نفى الجيش المصري وقوع هجمات إسرائيلية داخل الأراضي المصرية اليوم، في حين امتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الأنباء التي قالت إن طائرة إسرائيلية بدون طيار أغارت على مجموعة مسلحة في سيناء وقتلت خمسة منهم، في حين أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وقوع الغارة بتنسيق مع الجانب المصري. وقال الناطق باسم القوات المسلحة المصرية أحمد محمد علي مساء يوم الجمعة 9 غشت الجاري إنه لا صحة لشن أي هجمات إسرائيلية داخل الأراضي المصرية. ونفى وجود تنسيق بين الجيشين المصري والإسرائيلي بشأن ما وصفه بانفجار في سيناء لم تحدد طبيعته بعد. وكان الناطق قد ذكر في وقت سابق اليوم على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك أنه تم سماع صوت انفجارين بمنطقة العجرة (3 كلم غرب خط الحدود مع إسرائيل) بين العلامتين الدوليتين 10 و11، وذلك في الساعة 4:15 مساء اليوم (2:15 بتوقيت غرينتش) مضيفا أن عناصر القوات المسلحة تقوم بتمشيط المنطقة وأنه يتم اتخاذ كافة الإجراءات للوقوف على أبعاد الحادث. كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن خمسة "جهاديين" لقوا مصرعهم نتيجة انفجار وقع في وقت سابق اليوم بمنطقة العجرة في رفح، وذلك نتيجة تدمير منصة بدائية لإطلاق صواريخ كانت معدة لتوجيهها إلى داخل إسرائيل. تضارب أنباء ومن جهة أخرى، أكد مراسل الجزيرة في القدس وقوع غارة إسرائيلية على الجانب المصري من الحدود، كما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر أمني مصري قوله إن طائرة إسرائيلية بدون طيار أطلقت صاروخا تسبب بمقتل خمسة مسلحين وتدمير قاعدة لإطلاق الصواريخ. أما وكالة الصحافة الفرنسية فنقلت عن مسؤول أمني مصري وشهود عيان أن عددا غير معروف من المسلحين قتلوا في الغارة، كما شككت بعض الروايات في مصدرها حيث نسبتها بعض المصادر إلى الجيش المصري. وفي الأثناء، قالت وكالة "معا" الفلسطينية إن انفجارا وقع بمدينة رفح المصرية عصر اليوم قرب معبر كرم أبو سالم عند الحدود الإسرائيلية، ونسبت لمصدر عسكري مصري قوله إن طائرة إسرائيلية بدون طيار قصفت قاعدة صواريخ منصوبة منذ الليلة الماضية بمنطقة صحراوية في رفح وقتلت قرابة خمسة مسلحين على الأقل. من جهته قال رئيس تحرير مجلة الديمقراطية بشير عبد الفتاح للجزيرة إن ما جرى اليوم لم يكن الحادث الأول من نوعه، حيث سبق أن لقي عدد من المصريين مقتلهم في سيناء قبل عام على بعد كيلومتر من الحدود مع إسرائيل. وأشار إلى أن الحادث يؤكد ضرورة تعديل اتفاقية السلام والملحق الأمني الذي يعطي الكثير من الصلاحيات للجيش الإسرائيلي بينما لا يعطي للجيش المصري حق التموضع على جانبي الحدود ووضع أجهزة تنصت وبرامج إنذار مبكر. على الجانب الآخر، امتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الأنباء، كما أكدت مصادر إسرائيلية غير رسمية أن طائرة إسرائيلية استهدفت المسلحين، وهو ما أكدته أيضا مصادر صحفية أميركية من بينها فوكس نيوز وسي إن إن. وسبق أن أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وصول معلومات عن اعتزام جماعات مسلحة بسيناء البدء باستخدام سلسلة من الصواريخ المحمولة على الكتف وأنواع أخرى حصلت عليها خلال الساعات القليلة الماضية عن طريق البحر الاحمر. تنسيق مفترض وفي الشأن نفسه، قالت النسخة الإلكترونية لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي قصف سيناء بالتنسيق مع الجيش المصري، وهو ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية أيضا نقلا عن مصدر أمنى مصري لم يذكر اسمه. ومن جهتها، قالت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي إن الجيش المصري هو الذي قام بتحويل المعلومات لإسرائيل مما مكنها من تنفيذ الهجوم على "جماعة جهادية" في سيناء. وأضافت أن "سماح" وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالهجوم الإسرائيلي المفترض على سيناء جاء لإقناع المنظمات اليهودية الأميركية بالوقوف إلى جانبه ضد خصومه السياسيين المناصرين للرئيس المعزول محمد مرسي. وفي سياق متصل، نقلت هآرتس عن وكالة الأنباء الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي أغلق أمس مطار إيلات بعد استلامه تحذيرا من جهات أمنية مصرية باحتمال تعرضه لهجوم "إرهابي". وقد نقلت أسوشيتد برس عن مسؤوليْن أمنيين مصريين أنباء مماثلة تتعلق بتنسيق أمني جرى أمس بشأن احتمال تعرض المطار لهجوم مما أدى لإغلاقه. علما بأن الجيش الإسرائيلي أغلق مطار إيلات مساء أمس لمدة ساعتين "لدواع أمنية".