إنهم فتيات ونساء مغربيات، لهم طموحات كبيرة وآمال في عيش كريم، لكنهم لايملكون لذلك أرصدة في البنوك، وإنما يملكون انامل موهوبة، وإرادة قوية، فتجمعوا في تعاونية "النقاشة للزرابي" في مدينة سلا المجاورة للرباط العاصمة.. مشروع تنموي ذاتي انطلق ب8 نساء سنة 1992، ليصبح اليوم ملاذا لعدد من النساء البسيطات اللواتي يشتغلن على إعادة إنتاج بقايا الثوب أو الصوف في حلل باهية وساحرة. ثلاث أنواع من المنسوجات تعاونية النقاشة للزرابي تشتغل على بشكل يومي وبحضور نساء من فئات عمرية واجتماعية مختلفة، وتتركز أهم أنشطتهن ما بين: * "منسوجات بوشرويط": وهي عبارة عن سجاد تصنع من بقايا قطع الثوب –خاصة نوع النيلو- التي تستغني عنها معامل القماش. فيما سبق كانت النسوة يجمعنها من مخلفات تلك المعامل ويقمن بغسلها وتجفيفها وتصفيفها، أما اليوم ونظرا للإقبال عليها فأصبحت تباع جاهزة في محلات خاصة بحوالي 15 درهم مغربية للكيلو الواحد أي –تقريبا 1.70 دولار امريكي-، ورغم أن تلك القطع تكون بألون مختلفة فإن العاملات بتعاونية النقاشة يقمن باختيار الألوان المناسبة للأشكال المُبْدَعة، وينتج من هذه القطع إما زرابي أرضية أو حائطية للتزيين.. * "منسوجات الدُوحْ": وهي منسوجات تأخذ عدة أشكال إما سجاد أو حقيبة أو سجاد حائطي أو سجاد شاطئي، أو مجموعة متكاملة لديكورات الحمام أو حمالة للاسترخاء ... ويتم إنتاج هذه الاشكال من بقايا القماش ولكن من النوع القطني، ويقدر ثمن كيلوا قطع القماش القطني 10 دراهم مغربية –أي تقريبا 1.14 دولار أمريكي-. والفرق بين منسوجات "بوشرويط" و "الدوح هو أن هذه الأخيرة في الغالب لا يتم فيها توظيف "العقدة" وهي عبارة عن شكل تزييني . * "منسوجات الحنبل" تنتج من الصوف التقليدية التي تشترى من المعامل، ويتم قولبتها في عدة أشكال إما زرابي متعددة الاختصاصات للاستعمال الارضي أو للتزين الحائطي، أو لإنتاج حقيبة يدوية و وسادة تقليدية في أحجام وأشكال مختلفة.. مراحل الإنتاج إنتاج منسوجات النقاشة للزرابي في الغالب يمر من أربعة مراحل كبرى وهي: عملية شراء المادة الخام: والتي هي بقايا القماش التي يتم تنسيق الوانها بعد غسلها وتجفيفها ، وخيط "السْدَى" الذي يتم إعادة جمعه على شكل "كُبَّة" دائرية. عملية "المْرَمَّى" : وذلك بوضع قطع القماش المختارة بتعامد مع خيط "السدى" في آلة نسج السجادة التي تتشكل من عدة أجزاء أهمها "النِّيرَة" و "الكِّيلُو" و "المْدْرَة" و "الكْرِيكْ"... عملية "النْجِيجْ": أو النسج وفق طرز –شكل هندسي- محدد مسبقا في مرسوم أو من إبداع مخيلة العاملة، بحيث تقوم بتنسيق ألوان قطع القماش لتشكل منها مناظر تزيينة متنوعة، باستعمال "المْدْرَة" وهي آلة حديدية لها اسنان مثل المشط تساعد في تثبيت خيط الصوف مع خيط "السدى"، هذا الأخير الذي تقوم آلة "النِّيرَة" على بقائه مستقيما أثناء عملية الحياكة. عملية التقطيع والتهذيب: وهي العملية الأخيرة قبل عرض المنتوج للبيع، بحيث يتم تهذيب قطعة المنسوج في شكله النهائي باستعمال آلة الخياطة العصرية وكذا الخياطة اليدوية، كما يمكن إضافة "عْرَاوِي" –فتحات أو مكابس- لتعليق الزرابي الحائطية. عملية البيع: بعد قضاء أزيد من أسبوع أمام آلة النسج بشكل مستمر، يتم الحصول على منتوج تقليدي في شكل من تلك الأشكال التي اشرنا إليها، يتم تسويقه في الغالب في المعارض والمدارس والفنادق وبعض المناسبات الموسمية..ويتصدر الأجانب لائحة زبائن منسوجات النقاشة للزرابي.