الجبالي لم يوضح ما إذا كان سيقدم استقالته أم لا رغم تهديده بالاستقالة في حال فشل المبادرة (الجزيرة) أعلن رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي مساء الاثنين 18 فبراير الجاري فشل مبادرته لتشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) لا تضم ممثلي أحزاب، وذلك عشية إعلان حركة النهضة الإسلامية -التي تقود الائتلاف الحاكم- رفضها مبادرة الجبالي لأنها 'لا تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة'. وقال الجبالي في مؤتمر صحفي "ليس هناك وفاق كاف (بين الأحزاب السياسية) حول المبادرة كما قدمت (...)، ولذلك سأذهب إلى الرئيس (منصف المرزوقي) غدا لننظر في الخطوات القادمة". ولم يوضح الجبالي في حديثه الذي نقله التلفزيون الرسمي ما إذا كان سيقدم استقالته أم لا، في ضوء تهديده بتقديم استقالته في حال فشلت مبادرته. وجاء هذا الإعلان عقب مشاورات أجراها الجبالي منذ الجمعة الماضي حتى اليوم الاثنين مع الأحزاب السياسية في تونس بشأن تشكيل حكومة التكنوقراط، وكانت الأحزاب المؤيدة لمبادرته قد اشترطت تحييدا مطلقا للوزارات السيادية. وكان الجبالي أعلن قراره تشكيل حكومة التكنوقراط بعد ساعات قليلة عقب اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في السادس من الشهر الجاري، وذلك بهدف إخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تصاعدت حدتها بعد الاغتيال. وسبق لحزب حركة النهضة الإسلامية أن جدد اليوم رفضه قرار الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط، حيث أعلن مجلس شورى الحركة في بيان اليوم أن "مبادرة حكومة التكنوقراط لا تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة". وأضاف المجلس أنه "يتمسك بخيار الحركة في تشكيل حكومة سياسية ائتلافية مستندة إلى شرعية انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011" التي فازت فيها النهضة، مؤكدا ضرورة أن تكون هذه الحكومة "منفتحة على الخبرات الوطنية الملتزمة بتحقيق أهداف الثورة وفق برنامج سياسي لاستكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي". ودعا البيان مختلف الأطراف السياسية إلى "إعلاء المصلحة الوطنية والتحلي بروح الوفاق"، كما حث الشركاء السياسيين على المشاركة في إعادة تشكيل الحكومة وإنجاح أعمالها في أسرع وقت. وذكرت وسائل إعلام محلية أن مجلس شورى النهضة عقد اجتماعا السبت والأحد في منطقة الحمامات السياحية (60 كلم جنوب العاصمة) وأن الأمين العام للحركة حمادي الجبالي حضر جزءا من أعماله. انقلاب مدني وكان رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي قد أعلن أمس الأحد أن النهضة "لن تفرط في السلطة ما دام الشعب يجدد ثقته فيها، لأننا نعتبر ثقة الناس أمانة، وينبغي أن نؤدي هذه الأمانة ولا نلقي بها في الطريق". وأضاف في تصريحات صحفية أن تخلي النهضة وشركائها عن السلطة لصالح حكومة تكنوقراط هو "انقلاب مدني"، كما أثنى على المؤسسة العسكرية لعدم تدخلها في السياسة. وأوضح رئيس النهضة أن الحركة اتفقت مع عدد من الأحزاب وأنها تتفاوض مع كتل أخرى لتشكيل حكومة ائتلاف وطني واسع، مضيفا "نتوقع من رئيس الحكومة أن يتراجع عن موقفه". واعتبر الغنوشي في تصريحات الأمس أن حزبه يتعرض منذ توليه السلطة قبل 14 شهرا "لمؤامرات" متواصلة بلغت أوجها مع طرح حكومة كفاءات غير حزبية، وقال إن تمزيق النهضة أو إقصاءها بالقوة أو بالحيلة عن الحكم "يعرض الوحدة الوطنية وأمن تونس للخطر". وكان الآلاف من جماهير النهضة تظاهروا في العاصمة تونس السبت تحت شعار "الوحدة الوطنية والدفاع عن الشرعية"، واعتبر الغنوشي في خطاب ألقاه أمام المتظاهرين قرار الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط "انقلابا على شرعية الحكومة".