احتجاجات أمام وزارة الداخلية التونسية ضد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد (الفرنسية) دعا الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الخميس 7 فبراير الجاري إلى إضراب عام يوم غد الجمعة وإقامة جنازة وطنية للمعارض شكري بلعيد الذي اغتيل أمس الأربعاء، ويتزامن ذلك مع تأزم المشهد السياسي عقب رفض حركة النهضة اقتراح رئيس الوزراء حمادي الجبالي تشكيل حكومة كفاءات، وسط انقسامات في الائتلاف الحكام. وقال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد (وهو أكبر نقابة في البلاد) خلال لقاء جمع قادة الاتحاد، إن تونس قادرة على تجاوز الأزمة إذا تدخل عقلاؤها وهم كثر. وقال الاتحاد في صفحته على الفيسبوك إن هيئته الإدارية التي عقدت اجتماعا استثنائيا الخميس قررت رسميا الإضراب العام غدا الجمعة، ودعت إلى إقرار يوم 8 فبراير/شباط الذي يوافق جنازة بلعيد يوم حداد وطني، وإقامة جنازة وطنية للقتيل. يشار إلى أن الأمين العام لحزب حركة الوطنيين الأحرار شكري بلعيد قتل أمس برصاص مجهول أمام منزله، الأمر الذي أشعل مواجهات في عدة مدن تونسية بين أنصار الحزب وقوات الأمن. أزمة الحكومة وفي إطار الآزمة السياسية التي تشهدها تونس، رفضت حركة النهضة التي تحظى بالأغلبية في المجلس التأسيسي (البرلمان) اقتراح رئيس الحكومة حمادي الجبالي تشكيل حكومة ائتلاف لأسباب ثلاثة ذكرها المكتب التنفيذي للحركة -وفق مراسل الجزيرة- وهي: أن رئيس الحكومة لم يشاور الحركة، وثانيها أن الائتلاف الحاكم لم يستنفد وجوده وأن في الإمكان توسيعه، وثالثها أنه من الناحية الدستورية يتعين على الحكومة تقديم استقالتها قبل تشكيل حكومة كفاءات. وكان رئيس الحكومة حمادي الجبالي -وهو الأمين العام لحركة النهضة- اقترح أمس تشكيل حكومة كفاءات وطنية مصغرة لا تنتمي لأي حزب، لا يترشح أي من أعضائها -بمن فيهم الجبالي- للانتخابات القادمة، لتسيير أمور البلاد حتى إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن. ودعا -في خطاب وجهه للشعب- الجميع دون استثناء إلى تحمل مسؤولياته وتزكية الحكومة، موضحا أنه لم يشاور أي حزب من السلطة أو المعارضة حين قدم هذا الاقتراح الذي يهدف -بحسب قوله- إلى إخراج البلاد من المرحلة الانتقالية بسرعة. وقال عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حركة النهضة اليوم إن الجبالي لم يأخذ رأي الحركة، وهي غير موافقة على حكومة كفاءات مصغرة. وأضاف "نحن نعتقد أن تونس بحاجة إلى حكومة سياسية الآن. سنواصل المناقشات مع أحزاب حول الحكومة المقبلة". وكان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي دعا أمس في تصريحات للجزيرة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تخرج البلاد من المرحلة الانتقالية بسلام. يشار إلى أن مفاوضات التعديل الحكومي، الذي دعت إليه النهضة منذ يوليو/تموز الماضي، تعثرت في الأيام الماضية في ظل اشتراط شريكي الحركة تخليها عن اثنتين على الأقل من الوزارات السيادية، هما العدل والخارجية. وتباينت آراء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم بشأن اقتراح الجبالي، فبينما رفضته النهضة، أعلن حزب التكتل من أجل العمل والحريات تأييده له، وتحفظ عليه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بقيادة محمد عبو.