مع استمرار الجدل بتونس بشأن شكل الحكومة المقبلة، وافق حزب التكتل من أجل العمل والحريات على مبادرة تشكيل حكومة كفاءات مؤلفة من شخصيات مستقلة، أطلقها رئيس الحكومة حمادي الجبالي، وبينما ينتظر أن يعلن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية قراره رسميا اليوم الاثنين11 فبراير الجاري، دخل المكتب التنفيذي الموسع لحركة النهضة في اجتماعات مفتوحة لتحديد موقف الحركة النهائي. وقال إلياس الفخفاخ وزير المال والقيادي في التكتل -وهو أحد أطراف الائتلاف الثلاثي الحاكم إلى جانب النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية- إن حزبه يدعم مبادرة الجبالي لكن مع ضمان شروط النجاح لها. ويعد هذا الموقف متباينا عن القرار الذي اتخذه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الشريك الثالث في الترويكا الحاكمة، الذي هدد بسحب وزرائه الخمسة من الحكومة. وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الهادي بن عباس إن الحزب سيسحب وزراءه الخمسة بسبب الفشل في الاتفاق على حكومة جديدة. وبدوره أوضح المسؤول في الحزب سمير بن عمر أن حزبه هدد بالانسحاب من الحكومة منذ أسبوع إذا لم يغير وزيرا الخارجية والعدل المنتميان لحزب حركة النهضة. وأضاف أن هذا القرار لا علاقة له بقرار رئيس الوزراء تشكيل حكومة تكنوقراط. اجتماعات للنهضة وفي انتظار أن يعلن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية قراره رسميا اليوم الاثنين، دخل المكتب التنفيذي الموسع لحركة النهضة في اجتماعات مفتوحة لتحديد موقف الحركة النهائي من قرار الجبالي تشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة، التي قال إنه سيعلنها في غضون الأسبوع المقبل. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة عامر العريض إن الحركة لا ترى ضرورة لتغيير رئيس الوزراء حمادي الجبالي، الذي قال عنه إنه هو الأمين العام للحركة وإنه يمكن أن يكون على رأس حكومة سياسية تعبر عن وفاق وطني. وكان الجبالي قال إنه سيستقيل من منصبه إذا أخفقت جهوده في تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية. وقال في تصريحات للجزيرة إن "إنقاذ البلاد أهم من إنقاذ الائتلاف الحاكم". وأضاف أنه إذا حظي فريق العمل الجديد بموافقة الأحزاب الممثلة في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت) دون طرحها للتصويت فسيبقى في منصبه رئيسا للوزراء، وإذا حدث خلاف ذلك فسيستقيل. ونفى الجبالي أن يكون اقتراحه خروجا عن حزبه, وقال إنه إحساس منه بالمسؤولية الوطنية. واعتبر أن مبادرته تهدف إلى تجنيب البلاد مزيدا من الاحتقان, خاصة مع غياب أي مبادرة أخرى للخروج من الأزمة، على حد وصفه. وتأتي تصريحات الجبالي بعد أيام من رفض النهضة اقتراحه عشية اغتيال القيادي اليساري المعار شكري بلعيد، حيث أعلنت الحركة تمسكها بالائتلاف الذي يقود تونس منذ أكثر من عام. الغنوشي يستبعد من جانبه استبعد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي حدوث انقسام في الحركة على خلفية قرار الجبالي، وقال الغنوشي لصحيفة الخبر الجزائرية "لن يحصل انقسام في النهضة بإذن الله. النهضة متمسكة بمؤسساتها (...) النهضة صارمة في موضوع وحدتها، لكن في داخلها هناك تدافع في الرأي، كل الآراء تسبح بكل حرية، ولذلك لا أرى أن وحدة النهضة مهددة". ورفض الغنوشي "مبررات" الجبالي -الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للحركة- بشأن قرار تشكيل حكومة تكنوقراط، وقال إن الجبالي "شرح القرار وقدم مبررات اتخاذه وظروفه. لكن بالنسبة لنا في الحركة، هناك مبررات لكنها لا تؤدي بالضرورة إلى النتيجة نفسها التي وصل إليها". وبخصوص تهديد رئيس الحكومة بالاستقالة، قال الغنوشي "أنا لا أتمنى أن نصل إلى هذه الحالة ولا أعتقد أن الظروف تسمح بذلك. ندرس الأمور بهدوء وبروية ونضع مصلحة تونس فوق كل اعتبار، ولدينا شركاء في الترويكا نتحاور معهم في هذا الأمر بالصورة التي تخدم مصلحة تونس".