أفكر جديا في تغيير لون عيني و شعري، و حتى لكنتي أفكر في جعلها أجنبية عسى أن أحظى بفرص أكبر في بلدي هاته التي صارت تعشق الاجنبي و تتمسح بأعتابه، ماذا استفدت من هذه الملامح و هذه السحنة المغربية غير الاستخفاف من بني وطني و الاشتباه في انتمائي إلى منظمة القاعدة كلما صادفت أجانب في الطريق؟ بعيون زرقاء و شعر اشقر ستنفتح أمامي أبواب ظلت موصدة لمدة طويلة في وجهي، سيكون لكلماتي وقع آخر و لآرائي قيمة أكبر، لأنهم سيحسبون أني "كاوري" و "الكاوري" في بلدي عالم كبير و مفكر خطير لا يأتي تفكيره الباطل و لا يخالط كلامه الغلط، لهذا ينبغي أن أسارع للتغيير و ارتداء ثوب الأجنبي لعل الخير يأتي. كثيرون في سوق الشغل صاروا يعانون من منافسة الأجانب الذين ينظر إليهم أرباب العمل نظرة فيها الكثير من التقدير و الاحترام، في الوقت الذي يتم فيه إهمال كفاءات "كحل الراس" و تهميش طاقاتهم،و لنا في المجال الرياضي خير مثال على الغرام الذي يجمع بين رؤساء النوادي و الأجانب الذين لا أفهم بصراحة ما الذي اضافه معظمهم إلى الرياضة في بلادنا، و أقول في نفسي لربما رؤساء النوادي حين يجتمعون يقول بعضهم للآخر: "أنا اشتريت مدربا من فرنسا" و يرد عليه صاحبه:" أنا أحضرته من ألمانيا" و الأخر: "في البرازيل أطر جيدة جدا و بثمن مناسب" و هنا يلح علي سؤال غريب كذبابة مزعجة، "اين المنتوج الصيني في عالم الرياضة المغربية طالما أن الصين لم تتوقف عن مدنا بمختلف المنتوجات المتنوعة؟ و لماذا لم تدخل على خط المنافسة في هذا المجال، و هي التي تستطيع مدنا بمدربين بثمن اقتصادي بدل ما ننفقه من ملايير لإرضاء مدربين أوروبيين بدون نتائج تذكر؟ حين أفكر كيف ينال مدرب أجنبي ملايينا مقابل هزائم بالجملة و تعادلات يتيمة أحمد الله على نعمة العقل التي يفتقدها مسيرون بلداء تعميهم مصالحهم الضيقة عن رؤية الصالح العام، فينفقون الأموال الطائلة على مدربين نكرات، و يدافعون عنهم بالعبارة السخيفة المعروفة: "خلي السيد يخدم" و يعطونه الفرصة تلو الفرصة، و يتيحون له المزيد من الإمكانات، و حين يصلون إلى نهاية النفق، يدركون أنهم أخطؤوا، فيفسخون عقده للتعاقد مع... أجنبي جديد ! أما إذا لا قدر الله تعلق الأمر بمغربي فإن نصف فرصة "بزااااف عليه" و هناك العديد من السكاكين تنتظر سقوطه للإجهاز عليه عند أول خطأ حتى و إن كان تافها فإنه لا يغتفر و لا بد من قطف رأس صاحبه، و زرع رأس أجنبي مكانه. نصيحتي لكم إن أردتم النجاح و التألق في هذه البلد فغيروا ملامحكم و لسانكم، غيروا رؤوسكم بأكملها من الافضل، و سيطرق النجاح بابكم اينما كنتم، فأرباب العمل لدينا يحبون التبجح أمام اصدقائهم قائلين: "أنا مخدم عندي فرنساوي و ميريكاني و غ نجيب واحد أنجليزي داير عليه الضوموند" و ما على مدربينا و أطرنا الرياضية سوى العمل بهذه النصيحة إن هم ارادوا تدريب الأندية الوطنية التي تجري خلف الأجانب يوما بعد يوم.