شارك الفنان المغربي خالد بناني خلال فعاليات الملتقى الدولي الثاني لفن الملحونيات التي احتضنتها مدينتا الجديدة وازمور مؤخرا، حيث أحيى سهرتين تفاعل معها الجمهور بشكل كبير. وقال بناني أن هذا المهرجان هو مهرجان المحبة والحكمة، وتكريم الموسيقى الروحية العالمية، وذلك من خلال مشاركة عدد من البلدان، والفنانين المهرة الذين يعرفون جيدا كيف يسمون بالجمهور إلى فضاءات كلها روحانية وسكينة ومحبة وسلام في شهر القرآن والغفران. وأضاف ان فن المحلون الذي هو فن مغربي تراثي أصيل، ساهم في لم شمل الفنانين وقدم صورة حقيقية لقيم التواصل والحوار الفني والثقافي، موضحا ان الموسيقى الروحية والعالمية، التي تخاطب العقل والروح، بعيدا عن كل ما يصيب الأعماق من أصوات نشاز، تساهم بشكل كبير في تحقيق التواصل العالمي، والحوار الكوني، فضلا عن قيم السلام والحب ما بين مختلف الأجناس والديانات. عن جديده، يؤكد انه يشتغل على البوم مستلهم من التراث الوطني، فضلا عن القيام بجولة فنية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد جولة كانت قادته إلى كندا والعديد من البلدان الأوربية....خلال فعاليات المهرجان التقينا الفنان خالد بناني فكان نص الحوار.... قبل اقل من أسبوع شاركتم في الملتقى الدولي الثاني لفن الملحونيات بالجديدة وازمور ما الذي جمع الفنانين في هذا المهرجان العالمي؟. هذا المهرجان هو مهرجان المحبة والحكمة، وتكريم الموسيقى الروحية العالمية، وذلك من خلال مشاركة عدد من البلدان، والفنانين المهرة الذين يعرفون جيدا كيف يسمون بالجمهور الى فضاءات كلها روحانية وسكينة ومحبة وسلام في شهر القرآن والغفران، وما يجمع الفنانين إذن، هو الموسيقى الروحية، حيث ان فن الملحون المغربي جزء لا يتجزأ من الموسيقى العالمية والروحية التي تخاطب العقل والروح في شهر رمضان المبارك المعظم. انها اول مشاركة لي في هذا المهرجان، الذي يحتفي في العمق بكل ما هو سامي، وصافي، وصوفي ونبيل، ومن ثمة يمكن التأكيد ان مهرجان الملحونيات، شكل صلة وصل ما بين مختلف الفنانين من ايران وتونس ولبنان والجزائر ثم المغرب، انه الفن الذي يرسخ لقيمة الموسيقى الكونية والتراثية التي تمجد الإنية الالهية والامداح النبوية الشريفة، وتنثر ازهار المحبة والتسامح والتعايش ما بين الثقافات والاديان والشعوب. هل تعتقد معي اني مثل هذه الموسيقى والمهرجانات قادرة على تحقيق التواصل والحوار الانساني والعالمي؟. بالفعل، الموسيقى الروحية والعالمية، التي تخاطب العقل والروح، بعيدا عن كل ما يصيب الأعماق من أصوات نشاز، تساهم بشكل كبير في تحقيق التواصل العالمي، والحوار الكوني، فضلا عن قيم السلام والحب ما بين مختلف الاجناس والديانات، وهذا ما يميز الكثير من المهرجانات المغربية، والمغرب، كأرض للسلام والتعايش والتسامح الكوني. الجميل في هذا المهرجان اننا كفنانين مشاركين التقينا وتعرفنا على بعضنا البعض، كما انصتنا بهدوء لابداعاتنا خلال كل سهرة، وفي اعتقادي الشخصي هذه مرآة مصقولة للحوار الفني والثقافي، والتواصل ما بين الفنانين مهما كانت ثقافتهم او جنسياتهم، ولذا فان فن المحلون الذي هو فن مغربي تراثي اصيل، ساهم في لم شمل الفنانين وقدم صورة حقيقية لقيم التواصل والحوار الفني والثقافي. قدمت خلال إحيائك لسهرتين في كل مدينتي الجديدة وازمور فيضا من الاغاني الصوفية والتراثية كيف تفاعل معها الجمهور؟. بالفعل قدمت سهرتين، وكانتا من انجح السهرات التي احييها سواء بالمغرب او خارجه، قدمتهما في اطار الليلة الصوفية، وذلك باداء وصلات متنوعة وخصبة من الحضرة العيساوية التي شملت امداح نبوية شريفة، ووصلات فنية صوفية وروحية، وبالمناسبة اؤكد اني اصدرت حتى الآن نحو ثماني البومات في الأمداح الدينية سواء عل الطريقة العيساوية او الدرقاوية او البودشيشية، وكلها صلاة وسلام على النبي المصطفى الكريم، وذكر اولياء فضل اولياء الله الصالحين، والحمد لله ان جمهوري دائما يتفاعل مع اقدمه، لان المادة الفنية التي اشتغل عليها هي مادة تراثية صوفية اصيلة محبوبة. بالمقابل تقدم ايضا اغاني عصرية تسلهم ايقاعاتها من التراث المغربي العريق؟ انني اشتغل دائما على كل ما هو تراثي، وكل ما يساهم في تهذيب الذوق الفني الرفيع، ولا يخدش الحياء العام، وهذا اللون الموسيقي يجعل الجمهور يتلذذ بالموسيقى التراثية، ويروح عن نفسه، اما الموسيقى الدينية فمعها يعش الجمهور لحظات ممتعة كلها روحانية وجذبة، ومتعة سماعية راقية. ما هي آخر مشاركاتك الفنية؟. طبعا في فصل الصيف تكثر المهرجانات الثقافية والفنية، وقد شاركت في العديد منها، كما انني قمت في الاونة الاخيرة بجولة فنية في عدد من البلدان منها كندا والمانيا وهولندا وبلجيكا وغيرها، من خلالها التقيت مع الجالية العربية والاسلامية في سهرات جميلة عشنا معها لحظات رائعة، استذكرنا فيها تراثنا المغربي والعربي الأصيلين المشبعين بحس اندلسي عريق، وانا الان مقبل على جولة فنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ما جديدك الفني؟ اشتغل الآن على البوم موسيقي جديد، من تأليفي والحاني استهلم، مقاطعه من التراث الوطني، حيث ان بعض اغاني هي لمشايخ في هذا المجال الفني، وقمت باعادتها وفق ايقاع وتوزيع جديدين، في هذا الاطار اؤكد ان البوماتي ليست موسمية، ولا تموت، والدليل على ذلك ان العديد من البوماتي ما تزال معشوقة من قبل الجمهور حتى الان، واذكر البوم"الغرام صعيب" الذي صدر عام 1997، وهو ما يزال مطروحا في السوق حتى الان، ان هدفي من الغناء ليس الربح السريع، بقدرما هو تقديم مادة موسيقية جيدة للجمهور، تستلهم معانيها من التراث المغربي والعربي، واعتقد ان الاشتغال على التراث هو ما يجعل الموسيقى لا تموت وتعمر طويلا. تفكر في الاعتزال والتخصص في الاغاني الروحية والصوفية كما فعل مثلا عبد الهادي بلخياط وجدوان؟ لا... ما زلت والحمد لله قادر على العطاء، وانا فنان دائما أشتغل على كل ما تراثي وصوفي، اني أومن بالاشياء التي تحرم الموسيقى، وأومن ايضا ان كل فن نبيل وهادف ولا يخدش الحياء، وهذا ما اسير على منواله، اني من خلال موسيقايا افرح الناس والجمهور واتقاسم معهم افراحهم ومسراتهم وهذا هو المهم. ايروقك ان يسلك احد ابناك طريق الفن؟ ابني سليم يحب الفن والموسيقى، وقد شارك معي في مهرجان الجديدة كمنشد، كما شارك معي في مهرجان موازين إيقاعات العالم بالرباط، وفي عدد من المناسبات الأخرى، لكني انصحه بالدراسة ثم الفن، بالمناسبة أوضح أنا كفنان حاصل على شهادة عليا لتسيير المقاولات من ستراسبورغ، فالدارسة هي الأساس، والفن يأتي ثانيا.