افتتحت صباح اليوم الثلاثاء في المقر الدائم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- بالرباط، أعمال الملتقى العلمي الدولي حول (أثر الإرهاب على الأمن والسلم الدوليين)، الذي يعقده اتحاد جامعات العالم الإسلامي بالتعاون بين الإيسيسكو وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية . وعا الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى قيام تحالف دولي، ليس على المستويين الأمني والعسكري فحسب، بل على المستويات الفكرية والثقافية والعلمية والإعلامية التي تشمل الخطاب الثقافي والديني بصورة عامة، وذلك لمواجهة الخطورة المتزايدة لظاهرة الإرهاب، وقال إنه أصبح لزامًا على المجتمع الدولي بكل مكوناته، من هيئات وحكومات ومنظمات ومجتمع مدني، تكثيفُ الجهود للتصدي للإرهاب بكل حزم وشجاعة وإحساس عميق بالمسؤولية. وأكد على أن هذا الملتقى هو من صميم القضايا التي تحظى باهتمام بالغ من قبل المجتمع الدولي في المرحلة الحالية، في ظل ما يشهده العالم اليوم من عدم الاستقرار بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب بكل أشكاله، الذي أصبح يهدد الأمن والسلم الدوليين، والذي تمارسه بعض الدول الإستعمارية، كإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وكالجماعات المتشددة والمنحرفة من المسلمين ومن غيرهم من أتباع الأديان الأخرى في مناطق متعددة في العالم». وأضاف قائلا ً : «إن من المحزن والمؤلم أن يكون الإرهاب المسيطر على اهتمام العالم اليوم هو الإرهاب الذي تقوم به جماعات منحرفة خارجة عن هدي الإسلام وسنة خير الأنام ، مدعية ً الانتماء إلى الإسلام والإسلام بريء منها ومن جرائمها، والتي تتخذ من القتل بأبشع صوره، سلاحا ً لزعزعة الأمن والاستقرار، وترتكب جرائم ضد الإنسانية يحرمها الإسلام، وتجرمها القوانين الدولية». وأكد أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا علاقة له بثقافة أو دين أو شعب معين، فثقافته وعقيدته هي الغلو والتطرف ورفض الآخر وإعلان الحرب عليه. مشيرًا إلى أن التطور التكنولوجي ساعد على تفشي الإرهاب على حد كبير، حيث يتم استخدام الجماعات الإرهابية للتقنيات الحديثة، وفي شتى أرجاء العالم، للتنسيق فيما بينها، ولجلب أكبر عدد ممكن من المتعاطفين معها. موضحًا أنه رغم غياب تعريف محدد وموحد للإرهاب، فإنه يظل عملا ً عدوانيا ً وفعلا ً إجراميا ً وتخريبيا ً يتنافى مع القيم الدينية، ومع القوانين الطبيعية، ومع المبادئ الإنسانية، ويشكل خطرا ً على أمن الدول وسلامتها. وتحدث في الجلسة الافتتاحية للملتقى كل من الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، والدكتور جمعان رشيد بن رقوش، رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية. وفي ختام الجلسة أهدى الدكتور عبد العزيز التويجري، ميدالية الإيسيسكو للدكتور جمعان رشيد بن رقوش الذي أهدى بدوره للمدير العام للإيسيسكو درع الجامعة . وحضر افتتاح الملتقى عدد من المفكرين والخبراء المختصين في الدراسات الأمنية والسياسية وأطر من كبار الشخصيات يمثلون وزارات العدل والداخلية والإعلام في عدد من الدول العربية. كما حضر هذه المناسبة الدكتورة أمينة الحجري، المديرة العامة المساعدة للإيسيسكو، ومسؤولو المديريات والأقسام والخبراء واختصاصيو البرامج في الإيسيسكو، ورئيس الأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، وممثلو وسائل الإعلام المحلية و العربية والدولية. وسيتم خلال هذا الملتقى دراسة عدد من المواضيع والقضايا المتعلقة بتحديد مفهوم الإرهاب والبواعث المختلفة لانتشاره وآثاره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ووسائل المكافحة الوطنية والإقليمية والدولية، والسياسات الوطنية والإقليمية في مكافحة الإرهاب، وتقييم الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب. كما سيتم عقد مائدة مستديرة، على هامش الملتقى، حول موضوع الإرهاب من جميع جوانبه وأسبابه المحلية والإقليمية والعالمية بمشاركة نخبة من كبار المختصين والخبراء المهتمين بالموضوع