يتم عرض سلسلة "الدبو" أو العودة ليلا إلى مسرح الجريمة البريئة للفوتوغرافي رحال باهي، هذا الشهر ولأول مرّة في فضاء مقهى ميموزة التي تحولت إلى رواق فني جميل، بدعوة من شقيق صاحبها الفنان الفوتوغرافي أحمد أمين، مباشرة بعد اختتما بعد معرض رسمي في رواق الفنون نظم تحت إشراف المديرية الجهوية لوزارة الثقافة وجمعية جذور. " إن الفضاء جميل ويمنح المتلقي أو المشاهد فرصة التمتع باللوحات الفنية والصورة الجميلة المعروضة أمامه وهو يرشف فنجان قهوته ويتحدث مع جليسه بعيدا عن رسميات وبروتوكول المعارض..."، يقول الأستاذ الفنان الفوتوغرافي باهي رحال والذي هو في نفس الوقت مدير المهرجان الدولي للفن الفوتوغرافي، قبل أن يضيف أن وضع المتلقي يسمح له بمناقشة المنتوج الفني المعروض أمام أعينه بكل عفوية وتلقائية وبإدلاء بآرائه لجلسائه، كما تصبح اللوحات الصور الفنية المؤثثة لفضائه جزءا من المشهد الذي اعتاد على ارتياده. حول معرض صوره ، يرى الفنان باهي رحال بما أن "الصورة يجب أن تحكي قصة" فالمعرض يحكي قصة مكان أو مسرح طفولة على الشاطئ الصخري لحي يعقوب المنصور بالرباط، ومسارح الطفولة في جميع مناطق المغرب لا تختلف، اللهم في طبيعة المكان، فتبرزعلامات استفهام حول عوالم الأطفال بين البيت والمدرسة في الاحياء الشعبية، الأماكن التي يأوون اليها للعب، هذا اللعب الذي لا يكون دائما ببراءة الاطفال. "الصور ليلية، بدون فلاش، سرعة الغالق أكثر من عشر ثواني مع رفع الحساسية للحصول على ثأثير الضجيج والمراد به النقط الملونة التي تضعف وضوح الصورة، لكنها تغني الواجهة التشكيلية للصورة والعتمة هنا قد لا تعني دائما نظرة قاتمة إلى الاشياء، لكنها ترمز الى الضابية والغموض الذي يلف مجريات الاشياء"، يوضح رحال حول ما يمكن أن يعبر به الصورة وتنطق به. ويعتبر الفنان الصورة رسالة، والرسالة لا جدوى منها إن لم تصل إلى المرسلة اليهم، وأن ممارسة فن القرب تسهل تمرير الرسالة لنشرالثقافة التشكيلية عامة وثقافة الصورة على الخصوص، "الصورة في أيامنا هذه، تعتبر عجل العصرالذي ليس له خوار". نشر ثقافة الصورة أصبح حاجة ملحة من أجل استهلاك رشيد لهذا الكم الهائل من الصور التي تعتدي علينا أينما ولينا وجوهنا، فأصبحنا نعيش وسط تلوث بصري يتعدى الحواس ليخاطب فينا الوعي واللاوعي، فتصبح الصورة هي الآمر والناهي ومن يمتلكها يمتلك اليد الناعمة واليد المبطشة على حد سواء. وواعتبر الفنان باهي رحال أن نشر الثقافة البصرية، يجب أن يكون أحد هموم المؤسسات الرسمية والأهلية، يجب تمكين الافراد من ادوات قراءة الصورة، ليكتسب مناعة قد تقيه من كل اعتداء بصري. "بهذه السلسة من الصورالفوتوغرافية الفنية يدغدغ الفنان رحال أحلامه الطفولية، ويبدع صورا رائعة...، هو الذي غزا الموقع منذ سنوات، لم يكن يشك أبدا في أن يعود إلى الأمكنة غازيا...وكأمير صغير، يحضر لغروب الشمس وينتظر بزوغ النجوم، ويحصي السحب ويتحدث إلى الرياح...كان باهي رحال يتمنى لقاء أصدقاء الطفولة، لكن يحييهم ويبدع لهم بآلته صورا خالدة على قدر عظمة الفنان..." تقول الفنانة الفوتوغرافية فوزية علمي في شهادة لها تجاه النفان باهي رحال،" شكرا باهي على هذه السانفونية، ستعزف دائما ودائما ما دامت النجوم تلمع...". يذكر أن الفنان باهي رحال ترأس إدارة فعاليات المهرجان الدولي الأول للفن الفوتوغرافي الذي أقيم، شهر ماي 2009، تحت شعار "الصورة بين المعلومة والإثارة" بمدينة وجدة بمشاركة 150 فنانا فوتوغرافيا عارضا يمثلون 20 دولة من ربع قارات، من العالم العربي (تونس وليبيا ومصر والسعودية والبحيرين والإمارات والعراق سوريا والأردن وفلسطين) ومن إفريقيا (السينغال والكامرون) ومن آسيا (اليابان) وأوربا (بلجيكافرنسا وأنجلتيرا وصيربيا) وأميركا (غواتيمالا والأرجنتين)، ب300 عرض فني وحضور 50 فنانا.