انطلقت مساء الأحد 9 يونيو 2013 بمراكش أشغال المؤتمر العالمي السابع للتربية على البيئة ، الذي تنظمه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وتميزت الجلسة الافتتاحية بالرسالة التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في المؤتمر ، و التي تلتها الأميرة للاحسناء بحضور أزيد من 1200 مشارك يمثلون 108 دولة ، انطلقت مساء الأحد 9 يونيو 2013 بمراكش أشغال المؤتمر العالمي السابع للتربية على البيئة ، الذي تنظمه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وتميزت الجلسة الافتتاحية بالرسالة التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في المؤتمر ، و التي تلتها الأميرة للاحسناء، وأكد فيها أن المملكة المغربية واعية كل الوعي، بكون تحقيق نمو اقتصادي قوي ومطرد في إطار تنمية اجتماعية متوازنة، يقتضي انتهاج سياسة إرادية للمحافظة على البيئة. وأوضح جلالته أن الانتقال نحو التنمية المستدامة يقتضي بالأساس تحولا جذريا في أساليب ومناهج تفكيرنا وعملنا ،مؤكدا أن تفعيل دور التربية والتوعية يظل عماد النهج القويم لإنجاح الانتقال الضروري، نحو الاقتصاد الأخضر والمتضامن، والمحترم للأنظمة الإيكولوجية الطبيعية . وبخصوص موضوع المؤتمر ، و المتمثل في «التربية على البيئة والرهانات من أجل انسجام أفضل بين المدن والقرى»، أوضح جلالته أنه يكتسي راهنية خاصة، لكونه يطرح إشكالية متعددة الأبعاد بالغة الأهمية، تندرج في صلب التنمية المستدامة، وبخاصة في الدول النامية. فتحقيق الانسجام بين المدن والقرى، يقتضي بالضرورة، التحكم في مسألة الهجرة القروية نحو الحواضر، وكذلك العمل على الحد من ظاهرة تصحر البوادي بسبب التأثير السلبي للتغيرات المناخية وقال جلالته: «في هذا الصدد، فأنتم، حضرات السيدات والسادة المشاركين، مدعوون لتوجيه نداء صريح من مراكش، للحث على المزيد من انخراط السلطات العمومية والهيئات المتخصصة والجهات الممولة، بل وللدعوة إلى ابتكار الوسائل الكفيلة بالإفادة من التجارب المتميزة، وإشاعة مبادئ الحكامة والمسؤولية في هذا المجال، خدمة للدول التي هي في حاجة ماسة لذلك». ومن جهته أكد ماريو سالموني الكاتب العام للمؤتمر العالمي للتربية البيئية ، في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، على أن البشرية توجد اليوم أمام تحد كبير من أجل ضمان تنمية عادلة ومستدامة . فالبشرية لها الحق في تربية من أجل الجميع ، وفي مجتمع ديمقراطي يضمن الحرية والمساواة . وأضاف ماريو سلموني أن المجتمع الإنساني اليوم مطالب برفع التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية وحماية المواد الطبيعية ، ومكافحة أضرار التغير البيئي ، وحماية التنوع البيولوجي ، والحد من امتداد وتوسع المدن على حساب التوازن المطلوب ، لضمان استمرار عيش الإنسانية في ظل بيئة سليمة . ومن جانبها ألحت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إرينا بوكوفا على أهمية التربية على التنمية المستدامة ، في إحداث التغيير المنشود، موضحة أن الأزمة التي تعيشها مجموعة من البلدان وتعانيها عدة فئات بقساوة ، تشير إلى طريقة في الانتاج والاستهلاك اعتمدت كنموذج في القرن الماضي قد وصلت إلى نهايتها، وأن هناك تغييرا هيكليا في هذه الطريقة، وليس على الإنسانية سوى أن تفهم الدرس جيدا ، لإحداث التغيير المطلوب لبناء عالم أكثر عدالة ومساواة . وقال عبد العزيز عثمان التويجري المدير العام لمنظمة الإسيسكو أن التربية هي رافعة النمو المتوازن في كل المجالات، وفي مقدمتها المجال البيئي ، مشددا على ضرورة تحقيق انسجام متناغم بين المدن والقرى . وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية بمراكش ، نبه أكيم شتاينر المدير التنفيذي للبرنامج الأممي للبيئة ،إلى أن القرن العشرين ضحى بالكثير من الأمور في سبيل أمور أخرى ، وقدس النمو السريع غير المعقلن على حساب التنمية المستدامة التي تحترم حق الأجيال المقبلة في الموارد الطبيعية ، ومحيط سليم للعيش . أما يان إيريكسن رئيس المؤسسة الدولية للتربية البيئية، فشدد على أهمية طرح سؤال تعميم التربية على البيئة، ودورها في خلق مجتمع يحترم البيئة، ويملك تصورا واضحا عما ينبغي فعله من أجل حمايتها على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مبرزا أن حماية البيئة تحتاج إلى ثقافة بيئية تحكم المواطنين في اختياراتهم وتصرفاتهم اليومية . وعرفت الجلسة الافتتاحية تقديم عرض فني مبهر، كثف إشكالية الدورة السابعة من المؤتمر العالمي للتربية البيئية، في لوحات فنية جمعت بين الكورغرافيا والموسيقى والغرافيزم ، شارك فيه عدد من الأطفال والشباب والفنانين المعروفين . ومزج العرض الذي أبهر بجماليته وإتقانه، الجمهور الذي اكتظت به القاعة الكبرى لقصر المؤتمرات بمراكش، بين ثقافات متعددة على مستوى الموسيقى واللوحات الراقصة العروض التشخيصية . وينظم المؤتمر العالمي للتربية على البيئة في دورته السابعة بمراكش ، في انسجام مع مبادئ احترام البيئة وهي :» بدون كربون وبدون نفايات مضرة بالبيئة والاعتماد على المواد المحلية في التغذية .» ويشارك فيه أزيد من 1200 خبير ومهتم بالبيئة من 108 بلدان من مختلف أنحاء المعمور ، وأزيد من ثمانين جمعية من داخل المغرب و خارجه ، وتقدم خلاله العشرات من المداخلات العلمية، وأزيد من 20 ورشة وأنشطة موازية أخرى .