إستهدف يوم أمس الأحد هجوما إرهابيا مسلحا مجموعة من جنود حرس الحدود المصري بعد صلاة المغرب، أثناء تناولهم إفطارهم بنقطة تفتيش بالحدود المصرية مع "فلسطين" المحتلة عند معبر "كرم أبو سالم"، والتي أسفرت عن عن استشهاد 16 جنديا وضابطا وإصابة 7 آخرين من القوات المسلحة المصرية وسرقة مدرعتين. ونقلت شبكة ال"BBC" الإخبارية عن مصدر أمني مصري أن طيران الآباتشي قام بطلعات استطلاع واخترقت طائراته الأجواء المصرية فوق منطقة التفجير. وأضاف المصدر:" تعرضنا لعملية بالغة التعقيد، حيث استهدفت التفجيرات التي راح ضحيتها أكثر 15 جنديا مصريا صرف انتباه الجيش الإسرائيلي عن معبر "كرم أبو سالم" بتنفيذ تفجير خداعي في منطقة "المدفونة" العلامة الدولية رقم ثمانية، استهدف عربة جنود تابعة لقوات الأمن المركزي المصرية في المنطقة، وفور تحرك القوات الإسرائيلية نحو منطقة التفجير، تعرض معبر "كرم أبو سالم 1" الإسرائيلي لهجمات بقذائف الهاون وال آربي جي. وأشار إلى أن "اللافت للنظر أن "معبر كرم أبو سالم1" تعرض أيضا لقذائف أطلقت من منطقة "جحر الديك" التي تنشط فيها "أولوية الناصر صلاح الدين" في قطاع "غزة" مضيفا أن عددا من سيارات الدورية الإسرائيلية تم تفجيرها في العملية أيضا. في حين نفى "عفير جندلمان" المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي على حسابه في موقع التواصل التدوينات القصيرة "تويتر" وقوع أي إصابات في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي خلال المعركة التي دارت مع "الإرهابيين" على الحدود مع "مصر". وقال "عوفير جندلمان": "في أعقاب الأحداث هذا في الجنوب، تحدث رئيس الوزراء "نتنياهو" مع كل من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش ورئيس الشاباك. فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" أنه بفضل العمل الحازم من قبل الجيش والشاباك تم إحباط عملية إرهابية كبيرة كانت تستهدف المواطنين الإسرائيليين. وتباينت ردود أفعال محللين عسكريين واستراتجيين حول الهجوم، ففيما حمل محللون مسئولية الحادث والتخطيط والتدبير له للمخابرات الإسرائيلية، وقال آخرون إن الحادث ما هو إلا من مجرد جماعات إسلامية متطرفة ولو لا تدخل قوات الإحتلال لوقع شهداء أكثر من ذلك. وحمل الخبير العسكري اللواء "نجاتي إبراهيم" المسؤولية للقوات المسلحة في تأمين المنطقة بالكامل، مشيرا إلى أنه كان لزاماً أن تكون هناك حزمة من الإجراءات لتأمين ومنع وصول الأسلحة المهربة من "ليبيا" ل"سيناء" موضحا بأنه إذا استمر الأمر على ذلك سيؤدي لحدوث كارثة حقيقية لابد أن يتم التصدي لها بكل قوة من قبل القوات المسلحة. وذكر اللواء "نجاتي" أنه على القوات المسلحة رفع أعداد الجنود على الحدود بينها وبين "إسرائيل" مضيفا أن "إسرائيل" لن تعيق هذه الزيادة والدليل على ذلك وجود مدرعات على الحدود والتي تم سرقتها في الهجوم على القوات المصرية يوم أمس، مما يدل على السماح للقوات المسلحة بالتواجد على الحدود. وأشار الخبير العسكري إلى أن ما حدث على الحدود المصرية هو نتيجة لرغبة "إسرائيل" في الحصول على جزء من "سيناء" لتخلق مشاكل وأزمات، لتوصل إلى العالم بأكمله أن "مصر" ليست قادرة على تأمين "سيناء" وبذلك تقوم "إسرائيل" بفرض حمايتها على الجزء التي ترغب في الحصول عليه. بينما قال اللواء "جمال مظلوم" في تصريحات صحفية أن ما حدث وراءه "جماعات إسلامية متطرفة تقف ورائها "حماس" والدليل هو محاولة هروبهم إلي داخل قطاع "غزة" بعد انتهاء عملتيهم، وأن الهدف الأساسي من هذه العملية هو ضرب الأمن القومي المصري والتأثير علي السياحة المصرية لتعطيل "مصر" عن أي تحرك قوي يفيدها خلال الفترة المقبلة، مطالبا بالتعامل بقوة مع المتورطين. وقال اللواء "مظلوم" أن على القوات المسلحة المصرية أن تطالب من نظيرتها الإسرائيلية رفع أعداد قواتها علي الحدود لتأمين وتمشيط الحدود بين الطرفين، ولابد من التنسيق والتركيز على شيوخ القبائل المصرية في "سيناء" خاصة وأنهم أكثر الناس معرفة بهؤلاء الأشخاص ومن يقف ورائهم، مشيرا إلي اعتقاده أن هذه الجماعة هي التي تقوم بتفجير خطوط الغاز خلال الشهور الماضية. وصرح الخبير في الشئون العسكرية والإستراتيجية اللواء "صفوت الزيات" لقناة "الجزيرة مباشر مصر" مساء أمس، أن "الأحداث الجارية علي الحدود المصرية مع "فلسطين" المحتلة هي مخطط تنفذه المخابرات الإسرائيلية، الهدف منها إحداث الوقيعة بين "مصر" وقطاع "غزة" المحاصر منذ سنوات". وكان الرئيس "محمد مرسي" قد ألقى بياناً عاجلا حول كارثة الهجوم الكارثة وقال أنه أصدر أوامر عاجلة واضحة إلى كل القوات المسلحة وقوات الشرطة الداخلية للتحرك لمطاردة الجناة، مؤكدا أنه لم يمر هذا الحادث بسهولة وأنه سيكون ردا عنيفاً لمن ارتكبوا هذا الغدر والعدوان الآثم. وأضاف "مرسي" أن القوات سيطرت على المناطق، وأن "سيناء" آمنة بهذه القوات، وشدد على أن الرد على هذا العدوان سيكون غالياً، وأن القوات المسلحة وقوات الشرطة قادرة على مطاردة وملاحقة الجناة. وأكد "مرسي" أن الدولة ستوفر الرعاية الكاملة للمصابين، وستنتقم لهذا العدوان، مضيفاً "سيتصاعد هذا الأمر غداً اليوم الإثنين ونصل لنتيجة مع هؤلاء المجرمين، غداً سيرى هؤلاء رد الفعل على هذا الإجرام". بينما بدأت قوات الجيش والشرطة عملية أمنية واسعة في "سيناء" بداية من يوم أمس للرد على الهجوم، وقالت صفحة "ضباط الشرطة الشرفاء" على موقع التواصل الإجتماعي ال"فيس بوك" إن مروحية آباتشي هجومية مصرية أطلقت صاروخين على موقع به مسلحين في "رفح" مضيفة أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى. وذكرت الصفحة أن الهجوم أسفر عن مصرع 30 مسلحا، يأتي ذلك فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والشرطة ومسلحين هاجموا كمين "الريسة" في مدخل مدينة "العريش"، وقالت مصادر أمنية إن مسلحين يركبون سيارة دفع رباعي هاجموا كمين "الريسة" فيما ردت قوات الجيش والشرطة بإطلاق النار على المهاجمين. وأوضحت صفحة "ضباط الشرطة الشرفاء من أبناء الوطن" أن قوات الجيش والشرطة نجحت في إلقاء القبض على 8 من المهاجمين هم 5 فلسطينيين ومصريان وواحد يرجح أنه سعودي الجنسية. من جهة أخرى، قالت الصفحة أن قوات الجيش والشرطة تمكنتا من القبض على 8 مسلحين شاركوا في عملية "رفح" بمساعدة الأمن الوطني. وأوضحت الصفحة أن الجيش الثاني الميداني أعلن رفع حالة الطوارئ بالكامل، مضيفة أن قوات الجيش وقوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة التابعتين للشرطة في حالة استنفار في انتظار صدور الأوامر. وأكدت الصفحة صدور أوامر لقوات حرس الحدود بالتعامل بكامل أسلحتهم ضد أي هدف يقترب من حدود "مصر". وقد نظم العشرات من أهالي مدينة "العريش" مسيرة في المدينة للتنديد بالهجوم على الجنود على الحدود، مرددين هتافات "الجيش والشرطة والشعب يد واحدة". من جهتها نددت الدكتورة "هبة رءوف عزت" أستاذة العلوم السياسية ب"جامعة القاهرة" بالهجوم وقالت على حسابها على "تويتر" إن صراعا مكتوما بين العسكر والمخابرات تسبب في انشغال الطرفين عن توقع ومكافحة ما حدث. وأضافت أن قيود "كامب ديفيد" معروفة للجميع لكن هل تدريبات الجنود على الحدود مثل الذين يحرسون المباني؟!! وما هي درجة تأهيلهم حتى نرى كل هذه الأعداد من القتلى؟ وتساءلت الدكتورة "هبة" هل سيواجه أبناء "سيناء" المسؤولية بالإعتقالات؟ وهل سيقدم أحد المسؤولين استقالته قبل جنازة الشهداء؟ وقالت أتمنى قبل أن أموت أن أرى مسؤولا يتحمل المسؤولية ويسترجل أو يستقيل على حد قولها بدلا من اتهام كائنات فضائية وخلايا إرهابية.