كثرت التعليقات، وتعددت الانتقادات، بل، تراجع الانصار عن دورهم الوظيفي على المدرجات، ليتحول جزء منهم الى مترنم دائم بابشع عبارات السب والشتم، تارة في حق السيد ابو القاسم، وتارة في حق اللاعبين، دون ان يفكر احد: واين الحسنية من كل هذا وذاك؟ قد نختلف مع سياسة تدبير المكتب المسير، امر عادي ومشروع، وقد يتراجع اداء اللاعب الفلاني، وهو ايضا امر وارد في كرة القدم، لكن، ما لانريده في موقعكم سوس سبور، هو رؤية كل الاشياء بمنظار اسود ومخيف، وبالتالي ، بدل تغيير سبل الدعم والتقويم، نسقط في احتقار الذات، ونترك فريقنا الاول حسنية اكادير عرضة للضعف، في الوقت الذي تحتاج فيه الى مساندة قوية جدا، تماما كتلك التي كانت في اوج الصراع من اجل اللقب.. نقول ذلك، لأن البعض ربما فهم وجهات نظرنا خطأ ، فعبد ربه الضعيف لايكن للسيد عبد الله ابو القاسم الا التقدير والاحترام، كما لا يكن للمكتب الا التقدير، لكن، حين نكتب حول الحسنية، يكون وراء كتاباتنا نوع من الغيرة القصوى على غزالة سوس، مما يجيز الاختلاف في الرأي غالبا، دون ان يفسد للود قضية، مادام في اطاره الرياضي السليم... اقول كل هاته العبارات، لأن الانسان العاقل وحده اليوم من سيجادل في شيء خطير نتناساه، ففي ظل الازمة التي كانت بين محبي وانصار الفريق الاحمر، وبدون وعي من الاغلبية، تسللت الى الكواليس منذ اسابيع، اياد خفية ومدمرة، اقولها صراحة: لها حسابات مع ابي القاسم قبل الحسنية، وتذكي الخلاف بشكل نمتلك حوله معطى مؤكدا سننشره في حينه، خاصة وان من عناصر تلك الايادي من اتى من مدن مجاورة، ليملي على الاكاديريين ما يفعلونه كدمى العرائس، وحده ورفاقه يتلاعبون بخيوطها.. الحق حق ولا شيء يعلى عليه، فانصار الحسنية مطالبون اليوم بنبذ الاساليب التي يراد لهم ان يرددوها، ومطالبون بان يستفيقوا من سبات وتخذير غريب، جعلهم يختصرون فريقا عمره ازيد من 40 سنة في اشخاص محددين، صحيح بعضهم زل لسانه في حقهم فساندنا الجمهور والتمسنا رد الاعتبار اليه ولو باعتذار، لكن، بقية التهم كلها تفتقر الى ادلة، نبني عليها الاحكام بكل مصداقية... فمثلا، كم من محب للحسنية ومناصر لها اتهم المكتب صراحة بالتلاعب بمالية الفريق؟؟ وما ادلتهم؟ على الاقل، الافتحاص المالي لم يثبث أي شيء، وهو ما يعني ان تلك الاسطوانة يجب ان تتوقف، بحيث ان الاتهامات تكون بادلة دامغة وليس بمجرد اقاويل يعاقب عليها القانون في الاصل.. المسألة الثانية، تكمن في انتداب اللاعبين، وهنا نحن نتفق مع الغالبية العظمى في غرابة جلها، والبديل هو تشكيل لجنة تقنية بشكل عاجل، تتكلف بالمسؤولية هاته، بعيدا عن الارتجالية التي ادت منذ موسمين الى انتدابات كارثية، لم تفد الحسنية في شيء، وهامش خيبة الامل في الانتدابات معروف عالميا، شريطة الا يتكرر كما هو الامر في الحسنية.. ان الحسنية ليس مشكلها في علاقة جمهورها بمكتبها، بل ننبه الى ما هو اخطر، أي وجود جهات خفية تحاول الركوب على ذلك الخلاف، ومادام البلاغ الاخير للمكتب المسير قد اورد نداء لجمعيات محبي الفريق من اجل التعاضد من اجل مستقبل الفريق، فذلك امر جديد اثلج صدورنا في سوس سبور، بل، سيكون علامة على تبديد الغيوم الداكنة التي غلفت سماء ملعب الانبعاث طيلة الدورات السابقة، وكأننا بالمكتب المسير يمد يده لآلاف محبي غزالة سوس قصد العودة الى صنع ارقى اللقطات فوق المدرجات، وارقى العطاء على ارضية الانبعاث، ونحن لايسعنا الا ان نثمن هذا التوجه الجديد في تدبير القضايا الخلافية داخل البيت الحسني، الذي نعيد وننبه الى وجود أياد سوداء تشتغل في الظل، وهدفها لا يتجاوز تصفية حسابات شخصية، في بعض الاحيان تحاول من اجلها تجاوز بعض القوانين والاختصاصات، وليس من المستبعد والحالة كما هي عليه، ان نسمع في القريب العاجل بعجائب جديدة، اذا تمعن القارىء فيها عن عمق، سيجدها تنتقد المكتب عامة، لكنها في الاصل تنتقد الرئيس لا غير.. نحن لاندافع عن السيد ابي القاسم، فهو لا يحتاج منا الى دفاع مجاني، بل نقرأ الظاهرة في شموليتها، من اجل الوصول الى توعية رياضية تكون نزيهة عن المنزلقات، ومن تلك المنزلقات الخطيرة كمثال فقط، وخلال المباراة الاخيرة، حالة المتفرج الذي سب وشتم عميد الفريق الاحسايني وفر من المدرجات بعد الشتم المجاني، وحالات شتم شكور، العلولي، ثم، اطلالة الرجل العجيب في المنصة الشرفية، والذي لانعرف بأية صفة يوجه اتهامات لرئيس الفريق، لا لشيء الا لكون الرجل كان يشغل وظيفة عسكرية ربما استغلها في غير محلها، اذ كان الكل سيصفق له لو انخرط واصدر الاحكام، بدل التطفل على مجال الحسنية، التي كانت مكاتبها مدنية باستمرار حسب ما نعرف.. الى كل تلك الدرجة المنحطة وصلنا في تشجيعاتنا للحسنية، والاكيد ان تأثير ذلك على نفسية اللاعبين واضح، وهو ما نتخوف من استمراره.. اختصارا للقول، لا ارجو ان يتحول محبو الحسنية الى مغفلين، فهناك أياد تحاول تدمير الفريق، وتحاول تضخيم صورة الرئيس بشكل سلبي مبالغ فيه.. فالرجاء الانتباه قبل فوات الاوان، ولننتفض من اجل الحسنية، دون احقاد دفينة او مبالغات في الانحدار.. بقلم : محمد بلوش