قالت صحيفة "هارتس" العبرية أن "تل أبيب" أبلغت "القاهرة" بمعلومات إستخباراتية تلقتها حول الهجمات في "سيناء" لكن لا توجد مؤشرات على أن "مصر" تصرفت بناءً على تلك المعلومات. وأضافت أن الإدارة الجنوبية تلقت تحذيرات استخباراتية من هجمات محتملة انطلاقا من "سيناء" وذلك حسبما أوضح تحقيقا لجيش الإحتلال الإسرائيلي حول الهجمات الأخيرة. وأوضحت الصحيفة أن جيش الإحتلال الإسرائيلي رفع من درجة التأهب لدى وقوع الهجمات في السابعة مساء السبت الماضي, كما شاركت "إسرائيل" المعلومات مع الجيش المصري قبل الحادث, لكن لا توجد مؤشرات على أن "مصر" استجابت للتحذيرات الأمنية الإسرائيلية. وحسب التقرير, فقد تحركت مدرعة مصرية لمسافة 2 كيلومترداخل "إسرائيل" قبل قصفها بطائرة إسرائيلية مع اقترابها من قاعدة عسكرية. وأضاف التقرير: "لاحظ الجنود في البداية شيئا غير عادي, لكن لاحقا اتضح أن الهجوم الإرهابي وقع وقت الإفطار ضد نقطة أمنية مصرية على بعد 2 كيلو متر من الحدود, وتحرك المسلحون نحو إسرائيل مستخدمين السيارتين المدرعتين اللتين حصلوا عليهما". وأضافت الصحيفة نقلا عن تقرير جيش الإحتلال أن الجنود الإسرائيليين لم يهتموا كثيرا في البداية لأن السيارات المصرية عادة ما تمشط المنطقة من فترة لأخرى, لكن اتضح أن إحدى السيارات محملة بقرابة نصف طن من المتفجرات كما أنها تقدمت قرب الحدود أكثر من المعتاد وزادت من سرعتها. ووقع انفجار قرب نقطة تفتيش إسرائيلية, لكن لم يتواجد بها أحد بسبب إعادة الإنتشار التي فرضها رفع حالة التأهب, واستمرت السيارة في التحرك داخل "إسرائيل" نحو "إيلات" وكان المتوقع هو أن المهاجمين يخططون لعملية انتحارية تستهدف عددا كبيرا من الأشخاص إلا أنهم ارتبكوا واتجهوا جنوبا عن طريق الخطأ, وبدأت نقطة أمنية بدوية في إطلاق النار على السيارة التي عادت واتجهت نحو معبر "كرم أبو سالم". وبعد قرابة 50 مترا تم تحديد موقع السيارة من خلال وحدة أمنية فتحت النيران عليها لكنها أيضا فشلت في إيقافها, واستمرت في التحرك بسرعة 70 كيلومتر في الساعة وقرر الجيش الإسرائيلي استخدام الدبابات من جهات ثلاثة لمحاصرة السيارة, لكن ذلك لم يفلح, وبعدما تحركت لمسافة 2 كيلومتر داخل "إسرائيل" تم قصفها بصاروخ دمرها وقتل 6 مسلحين لكن مسلحين آخرين استمروا. وحسب الصحيفة العبرية تمكن اثنان من المسلحين من الخروج من السيارة المدرعة واستمروا في إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين حتى تم قتلهما بنيران إسرائيلية من قوات المشاة. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن المسلحين كان معظمهم يرتدي أحزمة ناسفة ويحملون كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة, ويعتقد الجيش الإسرائيلي أنهم مرتبطون بجماعات جهادية عالمية يحتمل أن تكون لها تواجد داخل "سيناء" لكن لا توجد معلومات أخرى عن هوياتهم.