محمد علا ، من مواليد 1955 بمدينة وجدة ، إطار إداري بأحد المؤسسات العمومية بوجدة ، متزوج و له ثلاثة أبناء ، عانى من مرض القصور الكلوي لفترات طويلة حيث عالجه مجموعة من الأطباء المتخصصين في أمراض الكلي و التصفوية الدموية ، ليجد نفسه مجبراعلى العلاج بعملية الغسيل الكلوي الصناعي أكثر من 10 سنوات . استغل محمد علا فترة علاجه للإنكباب على الدراسة و البحث العلمي المعمق ، وكتابة كل صغيرة و كبيرة تتعلق بالقصور الكلوي ، و ذلك رغبة منه في إنتاج مؤلف يضم كل خبايا هذا المرض الذي عانى منه لأكثر من 10 سنوات ، و قد صدر له بعد عناء طويل أول مؤلف صحي له أسماه " التوعية الصحية لمرض القصور الكلوي و التصفية الدموية " ، تم استرسل بعد ذلك في إصدار مؤلفات أخرى : " التوعية الصحية للأمراض الصامتة " ، وغيرها من الكتب الأخرى ، و رغبة منا في تعريف قراءنا الكرام تجربة و معانات محمد علا الكاتب في المجالات الصحية و بداياته التأليفية أجرت أون مغاربية حوارا معه : - أولا ماهي انشغالاتك و اهتماماتك التأليفية ؟ من بين الإهتمامات دراسة العلوم الطبية و مواكبة الدراسات العلمية الحديثة في مجالات الصب الحديث ، دراسة الحالات الصحية و الإجتماعية و النفسية للمرضى الذين يخضعون للعلاج بالتصفية الدموية « hémodialyse » ، و مناقشة الأطباء في بعض الأمور التي أراها حسب تجاربي الذاتية مناقضة بين ما هو علمي نظري و ما هو تجريبي واقعي و لي حجج و أدلة مقنعة في هذا المجال ، بالإضافة إلى انشغالاتي بدراسة العلوم الإدارية و الفقهية و الإجتماعية و النفسية . - كيف كانت بدايتك في الكتابة التأليفية ؟ في الحقيقة كانت بداية جد صعبة ، لأنني لم أتلق أي دعم أو مساندة سواء من طرف العاملين في القطاعات الصحية أو من طرف بعض الأصدقاء و الزملاء ، مع العلم أن الكتابة في المجالات الصحية في حد ذاتها مسألة صعبة و معقدة ، و لا يستطيع أن يستوعبها أو يحللها إلاإذا كان الشخص متمرسا في هذا المجال ، و له تجارب طويلة في هذا الميدان من خلال تعايشه مع بعض الأمراض المزمنة و معايناته للعديد من الحالات المتشابهة لوضعيته الصحية و المضاعفات التي تهدد حياته من حين لآخر ، ثم هناك - وهذا شيء مهم - الموهبة في الكتابة التي تلعب دورا هاما في ترجمة الأحلام إلى وقائع ، و هذا طبعا لا يتأتى بين عشية و ضحاها و إنما بعد جهد كبير و شاق ، و الدليل في هذا أجدني أحيانا انفق الأسابيع و الشهور للتأكد من صحة بعض المعلومات الطبية ، بعد التعمق و الدقة في التحليل و الإستنتاج و قد توفقت بادن الله و عونه . - ما الذي يحفزك للكتابة في المجالات الصحية ؟ من بين المحفزات التي قادتني إلى الكتابة هي أنني تعرضت لأسوء الحالات الصحية و لم أجد من الأطباء من يتفهم حقيقة معاناتي و الألم الذي ينخر جسدي النحيف بالرغم من الفحوص الطبية المكثفة و التحاليل التحاليل الطبية المخبرية التي كنت أخضع لها بأمر من بعض الأطباء الأخصائيين و انطلاقا من هذه النتائج السلبية بادرت إلى الإعتماد على نفسي و أصبحت أقترح بعض التحاليل من خلال البحوث و الدراسات التي كنت أقوم بها لسنين طويلة حول الأمراض التي كانت تلم بي و بالأخص أمراض العظام . و في الأخير وفقني الله في اكتشاف و تشخيص نوع و حجم العلة التي لازمتني ، و هذا كله تطلب مني انفاق الكثير من الوقت للإطلاع و البحث المضني ، سواء عن طريق مراجعة بعض الكتب الطبية الكلاسيكية و الحديثة أو عن طريق التبحر في الشبكة العنكبوتية ، و قد كلفني ذلك سنين طويلة للوصول إلى نوع الداء و إيجاد الدواء ، و قد توجت هذه الأبحاث بنتائج جد إيجابية ، حيث تماثلت للشفاء من كل هذه الإمراض التي لازمتني سنين طويلة و اليوم و للله الحمد أجدني مواضبا على جلسات الغسيل الكلوي بمعدل ثلاث حصص أسبوعيا و أنا في حالة صحية شببه جيدة . فما أريد أن أزود به السادة القراء هو أن القصور الكلوي مرض من بين الأمراض التي قد تصاحبها أمراض أخرى لا تقل خطورة عنها . - ماحجم تسويق مؤلفاتك عبر المملكة ؟ في الحقيقة كل مؤلفاتي لم يتعد تسويقها بعض مدن الجهة الشرقية ك وجدة و بركان و تاوريرت ، و برجع ذلك لأسباب مادية و أخرى صحية ، لا يخفى عليكم أن تكاليف الطبع و النشر و التوزيع كلها على حسب نفقتي ، فقد كنت مضطرا أحيانا إلى اللجوء لقروض بنكية من أجل أداء تكاليف الطبع و التوزيع ، هدفي الأساسي كان منصبا دائما حول نشر التوعية الصحية في صفوف المرضى بصفة خاصة و السادة القراء بصفة عامة . - هل تم تكريمك و تكريم مؤلفاتك من طرف هيئات ثقافية أو صحية ؟ كيف أحظى بتكريم من إحدى الهيئات الثقافية و أنا لحد الآن غير معروف لدى هذه الجهات ، رغم أن مؤلفي الأول في موضوع التوعية الصحية لمرضى القصور الكلوي ، سبق أن تم عرضه في برنامج مشارف التي تبثه القناة الأولى و يتم عرضه كل يوم أربعاء . - ماهي نظرتك للكتابة في المجال الصحي بالمغرب هل من تقدم أم تراجع أم هو مجال نادر ؟ المسار الكتابي في المجال الصحي بالمغرب جد نادر ، والسبب جد بسيط ، لأن الذي يجب أن يكتب في المجالات الصحية إما أن يكون طبيبا مختصا و متفرغا للكتابة و مواكبة الدراسات الحديثة ، و إما أن يكون شخصا مثقفا مر من ظروف صحية و اجتماعية معقدة و طويلة المدى أثرت و بشكل كبير في حياته الشخصية و العائلية .