انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 6 أكتوبر الجاري، فعاليات الدورة الثانية لقمة "عين على الأرض 2015، تحت شعار "قرارات واعية من أجل تحقيق التنمية المستدامة"، بفندق سانت ريجيس بجزيرة السعديات في ابوظبي، تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة . ويسعى رؤساء المنظمات الشريكة في تحالف القمة، التي تستمر على مدى ثلاثة أيام، إلى تفعيل الحوار وقيادة الجهود الدولية للمساعدة على تجاوز التحديات المرتبطة بالبيانات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة. وتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه الحكومات والتكنولوجيا والمجتمع العلمي ومشاركة المواطنين في تحسين سبل الوصول إلى البيانات النوعية حول وضع الموارد في العالم. وقالت سعادة رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة- أبوظبي "إن التوافق العالمي هذا العام حول مجموعة من الالتزامات الرئيسية للحكومات بشأن التنمية المستدامة وضعت أمامنا تركيزا واضحا يتمحور حول الحاجة الى بيانات ومعلومات شفافة ودقيقة وآنية حول حالة الموارد في العالم" مضيفة في كلمة افتتاحية "أنها القمة الدولية الأولى التي تنعقد بعد إطلاق الأممالمتحدة لأهداف التنمية المستدامة ستصبح قمة "عين على الأرض 2015" الحدث الأبرز في العالم والمتخصص بتحديد الحلول لإتاحة الوصول إلى البيانات البيئية والاجتماعية والاقتصادية ومشاركتها على نطاق واسع." وأوضحت رزان الخليفة أن تزويد صانعي القرار بالبيانات والمعلومات الضرورية لتمكينهم من اتخاذ القرارات بصورة واعية يعتبر أمراً هاماً جداً لبلوغ أجندة التنمية لما بعد 2015 وبالتالي حماية مستقبل الكوكب بل والبشرية بأكملها ونأمل في أن تسمح لنا القمة بوضع خارطة الطريق المناسبة لتحقيق تلك الأهداف التي تشملها أجندة العمل". وقال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أن انعقاد هذه القمة يأتي في وقت بالغ الأهمية بالنسبة لخطة وجدول أعمال التنمية المستدامة ، حيث شهد الشهر الماضي الانطلاقة الرسمية لهذه الخطة خلال اجتماعات الأممالمتحدة في نيويورك التي ستحدد المسارات المستقبلية للسنوات ال 15 المقبلة. وأضاف قرقاش أنه من حق كافة شعوب العالم تأمين أبسط احتياجاتهم من الغذاء والمياه النظيفة وتوفير المأوى والمسكن الآمن والطموح إلى تحصيل ما يكفيهم من الدخل لإعالة ومساعدة أسرهم. من جهته قال أكيم شتاينر – المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، أنه "إذا كانت البيانات النوعية الجيدة تدعم اتخاذ القرارات بصورة أفضل، فإن البيانات المفتوحة تدعم مجالات التعاون بشكل أفضل، ونحن بحاجة إلى إلى كلا النوعين من البيانات لمواجهة التحديات المتعلقة ببناء مستقبل مستدام لكوكبنا وشعوبنا، وسيصبح بالإمكان اتخاذ القرارات والاختيارات بوعي أكبر على كافة المستويات وبما يدعم أهداف التنمية المستدامة". وأضاف البرازيلي أكيم شتاينر أننا نخسر تدريجيا البيئة التي من المفروض أن نحميها من خلال مراجعة الهيكلة الاقتصادية العالمية و أنه من المتوقع " أن تحفز قمة عين على الأرض 2015 المزيد من الجهود الدولية لإحداث تغيير جذري في الطريقة التي نقوم من خلالها بجمع البيانات والمعلومات والوصول إليها ومشاركتها واستخدامها لأغراض التنمية المستدامة، فالعالم محبط وعلينا أن نأتي بالحلول وليس فقط رصد المشاكل في أنظمتنا الاجتماعية والاقتصادية". وناشد أكيم قادة البيئة في الجلسة الافتتاحية للعمل على التلاقي والتوحيد وتشارك الموارد والبيانات معتبرا "أن أفضل طريقة للحلم أن نستيقظ من الحلم". وفي اختتام الجلسة الافتتاحية أشار الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه بالإمارات العربية المتحدة، أن هذه الدورة "ستستكمل وتعزز ما بدأناه قبل أربع سنوات ، وكونها تأتي مباشرة بعد اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لخطة التنمية لما بعد 2015 بأهدافها السبعة عشر." وأضاف الوزير الذي شارك في التوقيع على الإعلان الختامي لقمة عين على الأرض في عام 2011، "أن البيانات تشكل ركيزة أساسية في عمليات الرصد والاستعراض الدورية لقياس التقدم المحرز اتجاه الأهداف" مؤكدا أن هناك حاجة لوجود بيانات جيدة موثقة مصنفة يمكن الحصول عليها في الوقت المناسب لتساعد في قياس التقدم المحرز وتكفل استفادة شاملة. وسيتضمن برنامج القمة إطلاق العديد من المشاريع الرئيسية تحت مظلة "عين على الأرض" ويشمل ذلك مجالات التركيز الرئيسية للمبادرات الخاصة من حيث المساواة في الوصول إلى البيانات والشبكات المرتبطة والتعليم والتنوع البيولوجي واستدامة ومرونة المجتمعات وإدارة الكوارث وأمن المياه والمحيطات والكربون الأزرق. وتتضمن المواضيع الرئيسية للقمة: صعوبات مشاركة البيانات والمعلومات عبر البلدان والأقاليم وممانعة الحكومات وبعض المؤسسات من جعل البيانات مفتوحة ومتاحة على نطاق واسع ومدى استجابة القطاع الخاص إلى الالتزامات التجارية بالإضافة إلى الحاجة إلى البيانات لدعم المجتمعات المحلية تحت الاضطرابات. جدير بالذكر أن هيئة البيئة- أبوظبي الجهة التنظيمية البيئية في إدارة أبوظبي شريكاً مؤسساً لتحالف "عين على الأرض" ويشارك بالقمة قادة الفكر في مجال الاستدامة وأعضاء منظمة الأممالمتحدة وخبراء عالميون في ميدان البيئة والمعلومات. وتمثّل قمة "عين على الأرض 2015" أول ملتقى دولي للشركاء المعنيين بالاستدامة من أجل متابعة اعتماد الأهداف العالمية للتنمية المستدامة من قبل رؤساء الدول الأعضاء في الأمم المتحد.