كان كل شيء يبشر بمباراة جيدة وكبيرة في قمة الدورة الأخيرة من مرحلة ذهاب الدوري. ففريق أولمبيك خريبكة كان يمني النفس بالاحتفال بالفوز بلقب الخريف بعد تعثر غريمه المغرب الفاسي في آسفي، فيما كان الرجاء البيضاوي يريد الإثبات أن صحوته الأخيرة ليست مجرد حادثة، بل واقعا، وأن الفريق بدأ يسترجع قواه مع مجيء مدربه وابن الدار محمد فاخر. الأجواء التي سبقت المباراة كانت، حقيقة، احتفالية. الجمهور الخريبكي أبدع في حمل "التيفو"، وأكد أنه لا يختلف ولا يتخلف عن جماهير الوداد والرجاء والنادي القنيطري والمغرب الفاسي. جمهور النسور الخضر كان هناك، أيضا، وأبدع في ترديد شعاراته المشجعة للفريق. لكن كل هذا كان في البداية. قبل أن تتحول المدرجات إلى مسرح لتبادل السب والشتم من تحت الحزام، كانت تصل صداه عبر التلفزيون إلى البيوت وإلى آذان كل أفراد العائلة.. إلى الجد والأب والأم.. إلى كل من التأم حول التلفزيون لمشاهدة مباراة قيل إنها قمة الدورة ال15... ربما قد تكون عائلة ذلك الذي أطلق أول شرارات السب، الذي لم يخل من عبارات عنصرية فجة بين الطرفين، ومن عبارات تطعن في شرف وأعراض الأمهات.. ما أصبح يتردد داخل الملاعب، بشكل يتصاعد من مباراة إلى أخرى ومن موسم إلى آخر، يفرض الآن التدخل. الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مسؤولة عن استفحال ذلك، وبالتالي فهي مطالبة بوضع حد للظاهرة. هناك الكثير من الوسائل لفرض شيء من الاحترام والاحترام المتبادل بين الجماهير. قد يكون أقصاها معاقبة الفريق المضيف بحرمان جمهوره من مباراته التالية من دخول الملعب، أو من باقي المباريات في حال تماديه ولم ينضبط بالاكتفاء بتشجيع فريقه انسجاما مع "الروح الرياضية" التي توجب، كذلك، احترام الخصوم والضيوف. يمكن، أيضا، الانفتاح على جمعيات المحبين والأنصار والعمل معها على تأطير الجماهير حتى لا تخرج "على النص"، وحتى لا يسمع أحد ما سمعه في مباراة خريبكة وفي مباريات أخرى، وحتى لا نضطر إلى مقاطعة مباريات البطولة المغربية والاكتفاء بمتابعة مباريات، فيها الكثير من المتعة والكثير من الفرجة والكثير من الأدب.. هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.