"عمر بنجلون.. شهيد الرأي" هكذا أراد المخرج المغربي عز العرب العلوي تسمية فيلمه الوثائقي الجديد، الذي يضع عليه اللمسات الأخيرة من أجل بثه على قناة الجزيرة الوثائقية نهاية السنة المقبلة. الفيلم الذي تكلفت القناة نفسها بإنتاجه يسلط الضوء من جديد على قضية عمر بنجلون الذي تم اغتياله سنة 1975، تبحر بنا دقائقه في تسلسل كرونولوجي يمر بنا من مكان ولادته لينتهي بقتله ليتناول كذلك أطوار المحاكمة المعروفة في قضية الاتحادي والمحامي والنقابي سنة 1981. وذكر مخرج الفيلم لبعض وسائل الإعلام بأنه واجه صعوبات جمة رفقة طاقمه أثناء تصويره للعمل الوثائقي الذي يعتبر تحقيقاً يضخ معلومات جديدة في جسد القضية الشهيرة، صعوبات جعلت مجموعة من شخصيات الفيلم تتراجع عن قرار إعطاء معلومات جديدة تهم القضية، وخصوصاً بعض رفاق طفولة بنجلون بمسقط رأسه بني مطهر نواحي جرادة شرق المغرب. ومن بين الشخصيات التي ستظهر في الفيلم، القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية محمد اليازغي، والمحامي النقيب عبد الرحمان بنعمرو، كما أخ بطل القصة أحمد بنجلون، بالإضافة إلى شخصيات أخرى وافقت على توثيق ما سيأتي به الفيلم، هذا إلا أن بعض الشخصيات أبدت تخوفها من إعطاء شهادتها لحساسية القضية، ورغم اتصال مخرج الفيلم بها بكل الوسائل الممكنة. وكان عمر بنجلون قد قتل في دسمبر 1975، وبعد مرور أقل من سنة على انتخابه في المكتب السياسي لحزب الوردة في يناير من نفس السنة أمام مقر سكناه، اغتيال اشتبه في تنظيمه أعضاء الشبيبة الإسلامية، وتم التحقيق فيه رفقة عدة أطراف في قضية زعزعة الرأي العام أثنائها.