور الجهة الشرقية، ومواكبة مجهود التنمية البشرية الذي تنخرط فيها الجهة الشرقية في إطار المبادرة الوطنية، وإبراز المقومات السياحية والثقافية للمنطقة من خلال الصورة الفوتوغرافية. كما يتوخى المهرجان المساهمة في التربية الجمالية والرقي بالذوق عند الجمهور واستغلال التصوير كوسيلة لتحسيس الجمهور بأهمية الحفاظ على البيئة بالجهة الشرقية وتيسير تقنيات التصوير الفتوغرافي للجمهور وخلق فضاء لتبادل الخبرات بين المجموعات المختلفة للفوتوغرافيين من أقطار العالم وخلق فضاء للتسامح والتفاهم المتبادل بين فنانين فوتوغرافيين ذوي خلفيات ثقافية مختلفة. ومن جهة أخرى، خرج المهرجان بتوصيات أهمها إنشاء نواة للفوتوغرافيين العرب بمقر مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة،ووضع ميثاق جماعي يضبط أخلاقيات الممارسة الفوتوغرافية والتي تحترم حرية التعبير ولا تخدش الحميميات والخصوصيات بالإضافة إلى الإنتاج الأكاديمي والإعلامي والتربوي على مختلف مستوى الأصعدة والوسائط .