قال أكيم شتاينر المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة ، في لقاء مع جريدة الاتحاد الاشتراكي بمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية بمراكش في الفترة الممتدة ما بين 9 و 14 يونيو 2013 ، إن انتقال العالم من القرى إلى المدن يفرض تقوية أنظمة من الاستدامة تسمح بالحفاظ على الموارد ، و تُؤمن لسكان القرى حظوظا متساوية في الاستفادة من التنمية، وتبني ثقافة التضامن الذي يصبح يوما بعد يوم ضرورة بفعل ثقل نتائج الاختلالات البيئية و التغيرات المناخية . وأعطى أكيم ستاينر مثالا على ذلك بمشكل المياه، الذي سيصبح مبعث قلق بعد عشرين سنة لأزيد من 33 بالمائة من ساكنة العالم . وهو يحتم رفع درجة الوعي بخطورة استنزاف الموارد المائية، وتجاوز نموذج الإنتاج والاستهلاك الذي اعتمده العالم في القرن العشرين . وفي إجابته عن سؤال طرحته عليه الاتحاد الاشتراكي حول ما إذا كانت أزمة البيئة، أزمة تربية، أم أزمة قرار سياسي ، بحكم أن التلوث وعدم الاكتراث بالإضرار بالبيئة ناجم عن سياسات الدول وضعفها الواضح أمام الشركات الكبرى ، قال شتاينر إن تحقيق الانتقال الإيكولوجي ، يستدعي بالدرجة الأولى تغيير المنظور السياسي الذي حكم القرن العشرين ، لأن الرؤية السياسية يكون فيها الهاجس الاقتصادي هو المهيمن . و هو هاجس يقدس نسبة النمو ، و يسعى إلى التنافسية مهما كلف ذلك من دمار للبيئة و مصالح الشعوب ، بل إن الأرقام الاقتصادية لا تعترف بخدمات الطبيعة . لذلك يلح شتاينر على ضرورة ، اعتماد اقتصاد أخضر برؤية تعترف بالدور الحاسم للطبيعة في كل عملية تنمية ، و فهم أن الطبيعة تشكل بينية تحتية أساسية أهم من البنى الأخرى كالطرق والمطارات والموانئ . وكما يجتهد المسيرون في تطوير هذه البنى ، عليهم الاجتهاد في التزام مسؤول بحماية البنية التحتية الأم، التي هي الطبيعة وتوازناتها. وبخصوص دور التربية البيئة، في الانتقال الإيكولوجي، أوضح شتاينر في لقائه مع جريدة الاتحاد الاشتراكي، أن الأهم هو تمكين المواطنين معرفيا ، ليمتلكوا تصورا حول طبيعة المشاكل البيئية والتهديدات التي تواجهها، مبينا أن عددا كبيرا من سكان العالم يتصرفون بشكل سيء مع البيئة ، لأنهم لا يمتلكون معرفة حولها ، وهذا هو دور التربية البيئية التي ينبغي أن تمكن مواطني العالم من فهم المشكل البيئي ، في مختلف مستوياته ( الماء ، الطاقة ، النفايات ، التنوع البيولوجي ، التغيرات المناخية ..) لإشراكهم في البحث عن الحلول مع تأكيده أن حل مشكل البيئة، الذي ينبغي فهم أنه حتمية، لن يكتب استمرار للإنسانية من دونه ، يتم على مستوى المسؤولية الفردية التي تتحمل الانخراط في حماية البيئة كواجب والتزام ، ويمتد على المستوى الكوني في إطار تضامن عالمي بين أفراد الأسرة الإنسانية . وكان أكيم شتاينر قد حضر إلى جانب أزيد من 1200 مشارك ، أشغال المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية بمراكش ، والذي تمحورت تيمته الاساسية حول الانسجام بين المدن والقرى ، وتفرعت محاوره حول مجموعة من القضايا كالتربية البيئية والانتقال الإيكولوجي، وتفاعل المعارف العلمية في سبيل تربية بيئية ، وغيرها .