هل جربت أن تنتقد فريقا ما في إحدى المنتديات؟ إذا كنت فعلت فأكيد أنك سمعت عبارات ربما ألطفها كما قال أحد الأصدقاء الكرام هو "للقفل"، ذلك أن انتقاد فريق ما يعد في نظر أنصاره جريمة عظمى و ذنبا تستحق عليه الموت ، و إذا ما قررت أن نتنتقد فريقا ما و لأي سبب مهما كان وجيها فعليك ان تضع أعصابك في ثلاجة، و كرامتك في مقبرة إلى حين،و حاول أن تشغل أذنيك عن سماع عبارات نارية يتم اجترارها ببلادة مطلقة من قبيل: فوتنا تبرا..الله يجيب الشفا..مرضناكم..حلقمناكم..ما كتنعسوش بسبابنا.. دايرين ليكم الشقيقة..و نساونا...بقاو تابعينا..الله يعطيكم التابعة.. و غير ذلك من العبارات التي لا اجد كلمة أنسب لوصفها غير عبارة "تافهة" خاصة و ان نفس هذه العبارات تستعملها جميع الجماهير ضد بعضها البعض، يعني حتى السب و الشتم غاب عنه الإبداع و الابتكار و حضر فيه التقليد و القرصنة، و لربما غدا أو بعد غد نجد الجماهير تتهم بعضها البعض بقرصنة شتائمها القذرة، و لربما سارعوا إلى تحفيظها و الحصول على براءة اكتشافها. و الملاحظ أن أي فريق يتواجد تحت الأضواء لسبب من الأسباب، يتعرض لهجوم شرس و تتم محاسبته حسابا عسيرا، مما يعطي انطباعا لجماهيره بأنه مستهدف و بأن الجماهير الأخرى تكرهه و غير ذلك من الخيالات المريضة، و تدور الدوائر و تتغير الأدوار بين الفرق حسب التألق و الاقصاء، و تعود الجماهير لتبادل نفس الأدوار السابقة السخيفة، فالذي كان يلعب دور الجلاد بالأمس عاد ليلعب دور الضحية، و يستمر مسلسل إساءة الجماهير لبعضها البعض. لقد سئمنا من هذه المسرحية المملة، و سئمنا من سماع نفس العبارات و الاتهامات، العالم يتطور من حولنا بشكل سريع و نحن نظل واقفين عند نفس النقطة نشتم و نسب و نعيد اجترار نفس الكلام و نفس العبارات التي ظللنا نسمعها من غيرنا، ناسبين كل فضل إلى أنفسنا،و كل رذيلة إلى غيرنا، سلاحنا الافتخار و التكبر ناسين بأن الله عز و جل لا يحب كل مختال فخور، و بأن الجنة محرمة على من كان في قلبه ذرة من كبر، فلنعد إلى رشدنا و لنتعظ و كفانا اجترارا.