لعله الملف الوحيد والأوحد الذي نجح بن كيران في التحكم فيه وضبط ايقاعه وفرملة سرعته انه ملف الحركات الاحتجاجية للمعطلين مجازين كانوا أم أصحاب ماستر .( أصحاب مرسوم أم أصحاب محضر) الكل سواء عند السيد بن كيران ولعله الملف الوحيد الذي لم يلتقي فيه بن كيران بتماسيح وعفاريت وجان لكن بالعودة السريعة الى مسلسل الأحداث نجد أن بن كيرا نهج خطة ذكية ربما استغلت سذاجة المعطلين. إبان الحملة الانتخابية صرح بن كيران بما لايدع مجالا للشك أن المعطلين يحلمون بالتوظيف المباشر إن اعتقدوا أن حكومته سوف تعمل على إدماجهم المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية وما لبث أن بدأت خلايا الحزب في تلطيف الموقف المتشدد حينها صرح الكاتب العام لشبيبة حزب البيجيدي في لقاء حواري بالقناة الثانية أن حزبه إن فاز وترأس الحكومة فسوف يعمل على توظيف 250000 معطل سنويا وبعد أن تحققت نبوءة بن كيران وفاز بالمقاعد 107 وترأس الحكومة الحالية بدأ يطلب من المعطلين منحه الوقت ريثما يتم التنصيب من طرف جلالة الملك ثم من طرف البرلمان وبعدها طلب تشكيل لجنة تدرس الملف لكن في ثنايا خطته الجهنمية قام باختزال ملف المعطلين حاملي الشواهد الجامعية العليا في قضية أصحاب المحضر وحدهم دون سواهم وهو بذالك عمل على تحطيم نفسية الباقي من المعطلين وخطته أعطت مفعولها حتى بالنسبة لفرق المعارضة والتي انصبت جميع أسئلتها الشفوية داخل قبة البرلمان على ضرورة حل ملف أصحاب محضر عشرين يوليوز2011 متناسيين بذالك الباقي من أصحاب الشواهد مجازين أو المشمولين بالمرسوم الوزاري الذي تركه عباس الفاسي للسيد بن كيران فوق كمين ملغوم الأمر لم يقتصر عند هذا الحد وإنما قام بن كيران بخدعة أخرى تمثلت في ربح الوقت حينما أذن لمستشاره السيد المعتصم بعقد جلسات حوار غير رسمية سواء مع أصحاب الماستر أو حتى مع المجازين المعطلين وبعدها أصدر له الأمر بإيقاف هاته الحوارات وجعل المعطلين في حيص بيص تتقاذفهم مكاتب البكاري عبد السلام ومقر حزب العدالة والتنمية بحي الليمون بالرباط ثم تفتقت عبقرية بن كيران بعدها فشكل لجنة أصدرت مرسوما ينظم المباريات وعندها سدد رئيس الحكومة ضربة موجعة عندما بدأت اعلانات المباريات تخرج تباعا من مقرات الوزارات وفي ذالك رسالة قوية للمعطلين مفادها أن المناصب المخصصة لقطاع الوظيفة العمومية هي التي يعلن عنها والمباراة شرط رئيسي لولوجها ونجح في ذالك بشكل كبير حيث انقسم جمع المعطلين بين مؤيد ومعارض لكن الحقيقية تؤكد أن الغالبية اجتازت هاته المباريات وأن الإعلان عن المباريات في حد ذاته شكل صدمة قوية لإطارات المعطلين التي وجدت ان جل قواعدها تسرب اليأس إلى نفوسها وأجبرها الأمر على التفكير في شكل سموه التنسيق الميداني وهو تعبير عن الرغبة القوية في ضرورة إظهار زخم المعطلين وقوتهم فأصبح المتتبع يشاهد مسيرة موحدة تجمع أطياف الحركات الاحتجاجية للمعطلين ورغم ذالك مضى السيد رئيس الحكومة في خطته الجهنمية فشكل شهر غشت نقطة الحسم عبر الإعلان الكثيف والمتسلسل للمباريات الوطنية (التعليم الصحة ادارة السجون .. الامن الوطني.. الداخلية ...التجهيز...) وهنا بدأت عوامل التعرية تصيب هاته الإطارات حتى أن التدخلات الأمنية خفت حدتها وبدأت مسيرات المعطلين أشبه ما تكون جولات سياحية وهنا لا بد أن لا نتناسى أن بن كيران لم يستعمل ورقة القطار عبر الحسم في المجانية التي يستفيد منها المعطلون القادمون الى الرباط من اجل الاحتجاج بل ان الدوائر المسؤولة تركت الامر على حالته لان الغاية الكبرى من خطة رئيس الحكومة الجهنمية كانت تقضي بتحطيم معنويات المعطلين عبر مدفعية المباراة وجدار سد باب الحوار. وكأن بن كيران يوجه رسالة قوية الى سلفه عباس الفاسي يقول له أهؤلاء من أتيت هرولة من اجلهم من الكويت من اجل توقيع مرسوم أنظر ما فعلت بهم ولو استشهد زيدون واحترقت الأجساد فوق أسوار ملحقة وزارة التربية الوطنية...لأجل ذالك ملف المعطلين هو الملف الوحيد الذي عرف بن كيران كيف يضبطه ويتحكم فيه وأعلنها صراحة حينما تمكن وعلم بهوان البيت الداخلي للمعطلين خرج بتصريحه الشهير وجملته الخالدة الرزق عند الله بل وتحدى المحامي وهبي عن فريق الأصالة والمعاصرة أن يتقدم بدعوى ضد الحكومة تجبرها بإدماج أصحاب المحضر وهي رسالة قوية إلى المعطلين أنفسهم .