يبدو أن حمى العدوات ستعود لتندلع من جديد باستئناف الدوريات و البطولات .. بسبب الساحرة المستديرة التي تجذبنا نحو عدوات مجانية..شرارات صغيرة يوقدها صغار العقول و ضعاف النفوس..فتصير الشرارة نيرانا..و ينفجر بركان الحقد.. ليغمرنا بسوداوية بغيضة..تجعلنا ننظر إلى بعضنا البعض نظرات ملؤها الشر و العداوة..و نشحذ سيوف التجريح..و خناجر الشتم الرخيص..لنخوض المعارك فيما بيننا.. و ننتشي بانتصارات كاذبة..و بطولات وهمية زائفة..و كل فريق منا يعدد انتصاراته.. و يتباهى بها..دون أن يلتفت إلى خساراته الكثيرة..في مباراة كرة القدم.. سينتصر فريق و ينهزم آخر..لكن في حروب كلامية كهذه..كلنا نخسر..و إن كنا نرفض الاعتراف بذلك..من منا لم يجرح قلبه و هو يرى الآخرين يذبحون وطنه بكلام كالخناجر؟ و يرمونه بسباب يتطاير كرصاص من حناجر؟من منا لم يعتصر قلبه الألم.. و هو يرى غسيلنا الوسخ يعلق على حبال المذلة؟ من منا لم تستعر نيران الغيرة بداخله.. و هو يرى العظايات تنهش عرض بناتنا و أخواتنا؟ لست أتكلم اليوم كمغربي.. فأنا مسلم و عربي قبل أن أكون مغربيا..و ما يؤذي أي مسلم -أيا كان هذا المسلم - بالضرورة يؤذيني أنا كذلك..مغاربة كنا أو غير ذلك..تجرحنا الإهانة..و يكوينا الاستهزاء.. و ظلم ذوي القربى أشد مرارة من وقع الحسام المهند. لا أريد الالتفات إلى الماضي..و لا البحث عن أسباب اندلاع النزاع..فالنزاعات موجودة للأسف بيننا كمغاربة..و لا أعتقد الأمر مختلفا عند الآخرين..بين كل مدينة و أخرى نزاعات..بين كل منطقة و أخرى..بين حي و آخر.. بين بيت و بيت.. و بين فرد و غيره..دوما هناك نزاعات و حروب صغيرة..تستنزف منا جهدنا و محبتنا.. و رغم خساراتنا الكثيرة نصمد و نتحدى..و نستقبل المزيد من الخسارات بصبر الانبياء..من منا يخلو من عداوات..أو صراعات يعتبرها رسالة له في الحياة.. العقليات الصدامية صارت منتشرة بكثرة للأسف.. و مثل هذه العقليات قد تحول الكلمة الى لكمة..وسوء الفهم البسيط الى حرب مستعرة.. و النتيجة تعرفونها و لا شك..حتى كدنا نصير ممن شملهم قول الخالق عز و جل: ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) الحشر 14. أليس من حقنا أن نحلم بوحدة عربية و لو في الرياضة..كرة القدم صالحت و قاربت بين العديد من الشعوب..فلماذا تزيد الفرقة بيننا..رجاءا لا داعي للسير على نهج القائلين: "أنتي عريبان"..فأصلنا واحد..و لا خير في إنسان يتنكر لأصله..اطردوا دعاة التغريب و الانعزالية..أخرسوا أفواههم الشيطانية..فنحن مسلمون أقوياء ببعضنا البعض.. و كلام الخالق عز و جل أولى أن نسمع له و نتبعه..(رحماء فيما بينهم)..هكذا نكون.. مسلمين حتى الموت..عرب حتى الموت..و مغاربة حتى الموت.. أختم بأبيات للشاعر المغمور " عبارة ادريس" أسود على بعضنا أسود أسود و فئران تلزم جحرانها أمام اليهود نسينا الركوع..نسينا السجود لرب السماء..إله الوجود.. و غصت مواخيرنا و حاناتنا و طاب الغناء.. و نادانا للخلف داع لبينا النداء و ضعنا..فيا حسرة و ساد اليهود.