متابعة - الرباط - أون مغاربية علمت اون مغاربية أن المرشد العام لجماعة العدل والاحسان الشيخ عبد السلام ياسين قد انتقل إلى عفو الله صباح هذا اليوم الخميس 13 دجنبر الجاري، بمنزله بمدينة الرباط عن عمر يناهز 87 سنة. وأوضح بلاغ لمجلس إرشاد جماعة العدل والاحسان توصلت أون مغاربية بنسخة منه أنه سيتم تشييع "الفقيد الكريم إلى مثواه الأخيرغدا الجمعة من مسجد السنة بالرباط بعد صلاة الظهر". نبذة من حياة الشيخ ياسين (عن موقع الجماعة بتصرف) كان الأستاذ على موعد مع تحول كبير غير مجرى حيياته فقد التحق بالزاوية البودشيشية سنة 1965 في غمرة التفوق المهني والارتقاء الاجتماعي، فقد كان الشيخ ياسين من الرعيل الأول من الموظفين المغاربة الذين تسلموا مقاليد الأمور من الإدارة الفرنسية. ذلك أنه تقلب بين عدد من المناصب والمسؤوليات التربوية والإدارية بوزارة التعليم منها: • مزاولة مهام التفتيش التربوي في السلكين الابتدائي والثانوي بأقاليم مختلفة.. • ترؤس مؤسسات تكوينية تابعة للوزارة: مدرسة المعلمين بمراكش – مركز تكوين المفتشين بالرباط... • المشاركة في دورات تدريبية بيداغوجية خارج المغرب: فرنسا – الولاياتالمتحدةالأمريكية – لبنان – تونس – الجزائر ... • تأليف مقررات وكتب بيداغوجية من بينها: "كيف أكتب إنشاء بيداغوجيا" – "مذكرات في التربية" – "النصوص التربوية"... بعث الأستاذ عبد السلام ياسين سنة 1974 رسالته الشهيرة "الإسلام أو الطوفان" إلى ملك المغرب الراحل الحسن الثاني (1929-1999)، وكانت رسالة قوية أدت إلى اعتقاله مدة ثلاث سنوات وستة أشهر دون محاكمة أمضى جزء منها في مستشفى المجانين والأمراض الصدرية. وفي فترة الاعتقال، أعاد الأستاذ الكرة عبر كتابة رسالة ثانية (باللغة الفرنسية) إلى الملك على سبيل الإلحاح في الدعوة والنصيحة. وبعد خروجه من السجن، واصل الأستاذ ياسين مسيرته الدعوية، من خلال إلقاء دروس المسجد فكان المنع مرة أخرى، ليتوجه إلى استئناف التأليف في موضوع تصحيح وجهة العمل الإسلامي مع المبادرة إلى محاورة سائر الفاعلين في هذا المجال حينئذ. ويبدو أن مبادرة المحاورة والتنسيق التي قادها الأستاذ رفقة عدد من إخوانه لم تجد الاستجابة المأمولة فكان أن توجهوا إلى إعلان تأسيس "أسرة الجماعة" سنة 1981، مع الاستمرار في تفعيل واجهة الإعلام التي انطلقت منذ إصدار مجلة "الجماعة" ثم صحيفتي "الصبح" و"الخطاب" وقد لقيت كلها من التضييق والمنع والمصادرة الحظ الوافر. بل كان دخول الأستاذ ياسين السجن مرة أخرى (سنتين) بسبب مقال "قول وفعل" الذي انتقد فيه الملك الحسن الثاني حول ادعاء دعم ومساندة الدعوة والدعاة. لكن المحنة لم تتوقف مع خروجه من السجن في دجنبر 1985 بل تواصل حضور أجهزة الأمن ومحاصرتها لبيته إلى حين فرض الإقامة الإجبارية يوم 30 دجنبر 1989. استمرت مدة الإقامة الإجبارية أزيد من عشر سنوات، لم تكن خالية من متابعة التأليف والتواصل والدعوة بالسبل المتاحة. ولعل أبرز حدث في هذه المرحلة تمثل في توجيه الأستاذ المرشد في 28 يناير 2000 رسالة مفتوحة إلى الملك الجديد محمد السادس عنوانها "مذكرة إلى من يهمه الأمر"، يحثه فيها على تقوى الله عز وجل في الشعب ومصالحه ورد المظالم والحقوق التي انتهكت في فترة حكم والده. ويجدد له النصيحة التي سبق أن وجهها لوالده الحسن الثاني في رسالة "الإسلام أو الطوفان" وهي الاقتداء بالنموذج العادل الخالد سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. رفعت الإقامة الإجبارية عن الأستاذ ياسين أواسط شهر ماي 2000، وكان أول خروج من بيته يوم 19 ماي 2000 حيث توجه لأداء صلاة الجمعة. ثم عقد في اليوم الموالي ندوة صحافية بحضور وسائل الإعلام الوطنية والدولية. وخلال الأسابيع الموالية تلقى الأستاذ عبد السلام ياسين زيارات ورسائل من قبل شخصيات متنوعة من رجال الفكر والعلم والسياسة وقياديي الحركات الإسلامية، من داخل المغرب وخارجه. كما جاءت من مختلف مدن المغرب، وعلى مر أيام متتاليات، وفود تعد بالآلاف من شباب جماعة العدل والإحسان وشوابها ورجالها ونسائها ومن عموم الشعب المغربي. ثم قام بزيارات شملت مختلف مدن المغرب شمالا وجنوبا شرقا وغربا استمرت أسابيع استطاع أثناءها أن يلتقي بأعضاء جماعة العدل والإحسان في جهاتهم وأقاليمهم، وكانت فرصة لعقد لقاءات جماهيرية مع شرائح مختلفة من الشعب المغربي. وهي نفس الرحلة التي أعيدت بعد أقل من سنة من تاريخ رفع الإقامة الإجبارية. وبقي حضور الأستاذ ياسين قويا ومؤثرا من خلال المجالس التي كانت تعقد كل يوم أحد وتبث مباشرة على شبكة الأنترنت عبر موقعه yassine.net، ومن خلال غيرها من المجالس التي دامت سنوات. ولايزال نشاطه العلمي والدعوي والتربوي مستمرا إلى يومنا هذا. ظل الأستاذ عبد السلام ياسين شغوفاً بطلب العلم من مصادره المتنوعة، وبالمطالعة المتواصلة للكتب والمؤلفات سواء في بيته أو سجنه، في حله أو ترحاله. وكان التأليف – ولا يزال – معينا لا ينضب لتأسيس فكر إسلامي قادر على التفاعل مع هموم الأمة وحاجاتها المتجددة في الزمان والمكان. قدم الأستاذ المرشد طائفة من الأعمال البيداغوجية المرتبطة بمجال التربية والتعليم، ثم انتقل إلى إصدار المؤلفات الفكرية التي تتمثل في: 1. "الإسلام بين الدعوة والدولة" (1972). 2. "الإسلام غدا" (1973). 3. الإسلام أو الطوفان (الرسالة المفتوحة إلى الملك، وقد كان طبعها وتوزيعها بطريقة لم يقصد بها عموم الناس)، 1974. 4. La révolution à l'heure de l'ISLAM, 1980. 5. Pour un dialogue Islamique avec l'élite occidentalisée, 1980. 6. المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، 1982. 7. الإسلام وتحدي الماركسية اللينينية، 1987. 8. «الرجال»، الجزء الأول من سلسلة «الإحسان»، 1989. 9. مقدمات في المنهاج، 1989. 10. الإسلام والقومية العلمانية، 1989. 11. نظرات في الفقه والتاريخ، 1990. 12. شذرات (ديوان شعر)، 1992. 13. محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى، 1994. 14. حوار مع الفضلاء الديمقراطيين، 1994. 15. رسالة تذكير (هي الرسالة الأولى من سلسلة «رسائل الإحسان»، 1995. 16. في الاقتصاد، البواعث الإيمانية والضوابط الشرعية، 1995. 17. رسالة إلى الطالب والطالبة، إلى كل مسلم ومسلمة (الرسالة الثانية من رسائل الإحسان)،1995. 18. تنوير المومنات (في جزأين)، 1996. 19. الشورى والديمقراطية، 1996. 20. حوار الماضي والمستقبل، 1997. 21. حوار مع صديق أمازيغي، 1997. 22. Islamiser la modernité، 1998. 23. الإحسان، الجزء الأول، 1998. 24. الإحسان، الجزء الثاني، 1999. 25. مذكرة إلى من يهمه الأمر(رسالة نصيحة بالفرنسية إلى الملك محمد السادس وترجمت إلى اللغة العربية وغيرها من اللغات)،1999. 26. العدل، 2000. 27. قطوف (ديوان شعر طبع منه ثلاثة أجزاء)،2000. 28. المنظومة الوعظية (الرسالة الثالثة من رسائل الإحسان). 29. الخلافة والملك، 2001. 30. رجال القومة والإصلاح، 2001. 31. سنة الله، 2005. 32. مقدمات لمستقبل إسلامي، 2005. 33. الثمن، 2006. 34. إمامة الأمة، 2009. 35. القرآن والنبوة، 2010. علمت اون مغاربية من مصادر موثوقة أن المرشد العام لجماعة العدل والاحسان الشيخ عبد السلام ياسين قد انتقل إلى عفو الله صباح هذا اليوم بمنزله بمدينة الرباط عن عمر يناهز 84 سنة .