"هناك من يناضلون من أجل التحرر من العبودية وهناك من يطالبون بتحسين شروط العبودية" مصطفى محمود كنت مخطأ عندما اعتقدت أن ما ينثره المخزن من أفكار هنا و هناك لمقاومة الاصلاح ليست بالقوة التي يُمكنه بها تحقيق هذه الغاية، وأن حِجاج "جيوب" مقاومة مجتمع الكرامة أوهن من بيت العنكبوت، ولكن الحقيقة المُحزنة أن في الناس مَن أفكاره في حجم الذبابة يسهل على بيت العنكبوت اصطيادها كما أن فيهم من يتوجس خيفة من تضارب الخطابات على ألسنة المنتسبين لحركة العشرين من فبراير و مما آلت إليه الأمور في بعض البلاد العربية، والتي اختلط فيها لون الأرض بحمرة الدم و جدرانُ البيوت بأشلاء البشر، فكان أن وجدوا في حُجَجِ المخزن تبريرات لموقفهم وحالُهم كحال من يريد الفرار من الفتنة غير عابئ بما تطأُ قدماه، كما فيهم من يخاف دعوات اللادينيين و أذناب فرنسا الذين يُطالبون ب"الحق" في الإفطار في رمضان نهارا جهارا أو بالحق في إعلان اللوطية و السحاقية و ربما بالسماح لهؤلاء بإقامة الأعراس في بلاد المسلمين و الإعتراف بشرعية "تزاوجهم" كما فيهم من لا يطمئن لمن ينتسبون لرجل صرح بأن الدين أفيون الشعب و قامت دولة ترفع اسمه على إعلان الإلحاد عقيدة للدولة، كما فيهم من يتوجس خيفة من اللحية و ما تَعد به من عودة ل"القرون الوسطى" و إن كنتُ لا أعرف في تاريخ المسلمين من قرون وسطى غير تلك التي عند وحيد القرن rhinoceros. مَن أفكاره في حجم الذبابة أغلبهم ممن يعيش آمنا في سربه و لكن مترفا في وسطه لا يهمه من دنيا الناس غير بيته و ما وعى وحسابه البنكي و ما احتوى، يعتقد أن ماله ضامن لبنيه المستقبل الذي يريده لهم، وهؤلاء سيكون مضيعة لوقتهم الذي من درهم، أن يُهدروه على قراءة هذه الأسطر. وهم تَبَعٌ لهؤلاء الذين اختلطت حيواتهم مع الفساد القائم بالمخزن كما تختلط خيوط شباك العنكبوت على فريستها فتُسكنها عن الحراك. أما من اختلط عليه الأمر و خاف الفتنة أو اللحية فسأحاول و إياه التفكير بصوت عال: 1- فتنة الدماء و حركات الاحتجاج في العالم العربي: أول ما ينبغي تسجيله في حركات الاحتجاج في البلاد العربية أنها كانت سلمية و لم ترفع غير أصواتها في وجه الاستبداد و هي بذلك تكون حركة فريدة و نبيلة في التاريخ المعاصر (1)، و الذين قاموا بسفك الدماء و لا يزالون هم المستبدون الذين أرادوا شعوبا مستعبدة حلوبا إلى قيام الساعة، مؤسسين لشرعيتهم عند الأمريكان و الغرب بدعاوى ضرورة الاستبداد لحماية إسرائيل و مصالح الغرب من حرية قد تُهدد كل ذلك. فهل كان عليهم أن يظلوا خدما عند غير المبارك و غير الأسد و غير الصالح...حتى لا يُقلقوا راحة إسرائيل و مصالح الغرب في بلدانهم؟! و في بلاد المغرب حركة العشرين من فبراير حركة سلمية و ثقافة السلم راسخة عند "أهل الخرافة" من شباب العدل و الإحسان و عند غيرهم من شباب الحركة بدليل ما بدر منهم في موسم العصيِّ الغليظة عندما قدموا دماءهم فقط و لم يرفعوا حجرا و لا مدرا ليحموا أجسادهم و رؤوسهم و حتى نساءهم و أطفالهم من السلوك "الحضاري" للمخزن. و مَن يرى في مطالب بعض أجنحتها تعجيزا من مثل المطالبةِ بمجلس تأسيسي لصياغة الدستور، وصاحبُ هذه الأسطر ممن لا يرون لهذا المطلب دلالة من جهة منطوقه و لا مفهومه ، أو المطالبةِ بملكية برلمانية، وهو مطلب سبق أن ذهبتُ إلى ضبابيته (2)، فالمشكلة ليست في هذه المطالب كما يريد إيهامنا المخزن ولكن في إصرار الأخير على تكريس واقع الاستبداد بترك الحبل على الغارب لسماسرة العقار و محاكمات الواجهة و نُخَبِ الحكم ب"حق المحسوبية" و بتشجيع سياسة التدجين في التعامل مع الأحزاب و نبذ من لا يستسيغ الحياة و لا يجد لها طعما إلا بِملح الكرامة. يريد المخزن شعبا إذا أعطاه شَكرَ و إذا منعَه صبر، وتلك عبودية لا تجوز لغير الله عز و جل. 2- الفتنة في الدين: يُصر البعض على أن يجعل من أسماء بعينها رموزا لحركة العشرين و هي حركة ليس على رأسها أحد خاصة إذا كان من أهل الانحلال، لأن الإصلاح جدٌّ و لايقوده غير الشرفاء والشرف لا يلتقي مع المس بدين الأمة و رسولها ومن يفعل ذلك فشباب العشرين من سيوقفه عند حده و ليس حكومة شاكيرا و قناتي التسيب الرسميتين و أمن القناني. ما يوجد على رأس حركة العشرين هو مطالبُ معقولة و مشروعة بدونها لا خيار لنا إلا البقاءُ خدما و بقرا حلوبا لسياسة التناوب التي انتهى بها المطاف لتكون أكبر عقبة أمام أي إصلاح سياسي حقيقي في البلد، بسكوتها عن الحزب الحاكم، حزب الداخلية، الذي يُقسِّم كعكة الوطن تحت عنوان الخريطة الانتخابية، و يجر خيوط الدمية السياسية من أعلى مُوهما الشعب بأن الحكومة المريضة بانفصام التحالفات، هي من يحكم. الفتنة ليست لمن يعتقدها واهما في مطالب شرذمة من "أكلة" رمضان و ثلة من المطالبين بحرية المؤخرات، و إنما الفتنة في أن ترى أقواما يعيشون في أعلى درجات الترف و في نفس الوقت ليس لهم أن يُقدموا حسابا و لا ضريبة و لا أهلية لتبوء مسؤوليات في الدولة و في نفس الوقت يتمتعون بالحق في شراء أراضي الوطن بدراهم معدودات ليبيعوها لأسْرَى الرواتب المُخجِلة و الديون الهائلة، بملايين من الدراهم "معدودات"، الفتنة هي في أن تكون عرضة للسجن بالشبهة أو بمزاج مسؤول أمني أو مترف مخزني بمحاكمات صورية، الفتنة أيها المتدين الورع أن يحكمك قوم يدعون الإسلام دينا و يمنعون قيام بنوك إسلامية في نفس الوقت الذي يعترف فيه علماء البلد بربوية الأبناك القائمة(3)، لأن المترفين يُريدونك و يُريدون أمولك للتمتع بها و لا يخشون في فرنسا لومة لائم، الفتنة هي أن تترك عصابة فرنسا، التي تريدنا أن نبقى فلكلورا و فضاء سياحة للغرب، يُخْرِبون تعليم البلد ليضمنوا لأبنائهم حكومات مستقبل البلد، الفتنة في أن تُحارب من يرفعون عنك الفتنة ولولاهم لظل الشيخ الفزازي وغيره لعقود يذبلون في السجن بأحكام الجَوْر و الهواتف، الفتنة في أن تبقى غارقا في الفتنة إلى أذنيك وتعتقدَ أنك تتجنب الفتنة. 3- الفتنة و راية الوطن: جالست صديقي الشاعر والزجال الموهوب سعيد المتوكل وسألته عن عزوفه عن حضور مسيرات الاحتجاج، فكان أن اشتكى من ظواهر عدة تخص من يَعتقدهم "أصحاب" الحركة، و لشدة دهشتي، أن اشتكى لي امتناع الحركة عن رفع راية البلاد، فكان سؤالي: ومن قال أنه ممنوع رفعها، فذكر أن جهة في الحركة ترفض ذلك، فقلتُ: "عجَبي"، في مراكش اشتكى الناس من أنهم اشتروا تذكرة ب 300 درهم وأكثر من ذلك، وكأن من باعهم التذاكر غصبهم على شرائها أو حتى زيَّف الثمن الذي على التذكرة، نحن من يسمح بالفساد، ولكن مسيرة الإصلاح لا تنتظر من أجل الانطلاق التحاق الجميع بها، وإلا لما كان للبشر تاريخ، كيف ورسالات السماء بدأت برجل واحد. لا يستطيع أحد منعك من رفع راية بلادك إلا من مكَّنْتَه من ذلك، وأنا عدو المخزن و أتقرب إلى الله بِبُغْضه، ولن يمنعني أحد من رفع راية البلاد لأنها رمز لملايين المغاربة، و لا يهمني تاريخها، فالعربية تكلمها الجاهلي قبلي، أفأُغُيِّرُ لساني لذلك، ومن شاء منعي فليُرني وثائق تحفيظه لحق الاحتجاج في وطني. عندما تحدثت في موضوع الراية مع صديقي المناضل الدكتور يونس بلمالحة كان جوابه أن تلى قصيدته الزجلية في وقفة بروكسيل الشهيرة متلفعا براية الوطن، ذلك هو الجواب الصحيح، العمل. لا وصاية عليك إلا لمن مكََّنتَهُ من رقبتك. و الذين يَسِمُون الحركة باللاوطنية و الخرافة و الإلحاد يتوهمون أو يوهمون أنفسهم أن الاحتجاج تحتكره العدل و الإحسان و اليسار "الراديكالي". حركة العشرين كما سبق أن قلت في مكان آخر هي:" صمام أمان يمنع المخزن من العودة للقناني و اختطاف خلق الله كما تُختطف البهائم من حقل، و هي صمام أمان تجعل الكائنات السياسية المعمرة من أمثال عباس و الراضي و ولعلو و ...يستحون، إن كان في وجوهم ماء حياء، فينزاحون عن مستقبل هذا البلد، يُريحون ويَرتاحون، وهي صمام أمان حتى لا يعود من مخبئه صاحب حزب الخمسةِ أيام ليجمع البلد على كلمة غير سواء هي ما يراه"(4)، و هي نهر يجري على أمل أن يَصبَّ في بحر معارضة حقيقية بغيرها تبقى الغلبة للريع في الاقتصاد و للاستبداد في السياسة، لأن "التناوب" مرض "نفسي" أصاب سياستنا في مقتل و جعل منها رشوة مفتوحةً بدَل سياسةِ انفتاح. 4- فتنة العلمنة و فتنة اللحية: يتساءل المتوجسون خيفة من اللحية و ما تعد به فيقولون: ما الضمانات لكي لا تنقلبوا على الديموقراطية؟! و هذا سؤال تعجيزي و لا حقيقة له بلغة الأصوليين لأنه يقبل القلب على صاحبه: ما الضمانات لكي لا تنقلبوا عليها أنتم وقد فعلتم ذلك مرات لا مرة واحدة؟ ألم يحكم اليوسفي ومَنْ بَعده في ظل دستور يُهمش "الإسلاميين" و يُضَيِّق عليهم بطلب المدد والدعم من الغرب بدعوى قيامه سدا دون وصولهم للحكم؟ بمعنى أنكم ترون التزوير والاستبداد جائزا إذا كان ثمنا "للخلاص" من "الإسلاميين". لا وجود لضمانات في دنيا السياسة خارج موازين القوى و سُنَنِ التدافع، كما أن من قِصَرِ النظر السياسي استئثارُ استبدادٍ قائم على استبداد مظنون. كل ما يجب إدراكه هو أن الإسلامِ قوتُه في شعائره لا في التنظيمات التي تتخذه أو تعلنه مرجعا، ذلك ما فهِمَتْهُ أوروبا فبدأت تتحول شيئا فشيئا جِهةَ محاكمِ التفتيش، بتضييق بعض دولها على صيام رمضان و الصلاةِ في الأماكن العامة بل و بمنع بناء الصوامع و ارتداء الخمار في المدارس...، وذلك ما علَّموه لصنائعهم في البلاد المسلمة، فبتنا نرى استهزاءا و سخرية بشعائر الاسلام و أعياده وشهره الفضيل بل وبكتابه العظيم. اللائكية غير ممكنة التجلي في مجتمعِ "صلاة الجمعة" و"صلاة العيدين" و "فريضة الحج" و"شهر رمضان" وغيرها من الشعائر التي تجعل من الإسلام لُحمة و رابطة وشكل حياة، بلغة فيتجنشتين، بين أمم لا تربطها لغة ولا جغرافيا. شرطُ إمكان اللائكية هو القضاء على الإسلام في بلاد المسلمين، وتلك مهمة دونها خرط القتاد، فصخرة الاسلام راسخة لن يهزها ناطح مهما كان وعْلاً(5). و ذلك لا يعني بحال أن البديل هو الاحتماء باستبداد المخزن أو بمحاولات يائسة لفرض الوصاية على الأمة، بدعوى امتلاكِ الحقيقة "اللائكية" و إدراكِ "جوهر" الأزمنة الحديثة و امتيازِ الإطلاع على خريطة الوصول إليها. خطأ ماركس أنه اعتقد أن السمة المميزة للدين هي التخدير، والحقيقة أن بإمكان المستبد توظيف أي شئ لإدامة استبداده، ومن مكر الله الذي لا يراه المبطلون أن الماركسية نفسها تحولت لأسوء أنواع الأفيون في أوروبا الشرقية وفي الأحزاب الستالينية و خارجها، كما تحولت "الدعوة" إلى الديموقراطية و الدفاع عن حقوق "الإنسان" على أيدي الأمريكان إلى ذريعة لمصادرة نفط العراق و قتل أكثر من مليون و نصف مليون إنسان حتى الآن!، كما تحولت اليوم دعاوى التحديث لأفيون يُريد من خلاله الاستبداد حقن دماء "جديدة" في أوْرِدة تسَلُّطِه. حركة العشرين مدرسة نتعلم بها و عبرها و من خلالها معنى أن يكون عندنا حق و معنى أن نُطالب به، و قد علَّمَتنا قبل ذلك كيف تكون مسيرات الشرف على قِصَر عمرها و قِلَّة عددها و فتوَّة أنصارِها ماردا استطاع تحقيق ما لم تسْطِعه أحزاب "الحقائب" منذ عقود. الإصلاح ممكن و العدالة الاجتماعية قاب مسيرات عظيمة تقول لأزلام الفساد "كفى نهبا و هتكا و استنزافا لمستقبل أبنائنا"، ذلك درس "حركة العشرين". 5- ختام التاريخ لا يصنعه شباك العنكبوت و لكن يبنيه تدافع و دفاع لا يكل عن مستقبل لأبنائنا لا تكون ملامحه مرسومة سلفا بأيدي الأوصياء و سدنة الاستبداد. وحركة العشرين إن قوِيت قوي خيار الكرامة و ابتعد شبح الفتن، لأن الاستبداد يقوى بالاستفراد، و لا ينبغي تمكينه من ذلك. نَعمْ يُشَكِّل شباب العدل و الإحسان و اليسارُ الذي رفض التدجين العمودَ الفقري لحركة العشرين اليوم، وهم مشكورون و لهم و لباقي مكونات الحركة المِنَّة على كل من استفاد من بعض رياح الإصلاح ممن زيد في راتبه أو تخلص من عطالته أو استرجع حريته بعد أحكام جائرة بعقود من الزمان و الله عز و جل يقول: "و لا تنسوا الفضل بينكم" فلا أقَلَّ من الصمت لمن أبى مساندة هذه الحركة المباركة أو على الأقل تقديم كأس ماء لهم إذا مروا بجانبه أو ثمرة يُفطر عليها أحدهم عند أذان المغرب في الشهر الفضيل، و ساحات الشرف مُشْرَعةٌ لكل الشرفاء للاحتجاجِ و قولِ نعم لمغرب كريم، و الذي يُقدِّم دمه من أجلنا و من أجل مستقبل أبنائنا لا يستوي مثلا و من يتخَفََّى خلف الهراوة و الرصاص ليحمي ظلمه و استبداده أو من يختلقُ الأعذارَ الواهية لشهوة خفِيَّةٍ، عنه فقط، وباديةٍ لسائر خلقِ الله. الإحالات: (1) من يريد معرفة الإرهاب و المذابح التي قام بها الثوار في الثورة الفرنسية فليراجعها في مظانها و يكفي أن رمزها كان هو "المقصلة" وشعارها "شنق آخر ملك بأمعاء آخر قسيس". وفي أوربا الشرقية كان الانتقام عنوان هذه الثورات و انظروا إن شئتم الشريط الذي يُظهر طريقة إعدام الديكتاتور تشاوسيسكو و زوجته الرفيقة إيلينا. (2) "من يعتقد التغيير يأتي بنماذج جاهزة في المخيال، أو بمسميات لا تغني و لا تسمن من جوع واهمٌ. التغيير يأتي أولا بوقف سرطان الفساد وربح مساحات على أرض المفسدين لصالح مستضعفي هذا البلد، وما نراه من غياب لمحاسبة الفاسدين و بقاء حكومة "القنادس" على رأس البلد، بكل ما راكمت من مآسٍ طالت الاقتصاد و التعليم و الأخلاق بالمحسوبية والتبذير والشطط في استعمال السلطة والنفوذ، لا يبدوا بشيرَ خير، والدستور الحق يكون تتويجا لمجتمع كريم، وليس العكس." (نكد الدنيا و معالم الطريق). وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا فلا يوجد شيء اسمه "ملك يسود و لا يحكم" و ملوك الغرب المعاصرون لا يحكمون لأنهم لا يستطيعون ذلك من الأساس، فتلك الأنظمة استقر بها الحال على ما هي عليه بعد شد و جدب كانت الأنظمة الحالية التعبيرَ عن موازين القوى التي انتهى إليها، و لنا أن نصنع مستقبلنا من خلال نضالاتنا و ما سينتهي إليه الحال سيكون "صناعة" محلية و نتاج خصوصية سيكون لنا حق الفخر بها و غير ذلك اتباع لسراب يعتقده الظمآن ماءا "والذين يرددون بلا كلل مصطلحات التنوير والحداثة و العقلانية وهم يريدون بها ما لا يخفى إلا على خِبٍَّ. عليهم أن يتذكروا أن ما يسمى حداثةً نتاج تاريخ لا يقبل الاستعادة، وإلا فليأتونا بمستعمرات وسفنِ استرقاق وعنجهية كالتي عرفتها عصور تَكوُّن الحداثة، كما عليهم أن يقبلوا بأن الاستعارة الإرادوية لبناء الحداثة أسطورة آن لها الأفول. وما يحدث اليوم هو تَشكُّل مستقبل لم تتضح ملامحه، ومهمتنا تجاهه وتجاه أبنائنا هي محاربة التغليط والتغريب والتصور البائس للسياسة، والمساهمة في تشكيل هذا المسقبل برويَّة وحزم وتمسك لا يلين بمطلب الكرامة".(ما الذي يقع في بلاد العرب؟) (3) و من يراها غير ربوية من العلماء ننتظر رده على أحر من الجمر!. (4) "الدستور الجديم و مستقبلنا السياسي" (5) رئيسة جمعية دار الحكمة قالت في صفاقة قلَّ نظيرُها أنها ليست ضد التدين!!!، وكأنها تُلقي تصريحا في الدانمارك.